في مثل هذا اليوم من عام 1998 قامت القوات الصربية بتجديد هجومها على المتمردين في كوسوفو. وقد أجبر الآلاف من المدنيين على ترك منازلهم بعد أن قامت الشرطة الصربية والجنود والمدنيون المسلحون بالتدفق على شمال الإقليم. وقد تعرضت المنطقة إلى قصف مكثف بواسطة الدبابات والمدافع الرشاشة قبل تدخل القوات الصربية لتحرق القرى والبلدان التي مرت بها وقد أطلق الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفتش عملية عسكرية من أجل القضاء على التمرد الذي تفجر في كوسوفو في شهر فبراير ولكنها كانت المرة الأولى التي تقوم فيها قواته بدخول معقل المتمردين في (درنيكا). وكان جيش تحرير كوسوفو يقاتل من أجل الحصول على الإقليم الذي تقطنه أغلبية ألبانية ومن أجل الحصول على حرية أكبر من صربيا. وقام جيش كوسوفو ببناء شبكة من الحصون والخنادق في المنطقة ولكنه كان مسلحا بأسلحة خفيفة وعلى ذلك لم يستطع الصمود أمام الهجمات المكثفة للجيش الصربي. وقد أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أعمال الرئيس ميلوسيفتش في كوسوفو وأصدر قرارا يتضمن إنذارا للحكومة الصربية. وأمر القرار بلجراد بالكف عن القتال والدخول في حوار مع الجماعات الانفصالية بشأن مستقبل الإقليم وإلا سوف تواجه التدخل العسكري من المجتمع الدولي. وقد رفض الرئيس ميلوسيفتش الانسحاب من كوسوفو وفي مارس 1999 بدأت قوات الناتو قصف مواقع عسكرية صربية. وكشفت القوات البريطانية التي دخلت الإقليم بعد الانسحاب الصربي بشهرين عن وجود أدلة تشير إلى ارتكاب مذابح جماعية وأعمال تعذيب. وقد أطيح بالرئيس ميلوسيفتش من السلطة في سبتمبر عام 2000 وتم القبض عليه في إبريل 2001 وتتم محاكمته حاليا أمام محكمة مجرمي الحرب في لاهاي.
|