سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك - الموقر رئيس تحرير جريدة الجزيرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. رداً على خبر المحرر بندر الحمودي والذي نشر في جريدتكم الغراء في العدد 12039 بتاريخ 10 شعبان 1426هـ في صفحة المحليات بعنوان (مديرة ثانوية بعنيزة تطرد 30 طالبة بحجة الزحام).. أخي الفاضل.. إن النقاش في مثل هذه المسائل يجب أن لا يخرج عن قطبي القضية حتى يتسنى حلها بهدوء دون اللجوء لأي جهة أخرى من شأنها أن تزيد الفجوة لا أن تغلقها. أخي بندر.. يؤسفني أن تتجرد الحقيقة من أطروحتك لأمور عدة بدءا بعنوان الخبر وانتهاء بآخر جزئية وضحتها. أخي سأهمس في أذنيك عن نقاط أهملتها عند تبنيك الخبر: أولاً أن لا توقع اللوم على الآخرين مطهرا نفسك ومزكيها لتصفهم بازدراء وتقذفهم دون أن تتبين وتبحث عن حقائقهم. نعم في بداية حديثك قلت (أقدمت مديرة الثانوية الثالثة بعنيزة..) حسبك يا أخي حسبتها اقترفت جرما جنائيا حينما رفضت الطالبات بعد اكتفاء المدرسة منهن. أخي بندر.. أريد تذكيرك أنت ومن أملى لك الخبر أن الوزارة قد حددت طاقة استيعابية لكل مدرسة ولا تسمح بأي حال من الأحوال بزيادة هذه الطاقة مهما كانت الأسباب لكي تهيئ بذلك جوا دراسياً ملائما للطالبة والمعلمة. واستطردت في الحديث إلى أن قلت: (رغم محاولات أولياء أمور الطالبات إلى جانب إدارة التربية والتعليم في عنيزة..) لم توضح أخي ما حيثيات هذه المحاولة وما الهدف منها فلا نعلم هل كان الهدف منها منع المديرة من إيقاف الطالبات أم لقبولهن رغم اكتظاظ فصول المدرسة بالطالبات فلو كان الهدف هو منع المديرة من إيقاف الطالبات فأي محاولة قام بها أولياء أمور الطالبات قل لي بربك لو تشبعت القضية دون ربطها بحظوظ الذات لرأيت أن جميع المحاولات تنحصر في بؤرة محاولة واحدة وهي أن يستلم ولي الأمر ابنته فور اكتفاء المدرسة وعدم قبولهن ولا يتركهن يسرحن في أفنية المدرسة ولو لساعة واحدة حفاظا على النظام داخل فناء المدرسة. ولو فرضنا أن محاولة أولياء الأمور لإقناع المديرة لقبول الطالبات فلعلي أوضحت الأسباب التي منعت إدارة المدرسة من قبولهن واحتسابهن فائضات عن طاقة المدرسة. أما عن محاولة إدارة التربية والتعليم بالمحافظة فلن أستطرد حول هذه النقطة بالذات. ولكني لا أظن أن الإدارة ستجبر مديرة مدرسة على إبقاء أو قبول أي طالبة بعد أن تجاوزت المدرسة طاقتها الاستيعابية المحددة؛ لأن ذلك سيؤثر حتما بشكل سلبي على أداء الطالبة والمعلمة. وعن متابعة مدير التربية والتعليم بالمحافظة لبنود هذه القضية المصطنعة فأقول لك: هل من المعقول أن المدير قد صرح بما قلت؟ فلو فرضنا انه قد صرح بما قلت فأي محاولات وتصريحات وطرق إقناعية من مسؤولين يكون الرد فيها سريعا وعاجلا خصوصا أنك قلت: إن الحدث حصل في يوم الاثنين الذي سبق نشر الخبر بيوم واحد فقط وعلى حد علمي أن الاستاذ عبدالله الطريف رجل عرف بحكمته وسداد رأيه والتأني في إصدار مثل هذه القرارات ذات الأبعاد المختلفة. قل لي برأيك أخي بندر كيف تريدنا أن نصدق مثل هذه الاطروحات حينما تسرعت في الحكم دون الأخذ بعامل الوقت الذي تجاهلته خصوصاً انك قلت في نهاية حديثك: (إن مديرة المدرسة كانت قبلت عددا من الطالبات اللائي يبعدن عن موقع المدرسة ولا يدخلن تحت نطاق خدماتها) أي بعد كل هذا الهجوم الشرس على إدارة المدرسة اصطنعت أكذوبة على أكذوبتك كآخر محاولة من كاتب للترويج لمقاله. في نهاية حديثي أقول لك أخي بندر إن مديرة الثانوية الثالثة كانت ولا زالت ترسم لمساتها لقيادة الحركة التعليمية في محافظة عنيزة ولن ننسى جهودها الجبارة في إبراز اللجنة الثقافية في مهرجانات الجنادرية بصورة تليق وتوازي الطموحات والتطلعات المؤملة، كما أن لمديرة الثانوية الثالثة نشاطات عديدة في مجالات عدة شهدت لها صاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت عبدالعزيز وحرم أمير المنطقة صاحبة السمو الملكي الأميرة نورة بنت محمد بن سعود وحرم سمو نائبة صاحبة السمو الملكي الأميرة نهى بنت عبدالمحسن بالإضافة إلى شهادة عدد من الأديبات والمثقفات من داخل المنطقة ومن خارجها فهي أستاذة فاضلة وأنزه من النزاهة، لا سيما أن لها الأسبقية في مجال التربية والتعليم لترصد لها بذلك خبرة تعليمية مطلقة لا تعرف من خلالها العشوائية كما عرفتها أنت في مقالك. في الختام أخي بندر.. أتمنى أن يكون النقد الهادف البناء هو ديدن كتابنا خصوصاً عندما يكون النشر في جريدة كجريدة الجزيرة والتي تعتبر مخزوناً وافراً بالمعلومات الثقافية المعاصرة والتي تضخ على مجموعة كبيرة من المثقفين والنقاد. شاكرا ومقدرا رحابة صدرك وتقبلك للنقد.
عبدالعزيز بن عبدالله المقيطيب عضو الجمعية السعودية لعلوم الرياضيات |