* الدمام- ظافر الدوسري: في عالم تزدهر فيه تكنولوجيا المعلومات وتتطور فيه تقنيات الاتصالات، يزداد عدد مستخدمي الهاتف المحمول يوماً بعد يوم وتظهر الحاجة إلى مواكبة هذا التطور وخلق فرص وخدمات للاستفادة من هذه التقنيات، كما أنجبت لنا هذه الأرض الطيبة الكثير من العطاءات الفذة، ليس على مستوى البلاد فحسب بل تعدتها لتطال بقاعاً من العالم، منيرة حمد العبدالهادي تعد نموذجاً يفتخر به ومثالاً مشرفاً لفتياتنا المنتجات، مثبتاً للجميع أن الفتاة السعودية لا يقف أمامها أي عائق لتبدع وتنافس نساء الأرض، معتزة بدينها وحشمتها، جاعلة منها منطلقاً لإنجازها وما يليه من إنجازات. تقدم لنا منيرة آل عبدالهادي أحد هذه الإبداعات، الذي يعد ابتكاراً فريداً من نوعه، وهذا ما تسميه بالتحدي لمواجهة نمو التطورات المألوفة ورفع العائد الاقتصادي للبلاد من خلال تزايد الطلب على هذه الخدمة من قبل جميع أفراد المجتمع، كما تؤكد على أن هذه الخدمة الجديدة والمبتكرة ستحظى بنصيب الأسد من التداول، ودعماً لهذه الإبداعات لشباب وفتيات الوطن أجرت (الجزيرة) هذا اللقاء معها، فإلى حصيلة هذا اللقاء: الفكرة * ما هي فكرة المشروع؟ - هذه الخدمة تعد مشروعاً جديداً ومبتكراً لخدمات الجوال والاستفادة من تطبيقاته المتطورة، خصوصاً بعد دخول الجيل الثالث لهذه الأجهزة وتفعيل خدمات رسائل الوسائط المتعددة، وذلك من خلال الاستفادة من مركز الرسائل بتوفير خوادم مخصصة لاستقبال طلبات المستخدمين والرد عليها آلياً، ورغم حصولي على الفسح وحماية الحقوق، ستبقى فكرة المشروع سرية وسأفصح عنها في حينها. البداية * ومتى نبعت لك فكرة الخدمة؟ وكيف؟ - منذ سنتين تقريباً، حيث إن الفكرة تولدت بعد البحث الطويل حول الخدمات التي تقدمها شركات الاتصالات المحمولة وشركات خدمات المحتوى والتي عادة ما تكون إما للتسلية والترفيه وهي تستهدف فئة معينة فقط، أو أخبارا وأسهما وهذه أيضاً تستهدف فئة أخرى، وفي كلتا الحالتين فإن الشريحة المستهدفة والفائدة المرجوة منها قليلة، وقد عملت جاهدة على تطويرها حتى تظهر بالمستوى المطلوب، وقد تلقيت الدعم والمساندة من كل أسرتي، هم أول من شجعني على هذا الابتكار وقدموا لي الدعم والتشجيع، ولا أخفي الدور الكبير الذي قام به الدكتور إبراهيم مبارك الدوسري - مدير قسم التربية والتعليم بأمانة مجلس التعاون الخليجي إذ وقف على تطوير المشروع خطوة بخطوة منذ البداية. العائد الاقتصادي على الدولة * ما الجدوى الاقتصادية التي تعود على البلاد من تقديم هذه الخدمة؟ - لمشروع مثل هذا جدوى اقتصادية وعائد مادي كبير جداً، وبناء على الدراسة التي أجراها خبراء بريطانيون بعد عرض الخدمة عليهم أكدوا نجاحها بنسبة مليون بالمائة، أما بالنسبة للمملكة فإذا افترضنا أن 60% كحد أدنى لعدد المستخدمين فهناك عائد شهري يقدر بأكثر من مائة وعشرين مليون ريال، أي مليار ونصف ريال شهرياً، وقد تصل إلى مليارين في أحسن الأحوال. المشروع والشريحة المستهدفة * ما الذي يميز هذه الخدمة؟ - ينفرد هذا المشروع في كونه الأول من نوعه على مستوى العالم، وهذا هو سر التطوير والابتكار في هذه الخدمة، فللمرة الأولى وعلى غير ما تعرف عليه مستخدمو الهاتف المحمول، حيث يكون استخدامه إما لإجراء اتصال شخصي أو قراءة الرسائل الواردة أو لأغراض التسلية والترفيه إلى غيرها الكثير من الاستخدامات، وتتميز بانخفاض تكاليفها مقارنة بالخدمات الأخرى، إضافة إلى التخصص والتنظيم الدقيق في آلية استقبال طلبات المستخدمين، ويستطيع المستخدم أن يلمس هذا التميز من خلال الاستخدام حيث السرعة والمرونة في الوصول للخدمات المطلوبة. خطة مدروسة * ما هي أهم الخطوات التي اعتمدت عليها؟ وهل كلفتك مادياً؟ - اعتمدت بداية على استخدام الحاسب وبعض البرامج إضافة إلى البحث المستفيض من خلال مواقع الإنترنت حول خدمات الجوال التي توفرها شركات الاتصالات المختلفة، ونتائج الأبحاث التي أجرتها كبرى الشركات في هذا المجال، ففكرة مشروع كهذا تحتاج إلى دراسة جيدة ودقيقة حتى تضمن قوة نجاحه وتصل إلى أعلى درجات الطلب المتوقعة، وهذا يعتمد على وضع خطة مدروسة لتتوافق مع جوال أي مستخدم وبأساليب متطورة، أما من ناحية التكلفة فقد كلفتني فكرياً أكثر من مادياً، كونها تعتمد على التطوير والابتكار والتوسع في مجالات الحياة المختلفة. * هل واجهتك صعوبات في هذا المشروع وكيف استطعت التغلب عليها؟ - لم تكن هناك صعوبات تذكر وإنما الحاجة إلى التوجيه والوقت والجهد اللازمين في البحث من أجل تطوير المشروع بالمستوى الملائم. الحماية ودور المؤسسة * إلى أي درجة تمثل لك الحقوق؟ وما دور المؤسسة؟ - إن انضمام المملكة لمنظمة (الوايبو) لحماية حقوق الملكية الفكرية على مستوى العالم، أعطاني قدراً كبيراً من الحماية إذ يكفي أن تحصل على الحماية من دولة واحدة لتكون عالمية، وقد تلقيت المساندة والدعم من قبل مؤسسة الملك عبدالعزيز متمثلة بمدير المؤسسة الدكتور حمد البعادي، الذي شجع ابتكاري وساندني، وقد لفت نظري أن هناك الكثير من المبتكرين والموهوبين الذين لا ينتمون إلى أي مؤسسة تعليمية أو اجتماعية لا بد من توجيههم التوجيه الصحيح وتنمية ابتكاراتهم من خلال التوعية وبتوفير مراكز خاصة بالموهوبين لتطوير ابتكاراتهم وللدعم الكامل لإنتاجهم الفكري واليدوي. ومن هنا أحب أن أشيد بالإجراءات الميسرة التي قدمتها وزارة الثقافة والإعلام في تسهيل حصولي على هذا النوع من الحماية وتعاونهم البناء. الخطوات والتكلفة المادية * أهم الأهداف التي يحققها المشروع؟ - خلق آلية منظمة تربط بين وسائل الاتصالات بما يخدم جميع أفراد المجتمع. - توفير فرصة للتحاور والتواصل بين العملاء دون أي حواجز. - تنمية الجوانب الإنسانية والاجتماعية بين أفراد المجتمع. - إشباع رغبات جميع شرائح المجتمع وتلبية حاجتهم. - خلق فرص حقيقة لكلا الجنسين. - تقديم خدمات متطورة ومتميزة في مجال الاتصالات منخفضة التكاليف. - تقليل الاعتماد على الوسائل الأخرى المتاحة وتحسين مستواها. - إضافة إلى الكثير من الأهداف الأخرى النبيلة التي لا يمكن حصرها هنا. وهذه الخدمة تستهدف الأفراد فقط وهناك خطة لاستهداف الشركات، والحصول على أعلى نسبة استخدام وانتشار بين مختلف شرائح المجتمع على مستوى العالم. * وما الضمانات التي تقدمينها للشركة مقابل تبنيها لفكرة المشروع؟ - لن أتحدث كثيراً عن نجاح المشروع وذلك لثقتي بنجاح هذه الخدمة المتطورة، ولكني أضمن لأي مشروع بأن عائد الطلب على هذه الخدمة سيرفع أرباح الشركة إلى أكثر من 50% خلال مدة لا تزيد على ثلاثة أشهر، وأعتقد هذا ينهي أي شك في نجاح التطوير. طموحات مستقبلية * هل لديك خطة قادمة، وما هي أهم طموحاتك المستقبلية؟ - أقوم حالياً بعرض المشروع للتسويق في جميع دول العالم، وفق خطة وشروط معينة، وذلك بناء على أفضل عرض، وقد عرضت عليّ عدة شركات عالمية عطاءات مختلفة قبل أن أضيف اللمسات النهائية للمشروع والتي من ضمنها إعداد خطة جديدة لتحقيق أقصى عائد ممكن للشركة المشغلة، أما بالنسبة لطموحاتي المستقبلية فهذه الخطوة رغم صلابتها وضخامتها إلا أنها ليست سوى البداية نحو آفاق أعظم ومجالات أوسع؛ فطموحي لا يعرف الحدود أو تعيقه نجاحات عابرة. ابتكارات الفتاة السعودية * ما مدى دخول المرأة السعودية والفتاة في هذا المجال؟ ولماذا تغيبت الفتيات عن هذا التخصص؟ - المرأة السعودية بشكل عام في الآونة الأخيرة بدا حضورها ملموساً وواضحاً على كل الأصعدة، بما في ذلك الابتكارات والاختراعات وخير دليل على ذلك ما تشهده ساحات الإنترنت من مواقع عديدة قامت على إنشائها وتطويرها فتيات سعوديات، بل ويسعين إلى تثقيف ومساعدة بنات جنسهن لتطوير ما لديهن من مواهب ومهارات، ولك أخي الفاضل أن تنظر إلى كم الخريجات من معاهد وكليات الحاسب الآلي الأهلية والحكومية، وقد أنتجن مشاريع تخرج لم يتطرق إليها أحد من قبل، لكن السؤال هنا لماذا لا يتم تفعيلها بشكل أفضل ويقتصر دورها عند التخرج فقط؟.. وفي اعتقادي أن السبب هو ما تراه الفتاة والشاب على حد سواء من قتل للإبداعات وهي في مهدها فيخلق هذا انعكاساً لدى المبتكر بأن جدوى ابتكاره تنتهي عند تسلمه شهادة التخرج. لا بد من مساندة الرجال * هل هناك مشاريع نسائية تستطيع المرأة السعودية إدراكها دون تدخل الرجال فيها؟ وهل مساندة الرجل ضرورية لنجاح أي مشروع نسائي؟ - جميع المجالات التي تهتم بها المرأة بإمكانها إدراكها وغياب الرجل عن هذه المشاريع ليس له أي تأثير بينما لا بد من وجوده في معظم معتركات الحياة، ويكفي إضفاء الشعور بالأمان والمساندة الذي يحققه وجود الرجل بجانبها مما يرفع من نسبة النجاح. * تحقيقك للنجاح في هذا المشروع ماذا يعني لك كفتاة سعودية في مقتبل العمر؟ - إن نجاح هذا المشروع يعد دافعاً قوياً لمواصلة التطوير والابتكار، كما أنه يشجع كل الشباب السعودي والفتيات على تنمية وتطوير ابتكاراتهم واختراعاتهم خصوصاً إذا لاقوا الدعم المطلوب. * هل يمكن التواصل معك؟ - لا مانع من ذلك ويمكن التواصل من خلال الإيميل التالي: m_r_vip@hotmail.com دعوة للقطاع الخاص * كلمة أخيرة تودين أن تختمي بها هذا اللقاء؟ - أود أن أختم حديثي هذا بالتأكيد على ضرورة تبني المواهب المغمورة في بلادنا الغنية بالكفاءات والعطاءات فهناك أفكار كثيرة ذات مردود مادي عالٍ جداً، لكنها تفتقر إلى دعم مادي يساعدها على الظهور للنور، كما أهيب بالقطاع الخاص لتبني هذه الأدمغة ورعايتها والمساهمة في وقف سيل هجرتها.
|