* البصرة - بغداد - الوكالات: تظاهر مئات من العراقيين وبينهم عدد من رجال الشرطة أمس الأربعاء في البصرة احتجاجاً على مداهمة القوات البريطانية لمكتب وحدة الجرائم الكبرى وتحرير الجنديين البريطانيين. في حين لم يكن هناك أي حضور للقوات البريطانية في المدينة. هذا وقد رفع المتظاهرون الذين تجمعوا أمام مديرية الشرطة في المدينة لافتات تطالب بإعادة الجنديين البريطانيين للقضاء العراقي. وقد كتب على اللافتات (نطالب إعادة الجنديين البريطانيين وإحالتهما إلى محكمة عراقية) وكذلك (ندين الأعمال اللاقانونية من قبل القوات البريطانية). وكان ضمن المتظاهرين عدد من عناصر الشرطة في مكتب الجرائم الكبرى الذي تمت مداهمته من قبل؛ وهتف المتظاهرون (كلا كلا للمحتل). كما طالب المتظاهرون بإقالة قائد الشرطة في المحافظة واتهموه (بالعمالة) للبريطانيين. وقد تجمع المتظاهرون بالقرب من سوق شعبي واتجهوا إلى قيادة شرطة البصرة. ومن جانبه، قال أبو زهراء (36 عاماً) أحد منظمي التظاهرة (لقد وعدنا البريطانيون بالسيادة فأين السيادة إذا دمّروا مركزاً للشرطة العراقية). وكانت القوات البريطانية نفذت عملية اقتحام لمركز اعتقال تابع للشرطة في البصرة لتحرير الجنديين و(تأكدت بعدها أن الجنديين لم يعودا في عهدة الشرطة العراقية). وقد تضرر مركز الشرطة الذي تمت مداهمته من قبل القوات البريطانية بالإضافة إلى المنزل الذي تم تحرير الجنديين منه خلال عملية الدهم. إلى ذلك أفادت مصادر في الشرطة العراقية أنه تم توقيف الجنديين صباح الاثنين بعد أن كانا يتنقلان بملابس مدنية وكانا قد أطلقا النار على عناصر في الشرطة. وقد تجمع الاثنين المئات من المتظاهرين حول مركز الشرطة وهاجموا مدرعات بريطانية كانت هناك مما أسفر عن احتراق اثنين من المدرعات. ومن جانب آخر أكدت الحكومة العراقية أنه لا توجد أزمة سياسية بين العراق وبريطانيا عقب الأحداث التي وقعت فى مدينة البصرة وقالت إن هناك حواراً مباشراً بين الحكومتين حول هذه الأحداث. وقال بيان للحكومة العراقية نشرته صحيفة (الصباح العراقية) بعددها الصادر أمس أن وزارة الداخلية العراقية تقوم بإجراء تحقيق في هذا الصدد وأنه سيتم إعلان نتائج التحقيق حال الانتهاء منه وحثت جميع الأطراف المعنية بانتظار نتيجة هذا التحقيق. ومن جهة أخرى أكدت بريطانيا أمس أنها لن تهرب من العراق وسعت لنزع فتيل حالة الغضب في الجنوب بعد عملية تحرير جنديين بريطانيين متنكرين احتجزتهما الشرطة العراقية. ونقلت صحيفة ديلي تلجراف عن وزير الدفاع البريطاني جون ريد قوله (ليس لدينا أي خطط للبقاء في العراق كقوة احتلال امبريالية. كما أننا لن نلوذ بالفرار بسبب الإرهابيين). وأضاف ريد الذي عكست تصريحاته موقف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أقوى حليف للولايات المتحدة في غزو العراق أن تحول الدولة إلى مجتمع ديمقراطي لن يتحقق دون بذل جهد كبير. وتابع (لهذا لا بد لنا أن نبقى هناك ونجتاز الفترات المظلمة... هناك بصيص ضوء في نهاية النفق). وكانت بريطانيا التي لها 8500 جندي في العراق قد أعلنت يوم الأحد استعدادها لإرسال المزيد إذا دعت الحاجة. ولكن مسودة تحمل توقيع ريد جرى تسريبها في يوليو تموز وضعت تصوراً بشأن إعادة معظم الجنود إلى البلاد خلال العام المقبل.
|