Thursday 22nd September,200512047العددالخميس 18 ,شعبان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "منوعـات"

نوافذنوافذ
الدوام
أميمة الخميس

عملية تغيير الدوام الحكومي والمدرسي في رمضان، بالتأكيد تنقل شهر رمضان الكريم من خانة الممارسة العبادية اليومية التي يندرج بها الدين مع الدنيا سويا إلى حالة انقطاع واستغراق رهبانية أجدها أنا غير مبررة.
فعملية التغيير الشامل في الدوام هذه من شأنها أن تلقي بظلالها على عطاء العاملين في هذا الشهر، ولا أدري ما الأسس والمرجعيات التي قام عليها تأخير الدوام؟ هل هي طبية أم تنظيمية، أم أمر مجهول لا نعلمه؟
فعلى المستوى الجسدي والصحي، فإن الفترة الصباحية التي تلي السحور، يكون الفرد بها في أوج نشاطه، حيث ما زالت كمية (الجلوكوز) بدمه مرتفعة ولم تنخفض، وبالتالي يصبح أداؤه الذهني أفضل، وأكثر قدرة على التركيز، سواء فيما يتعلق بموظفي الدولة أو الطلبة، على خلاف ما يحدث في حالة الدوام المتأخر، حينما تنخفض نسبة السكر في الدم في ساعات الظهر المتأخرة، ومن ثم يغط الجميع في نوم عميق، يصحبها أحيانا نوبات من الغضب الناري.
على مستوى آخر (بورك لأمتي في بكورها) الساعة البيولوجية للجسم تكون في أوج نشاطها وتألقها في الساعات الأولى من الصباح، ولا سيما وأن الجميع الآن قد انضبط في المواقيت المبكرة بعودة المدارس.
أذكر عند قدوم شهر رمضان الكريم في (كندا) لا يحدث ذلك التغير الدراماتيكي في الدوام، وبالتالي كانت ساعاته تندرج بيسر وسهولة دون أن نشعر بها، فعلى الرغم من غربة الوجه واليد واللسان، وغياب الجو الروحاني الذي يصحب هذا الشهر في البلاد الإسلامية، إلا أنه من ناحية أخرى لا يحدث ذلك الانقطاع الكلي بين الدين والدنيا، بل العكس تصبح العبادة جزءا من البرنامج اليومي للفرد دون أن تعطلها أو تؤجلها.
الدوام المتأخر هو إشارة خفية للجميع توحي بالكسل والخمول، وهي قد تكون ذريعة للكثير (للدخول في غيبوبة مؤقتة) عن العمل والإنتاجية.
بينما في حال بقاء الدوام الرسمي على ما هو عليه بالتأكيد سيكون هناك فسحة للجميع للقيام بأعمالهم بقدر أكبر من النشاط، ومن ثم العودة إلى منازلهم، والاستغراق في العبادة وإعطائها مساحتها الزمنية المناسبة من نهار الصائم.
أعلم أنه في كل عام وقبل بداية الشهر الكريم تنطلق الصيحات المطالبة ببقاء الدوام على ما هو عليه، وأن عملية التأخير هذه لن تخدم أحدا على الإطلاق، ولكن نجد أن الأمر يبقى على ما هو عليه، دون الاستجابة للعديد من الأصوات.. لينتقل هذا الشهر في مستواه الرسمي باتجاه الخمول والكسل وعدم الإنتاج.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved