يوافق اليوم ذكرى اليوم الوطني للمملكة ومعها ذكرى أسد الجزيرة وموحِّد المملكة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه- ، ذلك الرجل الكبير الذي أدى الأمانة وبدأ بالمسيرة ورفع الراية وجمع الشتات ووحّد الكلمة كما يقول ابنه سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير فهد بن عبد العزيز في كلمته التي وجّهها بهذه المناسبة العظيمة والمنشورة على الصفحة الأولى من هذه الصحفية. والذين يعرفون عبد العزيز أو اطلعوا على ما سجّله له التاريخ من بطولات ومآثر يدركون كم كانت هذه البقاع الطاهرة محظوظة بتولِّي هذا الرجل قيادتها في أحرج الأيام وأقسى الساعات، وكم كانت سعيدة بانتشاله لأبنائه من مغبّة الجهل والضياع، وتأكيده على الوحدة القائمة على مبادئ الإسلام، بعيداً عن التعصُّب وبعيداً عن إثارة النعرات. وإذا كان موت عبد العزيز خسارة كبيرة على الأُمّة والبلاد .. وإذا كان غيابه عنا وعن أوضاعنا مأساة نعيش ألمها إلى اليوم، فإنّ الذي يخفف مرارة ذلك أنّ الفيصل أكمل الرسالة من بعد والده ونهج نهجه في تحقيق الرفاه للشعب، بما وفّر من فرص واسعة للعمل في ظل الاستقرار والهدوء وفي ظل العمل الصامت الذي يقوم به ليكمل ما بدأه الملك عبد العزيز من أعمال ما زلنا نعيش نتائجها السارة، ولا غرابة أن يلتقي الابن مع أبيه في الحماس للمثل والمبادئ العربية والإسلامية، شأنهما في ذلك شأن القادة المسلمين الذين يسخِّرون جهودهم وكلّ إمكاناتهم من أجل دينهم وأُمّتهم.. رحمك الله يا عبد العزيز زعيماً وملكاً وإماماً، وأسكنك فسيح جناته، ووفّق فيصلنا في تحقيق ما تصبو إليه أُمّة الإسلام من رفعة لدينها وصونٍ لمقدّساتها إنّك يا رب سميع مجيب الدعاء.
|