Thursday 22nd September,200512047العددالخميس 18 ,شعبان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مقـالات"

صبرا وشاتيلا ذكرى المجزرة والبطولة الفلسطينيةصبرا وشاتيلا ذكرى المجزرة والبطولة الفلسطينية
عادل علي جودة

تمر بنا وبشعبنا العربي الفلسطيني المصابر الصامد المكافح المرابط هذا اليوم السابع عشر من ايلول للعام 2005م الذكرى الثالثة والعشرون للمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني وعملاؤها الأقزام من وحدات الانعزاليين اللبنانيين والكتائبيين الذين عادوا هذه الأيام من جديد وعبر ما يسمى (بحراس الأرز) ليظهروا مدى سقوطهم وعنصريتهم وحقدهم الأسود الذي تماهى مع عنصرية وحقد وإجرام العدو الصهيوني.
تمر بنا الذكرى الثالثة والعشرون لمجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبها الجنرال الصهيوني السفاح شارون نفسه الذي يستقبل اليوم في باحة الأممية الدولية بأقنعة سخيفة لا تنطلي على الأحرار والشرفاء في العالم ولا يمكنها أن تخفي التاريخ الأسود المجرم لهذا السفاح العنصري مهما اجتهدت الإدارة الأمريكية في محاولة تسويقه على أكذوبة اسطوانة السلام المشروخة والتي هي ليست أكثر من كلمة السر التي تعتمدها أدوات الاستعمار الجديدة بينها في الهجوم على مقدرات الأمم والشعوب.
تمر هذه الذكرى الخالدة وهي تشهد انبطاح بعض الرسميين العرب أمام شارون واستقباله والولوغ معه في ذكرى الدم الفلسطيني وذاكرة الإجرام بحق هذا الدم التي يمثلها هذا العدو القاتل، سفاح الأطفال والنساء في صبرا وشاتيلا، وبدلاً من أن تحشد هذه الذكرى العزائم في مواصلة السعي لتحقيق العدالة عبر تنفيذ الإدانة لهذا المجرم وأركان عصابته التي نفذت هذه الجريمة، يجري استقباله والدعوة للقاء مع العدو الصهيوني والتطبيع معه على حساب شعب فلسطين ونضاله الوطني وقضيته العادلة وحقوقه الخالدة، وهؤلاء الذين يدعون إلى التقاء العدو وعناقه إنما يحاولون تمرير ذلك على شعبنا تحت ستار الحاجة إلى تشجيع العدو على إكمال تمثيليته التي يحاول تمريرها على العالم والتي تناولت اندحاره من غزة وكأنها كانت نتيجة لتراجع هذا العدو عن روايته المصطنعة، إن اندحار قوات العدو عن غزة جاءت ثمرة لتضحيات شعبنا وبطولات مقاومته الرائعة لا برغبة هذا العدو العنصري ولا بنصائح ووسائط من يعانقه اليوم على حساب الدم الفلسطيني ومقاومته الباسلة وذاكرته الحية.
إننا في تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين ندين أدوات هذه الجريمة والساكتين عنها والداعين إلى تجاوز حق شهدائها بكل شكل وكل صورة، ونؤكد أن هذه المجزرة وذكراها الأليمة ستبقى نبراساً وطنياً وإنسانياً خالداً تدعونا لتخليد بطولات شهدائنا وأسرانا وقوانا المقاومة الحية، والمطالبة بحقوق شعبنا العظيم وحقوق ذاكرتنا الوطنية وأولها الاقتصاص من هؤلاء المجرمين القتلة وتقديمهم للعدالة وإدانة دولية واضحة لروايتهم العنصرية البغيضة الكريهة الكاذبة وأفعالهم الشريرة وجرائمهم مهما طال الزمان.
نعم هي صبرا وشاتيلا، كاشفة العورات وحاملة الإدانة للحضارات ومسقطة الذرائع والأقنعة والحجج والأصباغ وناقوس الخطر للأحرار والشرفاء، هي صبرا وشاتيلا المجزرة الصهيونية بحق أهلنا وشعبنا المغدور في المخيمات وهي البطولة في مواجهة هذه المجازر بإرادة الاستمرار والصمود الوطني في وجه العدوان والعنصرية والتآمر.
وفي الوقت الذي تكون فيه صبرا وشاتيلا وشهداؤها المغدورون من الأطفال والشيوخ والنساء والأجنة غيلة وحقداً ذكرى لمجزرة رهيبة وذكرى ليوم أسود كئيب ظهرت فيه بشاعة الغدر وقبح العنصرية الهمجية وعجز وذل المواقف الدولية عن وقفها وإدانة مرتكبها وتقديمه للعدالة، فإنها تكون أيضاً ذكرى البطولة التي يواجه بها شعبنا العظيم كل مرحلة من مراحل نضاله على طريق تحرره الوطني وعلى طريق حريته الإنسانية وعلى طريق دوره الحضاري.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved