إنها (زلة) وزير..!!

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تعقيباً على كلمة معالي وزير الخارجية القطري التي ألقاها أمام مجلس العلاقات الدولية في نيويورك، المنشورة في جريدة الجزيرة عدد يوم 12-8- 1426هـ حيث قال ما نصه: (إنني أنحني تقديراً لإسرائيل على انسحابها من قطاع غزة) أقول لمعالي الوزير إن الانحناء عبادة جليلة لا تكون إلا لله وحده، فلا يحل صرفها لغير الله كائناً من كان، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، فضلاً عن غيرهما، فكيف بصرفها لأعداء الله من الكفرة والمشركين.
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام أن يقوموا له كلما دخل عليهم أو وهو قاعد بينهم، قال أنس رضي الله عنه (لم يكن شخص أحب إليهم من النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له لما يعلمون من كراهته لذلك، ولكن ربما قاموا للقادم من مغيبه تلقياً له) كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام لعكرمة، وقال للأنصار لما قدم سعد بن معاذ (قوموا إلى سيدكم).
فإذا كان هذا النهي منه صلى الله عليه وسلم عن القيام له سداً لذريعة الشرك وحماية لجانب التوحيد، فكيف بتعظيم غيره بالانحناء ونحوه، فلا شك أنه محرم ينافي مقاصد الشريعة من وجوب تعظيم الله وحده وعدم إشراك معه غيره بهذا التعظيم، وقد سُئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن حكم الانحناء عند السلام فأجابت بما يلي: (لا يجوز الانحناء تحية للمسلم ولا للكافر لا بالجزء الأعلى من البدن ولا بالرأس، لأن الانحناء تحية عبادة والعبادة لا تكون إلا لله وحده). ج1 من فتاوى اللجنة. ولعلي أشيد في هذا المقام بكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - في إحدى المناسبات حيث قال: (إن تقبيل اليد أمر دخيل على قيمنا وأخلاقنا ولا تقبله النفس الحرة الشريفة، إلى جانب أنه يؤدي إلى الانحناء وهو أمر مخالف لشرع الله، والمؤمن لا ينحني لغير الله الواحد الأحد) أ.هـ.
فالواجب على معالي الوزير - وفقه الله - تدارك هذه الزلة، ولا نحسبها إلا زلة لسان منه، وبيان الحق في مسألة الانحناء، وأنه خاص بالله وحده، لئلا يغتر بهذه الكلمة عامة الناس وآحادهم فيُظن جواز ذلك في الإسلام. أسأل الله أن يوفقني وإياه وجميع المسلمين لما يحب ويرضى وأن يجعلنا هداة مهتدين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.