* نيويورك - رويترز: قال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية إن سياسة الولايات المتحدة في العراق تعمق الانقسامات الطائفية إلى حد أنها تسلم البلاد فعليا لإيران. وأضاف سموه قائلاً في كلمة أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك: (طوائف الشعب العراقي معزولة كل منها عن الأخرى... إنكم تتحدثون الآن عن السنّة كما لو كانوا كياناً منفصلاً عن الشيعة). وحثّ الولايات المتحدة على العمل (على لمّ شمل العراقيين). وأبدى سموه مخاوف من أن دستوراً عراقياً من المنتظر أن يطرح في استفتاء في غضون أربعة أسابيع قد يؤدي إلى تقسيم البلاد ويجرد الأقلية السنية من حقوقها السياسية. وقال الأمير سعود: (إذا سمحتم بحرب أهلية فإن العراق سينتهي إلى الأبد). وأضاف أن مثل هذا الصراع سيؤدي إلى تدخل كل من إيران بسبب مصالحها في جنوب العراق الذي يهيمن عليه الشيعة وتركيا بسبب قلقها من ظهور كيان كردي يتمتع بحكم ذاتي في الشمال والدول العربية في المنطقة. وقال الأمير سعود إن الإيرانيين يذهبون إلى المناطق التي تؤمنها القوات الأمريكية (ويدفعون أموالاً... وينصبون أناسهم بل وينشئون قوات للشرطة ويسلحون الميليشيات التي هناك). وأضاف قائلاً: (وهم يحتمون أثناء قيامهم بكل هذا بالقوات البريطانية والأمريكية). وتحول سموه إلى مجال آخر للخلاف مشيراً إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أنه (المشكلة الرئيسية المسيطرة التي تفرق) بين العالم الإسلامي والعربي وبين الولايات المتحدة. وقال إن العمليات العسكرية الإسرائيلية أضعفت أجهزة الأمن الفلسطينية وإنه من قبيل (تجاوز حدود المعقول) توقع أن تتمكن السيطرة على جماعات النشطاء مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأضاف قائلاً: (حماس أفضل تسليحاً منها الأجهزة الأمنية الفلسطينية). وتقول إسرائيل إنه لا يمكن أن يحدث تقدم نحو إقامة دولة فلسطينية ما لم يتم نزع سلاح جماعات النشطاء. وقال الأمير سعود إنه يختلف مع حجة الرئيس الأمريكي جورج بوش القائلة بأن الحكومات المستبدة في الشرق الأوسط وغيرها من المناطق الإسلامية هي المصدر والسند المغذي للمتطرفين. وأشار إلى أن القمع في الاتحاد السوفيتي السابق لم ينبت إرهابيين روسا يهددون الولايات المتحدة. وقال الأمير سعود (السبب الحقيقي للإرهاب هو أن الناس ترى الظلم يرتكب في هذا العالم وهم يستخدمون ذلك لإلهاب حماس الشبان لإنهاء حياتهم).
|