أضواء
ذكرى اليوم الوطني السعودي موعد للفخر
جاسر عبدالعزيز الجاسر

في عصر تفكيك الكيانات، وتجزئة الدول تظهر وتبين قيمة الوحدة والتوحد.
في عصر تهميش الهوية وتغيب الانتماء وتضييع التاريخ والدين تصبح الحاجة ملحة لتأكيد الانتماء الديني والقومي والأصالة الحضارية.
تأكيد الانتماء الإسلامي والتمسك بالجذر العربي والاعتزاز بالأصالة الحضارية الإسلامية الممزوجة بالعروبة الصافية، كل هذا تبرزه مناسبة اليوم الوطني التي تحل والسعوديون أكثر وعياً واهتماماً وتفاعلاً مع هذه الذكرى التي لا تبرز الانتماء الوطني فحسب، بل تظهر كم هو عظيم وإنجاز كبير ما حققه القائد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الذي أقام أول وحدة عربية إسلامية، وكيان قوي مبني على العقيدة الإسلامية الصحيحة والانتماء للأمة العربية، ومصلحة المواطن من خلال الاهتمام بالإنسان السعودي ونقله من حالة التشتت والبداوة والفرقة والتطاحن والتقاتل، إلى حالة التوحد والتوحيد والتحضر وإشاعة الوئام والتكاتف بين أبناء الوطن الواحد.
الأهمية والقيمة الكبرى لما أنجزه الملك المؤسس عبد العزيز قبل خمسة وسبعين عاماً الذي بدأه قبل أكثر من مائة عام أهمية تتجسد الآن في دولة قوية وحدوية إسلامية الانتماء عروبية الأصل صامدة في وجه كل المؤامرات ومحاولات النيل من الإنجاز التاريخي غير المسبوق لابن سعود وإضعاف الدولة الرائدة إقليمياً ذات الحضور الدولي القوي والموظف لخدمة الأمة الإسلامية والعربية.
لا نريد أن نكرر أن دولة الوحدة والاتحاد التي ضمت التجمعات القبلية في الجزيرة العربية هي مفخرة ليس لنا كسعوديين فحسب بل لكل مسلم وعربي، بل نزيد أن الاعتزاز والفخر يمتد أكثر فأكثر لصمود وتنامي قوة هذه الدولة الرائدة لتصبح واحدة من أهم الدول إقليمياً. الدولة الرائدة إسلامياً في خدمتها للقضايا الإسلامية، واهتمامها بالمسلمين وبنشر الدعوة وحماية وخدمة المؤسسات وتقديم أقصى الخدمات والاهتمام بضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار.
دولة محورية عربياً صانعة ومشاركة في وضع القرار العربي ومؤثرة في المسيرة العربية الساعية بكل جد لتحقيق أفضل الإنجازات للأمة العربية.
دولة وضعت نصب عينيها الإنسان السعودي، فهو المستهدف الأول والأخير في كل برامج التنمية.
دولة الإنسانية التي امتد خيرها إلى خارج حدودها بعد أن اهتمت بأبنائها مشيعة العدل والحق لكل من يعيش على هذه الأرض المقدسة.
دولة يحق لنا كسعوديين أن نفخر بها.. وأن يفخر معنا كل أشقائنا العرب والمسلمين.
دولة نحتفل بها وبذكراها مسترجعين الإنجاز التاريخي لأب السعوديين الملك عبد العزيز، يرحمه الله، الذي أقام دولة أصبحت مفخرة للجميع.