Wednesday 28th September,200512053العددالاربعاء 24 ,شعبان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الريـاضيـة"

المئات تزاحموا للصلاة عليه.. والدموع غطت أعين الحاضرينالمئات تزاحموا للصلاة عليه.. والدموع غطت أعين الحاضرين
(بريدة) تودّع (العبودي) إلى مثواه الأخير

متابعة- سلطان المهوس:
وسط حضور كبير جداً من المصلين غصّت بهم جنبات جامع الخليج بمدينة بريدة، ودّعت الأوساط الرياضية والتجارية والاجتماعية ابنها البار الرجل المحبوب المهندس أحمد العبودي رئيس نادي الرائد السابق ومدير عام مؤسسة النسمة الشرقية المشهورة، حيث تمت مواراة جثمان الفقيد في مقبرة الموطأ ظهر أمس في منظر اختلطت فيه دموع الحزن مع نحيب الفراق، وظهرت علامات الألم والحسرة على وجوه كل من حضر إلى مقبرة الموطأ ولم يتمالك الكثيرون أنفسهم وانخرطوا في بكاء مسموع كتعبير صادق عن قيمة الفقيد وحب الناس له - رحمه الله-.
وقد أدى صلاة الجنازة على الراحل العبودي العديد من رجالات الوسط الرياضي داخل وخارج القصيم، وكذلك الكثير من رجالات الأعمال وجمع غفير جداً من المواطنين، ويتقبل العزاء في منزل شقيقه صالح العبودي بحي الصفراء جوال 0505137060 وفي بيت الفقيد بحي المنتزه (للنساء) تلفون 063818068، و(الجزيرة) إذ ألمها هذا الخبر لتشاطر عائلة العبودي بالمملكة خالص العزاء وتدعو للفقيد بالرحمة والمغفرة، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
أمير القصيم يعزي
فور تلقيه النبأ وكعادته مع الجميع قدّم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم عبر اتصال هاتفي مع شقيق الفقيد الأستاذ صالح، وقدّم خالص العزاء لأسرة العبودي وأبلغهم بفجعته بالخبر، ودعا للفقيد بالرحمة والمغفرة، وقد قدّم الأستاذ صالح العبودي نيابة عن أسرته خالص الشكر والتقدير لسموه الكريم، معتبراً أن وقفات سموه مع الجميع ليست مستغربة، وأن مكالمة سموه خففت من هول صدمة فراق الفقيد.
يذكر أن الأمير فيصل بن بندر يتمتع بإجازته السنوية خارج البلاد.
رحلة الموت المفاجئ
قبل عشرة أيام كان الفقيد -رحمه الله- يشتكي من ضيق في التنفس ينتابه بشكل متقطع وفي يوم الجمعة قبل الماضي كان يجلس في بيت أخيه صالح كعادته كل مساء بحضور الأستاذ محمد العمار عضو اللجنة الأولمبية السعودية، وقد كان في حالة عادية جداً، حيث تبادل القفشات مع الحضور كعادته -رحمه الله- حيث كان مشهوراً بخفة الدم، إلا أنه في نهاية جلسته وقبل خروجه أفصح لأخيه بإحساسه بضيق التنفس الذي ينتابه ثم ذهب إلى منزله، وهناك لم يستطع النوم حتى الفجر، حيث طلب -رحمه الله- من ابنه فهد التوجه به إلى مستشفى الملك فهد التخصصي، وهناك تم إدخاله العناية الفائقة في مركز الأمير سلطان لأمراض القلب، وتم عمل الفحوص السريعة له واتضح وجود انسداد في ثلاثة من الشرايين التي تضخ الدم للقلب وتم عمل قسطرة لأحد الشرايين، وتمت بنجاح، وتحسنت حالة الفقيد، حيث تم السماح لأسرته بزيارته وكان -رحمه الله- سعيداً بنجاح العملية إلا أن الكادر الطبي المشرف على حالته طلب منه عدم إجهاد نفسه والاسترخاء من أجل إجراء عملية قسطرة أخرى للشريانين المتبقيين وقبل تحديد موعد للقسطرة ارتفعت درجة حرارة الفقيد بشكل مفاجئ وظهرت عليه علامات الإعياء الشديد وتم اكتشاف مياه في الرئتين، مما جعل الأطباء يبقونه في وضع التنويم، وقد استمر على تلك الحال حتى وافته المنية فجر يوم الاثنين 22-8-1426هـ لتخسر بريدة واحداً من أميز رجالها وأطيبهم خلقاً وأكرمهم نفساً وأكثرهم نقاءً.
القدر يسبق الإخلاء
لقد كان شقيقه الأستاذ صالح العبودي ملازماً له طوال فترة مكوثه بالمستشفى وقد بذل جهوداً كبيرة في سبيل الحصول على موافقة المسئولين لنقله بطائرة الإخلاء الطبي بشكل سريع جداً ونجح بذلك إلا أن حالة المرحوم لم تكن تسمح بمغادرته السرير وحتى أسرته -رحمه الله- كانت مستعدة لإرساله إلى أي مستشفى بالعالم لكن قدرة الله سبقت الجميع وتوفي في المستشفى.
حياته العملية
المغفور له بإذن الله يبلغ من العمر ثلاثة وخمسين عاماً، ويحمل شهادة جامعية في تخصص الهندسة المدنية من جامعة كاليفورنيا، وقد عمل في شركة الهاتف السعودي وتسنم عدة مناصب قيادية قبل أن يقدم استقالته ليعمل في القطاع الخاص، مؤسساً لمؤسسة النسمة الشرقية والمتخصصة في مشروعات الإنشاءات الكهربائية والبناء والاتصالات، وهي من كبرى الشركات حالياً في مجال التوصيل الهاتفي والتمديدات الكهربائية وكان للفقيد -رحمه الله- دور بارز في توظيف السعوديين في كامل قطاعات مؤسسته، إضافة إلى أنه أحد أكثر رجال الأعمال تفاعلاً ودعماً لكل توجهات الغرفة التجارية الصناعية بالقصيم، وقد كان الفقيد مشاركاً مع الوفد التجاري الكبير السعودي الذي زار روسيا قبل سنة.
حياته الرياضية
بدأت علاقته بكرسي الرئاسة الرائدية عام 1421هـ، حيث استلم زمام رئاسة النادي وحقق في أول موسم له المركز الثالث في دوري أندية الدرجة الأولى وعدداً من البطولات في الألعاب الأخرى، وفي الموسم الذي يليه استطاع بدعمه الكبير أن يساهم في صعود الرائد للأضواء، محققاً المركز الثاني.
ومما يسجله التاريخ الرياضي بمنطقة القصيم للفقيد أنه أول رئيس نادٍ قصيمي يفسح المجال للاستثمارات التجارية بالدخول وسط الأندية بعد أن وقع أول عقد استثماري مع شركة الكسائي التجارية، التي يرأسها الأستاذ مساعد اليحيى عام 1422هـ، حيث تم بناء الجهات الشرقية للنادي بكاملها ليسجل الفقيد نفسه في سجلات الاستثمار الرياضي بالمنطقة.
وقد كان الفقيد -رحمه الله- عضواً في المجلس التنسيقي لأمانة أعضاء الشرف، ومما يميزه -رحمه الله- أنه كان يعمل مع الجميع دون استثناء وبدون مناصب، وكان -رحمه الله- قد كشف لرئيس النادي الحالي عبدالعزيز التويجري نيته العمل معه في أي منصب يراه واستعداده لدعم النادي دون انقطاع.
علاقته مع الآخرين
المغفور له بإذن الله كان طيب القلب محبوباً من الجميع وكانت علاقته مع الوسط المحيط به علاقة حب واحترام، وكان ممن يتمنى الكثيرون الجلوس معه، نظراً لتواضعه وبساطته وروعة أسلوبه في الكلام.
وقد اكتسب محبة وتقدير جميع من عرفه عن قرب ونال ثقة الأوساط الرياضية والتجارية لأمانته وصدقه في قوله وعمله.
قالوا عن فراق الفقيد
- كان رجلاً صادقاً أبيض القلب صافي النية.. فقدانه ليس هيناً، لكن {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
الشيخ صالح السلمان
- (لم أجد منه سوى كل شيء طيب، وخبر وفاته فجعني، أسأل الله أن يغفر له ويرفع منزلته).
الشيخ صالح المحيميد
- (كان أقرب لي من أبنائي.. كل من يعرفه لابد أن يحبه.. سأظل أبكي وأبكي عليه..).
شقيقه عبدالعزيز العبودي
- (اللهم أسكنه جنات النعيم يا أرحم الراحمين واجعله في مصاف الشهداء والصديقين).
شقيقه صالح العبودي
- (قلبي يتقطع ألماً لفراقه، لكن تلك مشيئة الله، اللهم وسع قبره ونور مدخله وارزقه الجنة يا أرحم الراحمين).
الأستاذ محمد العمار
- (أطيب رجل عرفته.. وفراقه أبكاني كثيراً كثيراً.. سأظل أدعو له بالرحمة والمغفرة).
الأستاذ عبدالله المبارك
- (وفاته فاجعة للجميع لقد كان رجلاً بمعنى الكلمة، اللهم أنزله منزلة الشهداء والصديقين يارب).
الأستاذ عبدالعزيز المسلم
- (رحلت يا رجل الطيبة والمروءة.. رحلت أيها الرجل الصادق المحبوب.. اللهم ارحمه رحمة واسعة يارب).
الأستاذ فهد الربدي
- (صدمة فراقه مريرة وذكراه ستظل ناصعة البياض إلى الأبد).
الأستاذ عبدالله السدرة
مشاهدات
- حضور غفير جداً حرص على الصلاة على الفقيد رحمه الله تعالى.
- أصوات البكاء كانت مسموعة والحزن غطى وجوه الجميع بدون استثناء.
- العديد من المسئولين خارج المنطقة حضروا لأداء واجب الصلاة والعزاء.
- الكل أجمع على نبل أخلاق الفقيد وطيبته وحسن تعامله مع الآخرين وسعة صدره.
- الكل في المقبرة يلهج بالدعاء للفقيد، فقد كانت علاقته بالجميع متميزة وراقية.
- اللهم ارحم أبا فهد وأسكنه الجنة مع الأبرار والصديقين والشهداء.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved