في مثل هذا اليوم من عام 2001م أصبح محرر البي بي سي للشؤون العالمية جون سيمبسون مراسل التليفزيون الوحيد الذي يبث إرساله من أفغانستان خلال حكم طالبان أثناء استعدادها للهجوم الأمريكي. وكان سيمبسون وزميله المصور قد نجحا في التسلل عبر إقليم نانجرهار بالقرب من الحدود مع باكستان من خلال المهربين المدججين بالسلاح. واعتمادا على نصيحة مرشديهما قام الرجلان بارتداء ملابس نسائية تغطي كامل ملامحهما على شاكلة ما ترتديه النساء في كل أنحاء أفغانستان تبعا لأوامر طالبان. كانت الولايات المتحدة تستهدف أسامة بن لادن وأعضاء القاعدة الآخرين الموجودين في أفغانستان بعد اتهامهم بتدبير هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وقال سيمبسون، الذي قام بالعمل في العديد من البقاع الساخنة حول العالم على مدى عشرين عاما: إن التنكر كان فعالا على الرغم من طولهما الذي كان يتجاوز الستة أقدام. وقال إنه بمجرد ارتداء العباءة شعر وكأنه قد اختفي تماما، كما أصبحت النساء كائنا غير مرئي في أفغانستان. وقد أمضى الاثنان ساعات عديدة في أفغانستان قبل أن تتم إعادتهما عبر الحدود إلى باكستان. وقد وصف سيمبسون تواجد طالبان المكثف على خط الحدود، ولكنه أشار إلى وجود فراغ في المنطقة التي زاراها. وأضاف أن الناس غادروا مساكنهم في انتظار الهجوم الأمريكي أو كانوا يخفضون رؤوسهم. كما ألمح إلى وجود انخفاض كبير في شعبية طالبان. وأفاد البعض أن أعضاء طالبان قد تغيروا كثيرا عما كانوا عليه عام 1996م، حيث يبدو أن السلطة أفسدتهم. وقد سيطرت طالبان على مناطق شاسعة من أفغانستان خلال الخمسة أعوام السابقة. وكان يهدف الملا محمد عمر هو ورفاقه إلى جعل البلاد نموذجا للحكم الإسلامي في أفضل صوره. وقد بدأ الهجوم الأمريكي في السابع من أكتوبر بهجمات جوية استهدفت مطاري قندهار وكابول ومعسكرات التدريب بالقرب من جلال أباد. وكان هذا الهجوم انتقاما لهجمات الحادي عشر من سبتمبر التي راح ضحيتها قرابة ثلاثة آلاف شخص. وخلال ثلاثة شهور تمت الإطاحة بحكم طالبان. واستطاع أسامة بن لادن الهرب على الرغم من اصطياد الكثير من أعضاء تنظيم القاعدة بواسطة قوات التحالف والجيش الباكستاني. وقد بدأت قوات الناتو الدولية عملية حفظ السلام في عام 2002م وظلت ذات تواجد مكثف في أفغانستان. ولا يزال سيمبسون يعتبر المراسل الوحيد لشبكة البي بي سي الذي قام بهذا السبق كما قام بتغطية الحرب على العراق عام 2003م. وفي إبريل 2003م أصيب بنيران صديقة بواسطة طائرة تابعة للأسطول الأمريكي بينما قتل مترجمه العراقي.
|