السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وتحية طيبة وبعد: **وإذا كان ذلك الشباب قد تربى على أفكار منحرفة، وقيم متناقضة، ودخيلة على تعاليم الدين الحنيف، فسيكون العكس؛ بسبب تلك التيارات الضالة والجارفة، والأفكار السيئة الحارفة والمنحرفة، وعدم فَهْم مقاصد الشريعة الإسلامية فهماً صحيحاً، وسيطرة تلك الثقافات الوافدة، التي شرع شبابنا اليوم ينهلون منها ومن هذه المشارب العكرة، ويقتدون بهذه السلوكيات المنحرفة وهم يظنونها البلسم الشافي، وهي السم الناقع الذي يلوث العقول قبل الجسوم، فاختلط كثير من المبادئ لدى بعض شباب اليوم وتشابهت أفكار وأفكار، وأخذت تعصف بهم كثير من التيارات الجارفة التي حرفت بعضاً منهم عن الطريق الصحيح، وأصبح هؤلاء الشباب لا يفرقون الخطأ من الصواب، ولا يميزون الغاية من الوسيلة.. شباب يتبع هذه الأفكار الضالة التي كان لها النتائج السلبية، والأثر السيئ على الدين والوطن والمجتمع. فمن أين تقمص الشباب تلكم السلوكيات السيئة؟! ومن أين تعلم تلكم الأعمال الآثمة التي أضرت بالدين والوطن، وأهلكت المسلمين، وروعت الآمنين، وزعزعت الأمن في بلاد الحرمين الشريفين؟!! الذي كان مضرباً للمثل في العالم، وسيكون ويدوم أمن بلادنا بعز ديننا إن شاء الله. والشباب بأمسّ الحاجة اليوم إلى مزيد من الرعاية والاهتمام من المسؤولين سواء كانوا علماء أو مربين أو غيرهم، وزرع الثقة فيهم واحتوائهم عن طريق الكلمة الطيبة نصحاً وإرشاداً وتوجيهاً، حتى يكون ذلك الشباب واعياً يدرك عواقب الأمور ويتعامل مع الأفكار المختلفة بعقل واعٍ وتصرف حكيم وينأى بأخلاقه عن السلوكيات الخاطئة والأعمال الفاسدة التي تخلف الخراب والدمار، ويسعى جاهداً لخدمة دينه ووطنه. وقد كان لوسائل الاعلام في بلادنا سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة جهود بارزة في استضافة المشايخ والعلماء خلال هذه الأحداث التي أصابت بلاد الحرمين خاصة، وبلاد المسلمين عامة، وتوجيه شباب المسلمين إلى الخير.. يقول الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}.
|