إلى سعادة مدير التحرير للشئون الرياضية بجريدة الجزيرة - وفّّقه الله. قرأت زاوية (من القلب) للأخ الرياضي: صالح رضا، في العدد 12044 يوم الاثنين 15 شعبان 1426هـ حيث عقّب في آخر مقاله على الأخ عبدالله الفحام بكلام غير مفهوم وغير صالح للنشر لخصوصيته كوني أعرف عبدالله الفحام، وهذا ليس هدفي من التعقيب، بل الذي أريد التنبيه عليه قوله ما نصه: (أخي .. لقد حثنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بالتعلُّم طوال العمر فقد قال: (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد)، وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: (اطلبوا العلم ولو في الصين) ا. هـ. ولي مع ما ذكره عدّة وقفات مهمة: 1- إنّ هذه الأحاديث التي استشهدت بها يا أخ صالح لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهي أحاديث مكذوبة موضوعة وراجع كتاب: سلسلة الأحاديث الضعيفة للشيخ الألباني - رحمه الله - للتأكُّد. 2 - إنّ الأولى يا أخي: عدم الخوض في تخصُّص لا تجيده ولا تتقنه، فدع هذه الأمور لأهل الاختصاص من المشايخ وطلبة العلم، ولا تتجاوز فنك الذي تجيده وتستهويه (الفن الرياضي)!! فلا يعقل أنّ المريض سيذهب إلى الحداد أو الخباز للعلاج، فلا تقحم نفسك في فن لا تجيده، وصدق من قال: (من تكلّم بغير فنه أتاك بالعجائب). 3 - تذكّر حديث النبي صلى الله عليه وسلم في عقوبة من كان ديدنه نقل الأحاديث غير الصحيحة المكذوبة حيث قال: (من كذب عليَّ متعمّداً فليتبوأ مقعده من النار) متفق عليه. فإياك من تكرار ذلك لما فيها من نشر الجهل بين الناس وطمس الحقائق النبوية الصحية، والتجرؤ على التشريع بزيادة ما لم يثبت في مصدر السنّة النبوية. 4- إنّ هناك أحاديث صحيحة بديلة عما ذكرتها وهي كثيرة منها: أ - (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة). ب - (إنّ الملائكة لتستغفر لطالب العلم رضى بما يصنع حتى الحيتان في البحر ...). ج - (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، د - وقبله قوله تعالى: { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (99) سورة الحجر، واليقين: هو الموت، ولا يمكن للمرء عبادة الله إلاّ على علم وبصيرة، وحياة المسلم من صغره حتى وفاته في عبادة الله عزّ وجلّ، وقوله تعالى:{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (162) سورة الأنعام. هذا ما أحببت تنبيه أخي عليه، لأنّ الغرض إيضاح الحقيقة، وتذكير الناس، وتعليم الجاهل، وأشكر (الجزيرة) التي لها الفضل بعد الله في التواصل وإتاحة الرأي والنقد البنّاء بين القراء.
صالح سليمان التركي |