Thursday 29th September,200512054العددالخميس 25 ,شعبان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "اليوم الوطني"

الوطن في عيون الأدباء والمثقفين في يوم عرسهالوطن في عيون الأدباء والمثقفين في يوم عرسه

* جدة - صالح عبدالله الخزمري:
في مناسبة وطنية كبرى كهذا العرس الخامس والسبعين الذي تعيشه المملكة في كل عام يأبى القلم إلا أن يعبر، والمشاعر إلا أن تشارك بدافع فطري كيف لا وهذا الوطن يعيش فرحه، هذه الذكرى يجب ألا تمر علينا مرور الكرام دون أن نتذكر من أرسى دعائم هذا المجد الملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الذي له الفضل بعد الله في بناء النهضة التي نعيشها حيث أرسى الدعائم وأكملها أبناؤه البررة من بعده.
إن الجميع يود أن يشارك ويعبر شعراً ونثراً، متمنين أن تعود هذه المناسبة مرات ومرات والوطن يرفل في ثوب العزة والنصر والسؤدد مواصلاً مسيرته في مكانته القيادية للعالم الإسلامي ودبلماسيته الحيادية التي ما فتئت تناضل من أجل الحق والعدل وكل قضايا العرب والمسلمين.
ستبقى المملكة بإذن الله حصناً حصيناً للدين ينعم ساكنها بالأمن والطمأنينة لا يضيرها مَنْ حقدَ وضلَّ وتستر باسم الدين والدين منه براء، فنحن في بلد الإسلام نطبق شرع الله وولاة الأمر فينا يسيرون على النهج السليم ويرعون الحرمين الشريفين ويولونهما كل العناية.
وهنا أبى المثقفون والأدباء إلا المشاركة في هذه المناسبة الوطنية فإلى هذه المشاركات..
* غالب حمزة أبو الفرج - رئيس تحرير جريدتي المدينة والبلاد سابقاً:
تتخذ الأيام من السنين حياة جديدة تطل في كثير من الأحيان على عشاقها بأماني جديدة تبدو في أنظارهم شيئاً يساير كل تلك الرغبات التي بدت واضحة في خيالات دنياهم الواسعة، واليوم الوطني يوم أغر يبدو وكأننا نتجسد كل تلك الأيام الماضية والسنوات التي بدت لنا بعيدة، فهي ظاهرة الخير تفيح دلالاً وجمالاً وكيف لا وفي هذا اليوم اكتمل الشمل وضُمت نواحٍ كثيرة من جزيرتنا إلى بعضها وكأنها تلتحف برداء الحق في دنيا الحق وفي يوم الحق.. هكذا كان هذا اليوم وسيظل وسيبقى في ذاكرة الأيام رسماً جميلاً بصورة اختارها ذلك المبدع الذي وحَّد هذه الجزيرة وضم أشلاءها ونقَّى مسيرتها وأظهر حسناتها وجمَّل حياتها بأسلوب بدا وكأنه معجزة على الأرض تتحقق بالإيمان والحب والوفاء والصدق والنظرة المؤمنة في حياة الفرد والمجتمع في جزيرتنا العربية التي هي أم الخير وكيف لا ومكة العاصمة الدينية وعلى رأس كوكبة من المدن تتجمع في عقد فريد تضم المدينة المنورة والرياض والدمام وحائل وجدة وغيرها من مدننا الحبيبة.
هذه المدن التي نراها اليوم شيئاً يغاير كل ما عرفه آباؤنا وأجدادنا نهضة شاملة وانطلاقة نحو الحرية التي نمارسها برغبة وإيمان بقدراتنا التي تستطيع تحقيق الخير على أرض الخير.. بلادنا، مدننا، قرانا كل هذه الآثار الجميلة التي عرفها الأجداد تغيرت ملامحها بعد أن لبست حلتها الجديدة في تطور مستمر وانطلاق دائم نحو الأمل المنشود بأن تكون أرضنا كما أراد الله أرض الأمة الإسلامية والعالم الإسلامي بأسره.
إنّ وحدة هذه الأمة لم تكن بالأمر السهل لكنها كانت هدفاً لموحد هذه الجزيرة الذي قدر الله له أن يكتب نتائج أعماله كما أراد سبحانه وتعالى صورة من صور الأمل وحروفاً مضيئة إلى دنيا العمل.
لنا الحق في أن نتيه عندما نتذكر كل ذلك الذي مضى خلال السنوات التي أعقبت بروز هذه الوحدة لنقول للعالم بأسره تعالوا وانظروا ماذا فعلنا فأمتكم أمة الإسلام انطلقت من هذا البلد وستمضي دائماً في ركاب الأمل آمنة مطمئنة، رحم الله الملك عبدالعزيز مؤسس هذا الكيان وأبناءه سعود وفيصل وخالد وفهد وحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والأسرة الحاكمة الكريمة.
***
* الأستاذ فاروق باسلامة - الكاتب المعروف
يعتبر اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية مشهداً وطنياً يبعث على الغبطة في نفوس المواطنين الذين يشكل منهم الشباب والناشئة نسبة كبيرة من عدد سكان المملكة، فكثير من الأجيال الحاضرة لم يدركوا كيف تحققت الوحدة الوطنية للمملكة على عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه، وإنه ليوم يذكرنا بتوحيد أو تاريخ الممالك الإسلامية والعربية عرب التاريخ، كدولة الخلفاء الراشدين في صدر الإسلام والممالك الأموية والعباسية والامبراطوريات الدولية والعالمية حيث تعتبر المملكة العربية السعودية في العصر الحديث في المراتب الأولى من تعداد دول العالم، وبهذه المناسبة ينبغي التذكير بالنمو المستمر في بلادنا اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً الشيء الذي يبعث على الغبطة وانشراح الصدور كلما دق ناقوس الذكرى الغالية لتوحيد المملكة العربية السعودية، وهذا ما ينبغي عمله من قبل وسائل الإعلام بجميع صنوفها والصحافة من أهم وسائلها.
* فيما يرى د. مصطفى عبدالواحد أن هذا اليوم هو اليوم الذي تحققت فيه الوحدة واكتمل وجود الأمة وذهبت العصبية والفردية إلى غير رجعة واختفى التحزب والتمزق والصراع، إنه اليوم الذي شاد فيه الملك عبدالعزيز - رحمه الله - هذا الصرح، وها هو الآن القائد الذي تحمل المسؤولية ورسم الخطة وسعى لتأليف القلوب وتوحيد الجهود، والنهوض بالأعباء الجسام حتى استجاب له الشعب والتف حوله وبايعه بيعة من القلب بعيدة عن الأشكال الزائفة والمظاهر الخادعة.
ونظر القائد المخلص لشعبه فوجد الأمية فاشية والفقر، فاتجه نحو نشر التعليم بالوسائل المتاحة بعد أن لم يكن في جدة سوى مدرستين، ولم يكن في سائر مناطق المملكة شيء يُذكر وما هي إلا سنوات حتى انتشرت المدارس في أنحاء المملكة، بل نظر الملك عبدالعزيز - رحمه الله - إلى المستقبل فأنشأ مدرسة تحضير البعثات وأرسل البعثات العلمية لتنهل من موارد العلم قدر المستطاع ثم أنشأ المعاهد العلمية بعدما سأل الشيخ محمد بن إبراهيم عقب عودته من رحلة إلى مصر فقال: المعاهد الدينية بالأزهر وصلت إلى نظام التعليم فيها فقال له الملك: إذن نعمل مثلها، كما ورد في مذكرات الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله.
علم وعمل هما عماد النهضة وأساس القوة وطريق التقدم ومن هنا، أخذ باني هذا الكيان الكبير في تنظيم الإدارات والاستفادة من كل الموارد، وحث الجميع على بذل الجهد والإخلاص في العمل فظهرت عبقريات وتفتحت زهور ما كان لها أن تتفتح إلا في هذه البيئة الباحثة عن تحقيق وجودها وترسيخ كيانها ثم أكرم الله هذا الرجل المخلص لدينه وأمته بأن فجر له ينابيع الثروة في باطن الأرض ليكون المال رفيقاً للعلم في العناء كما قال القائل:


بالعلم والمال يبني الناس ملكهم
لم يُبنَ ملك على جهل وإفلاس

ولو أنك اطلعت على برنامج واحد في حياة الملك عبدالعزيز بعد أن تم له تأسيس هذه المملكة وتوحيد هذه الدولة لملأ الإعجاب قلبك من رجل يعيش حياة التواضع يلقى الناس ويستمع إلى آرائهم وشكواهم، وقد قسم وقته منذ الفجر وحتى العشاء بعد أداء حق ربه، والنظر في متطلبات شعبه وإنصاف المظلوم وتحقيق العدل والتفكير في مصالح المسلمين.
إن هذه الذكرى فرحة لإحياء هذا النهج، وتأكيد هذا العهد ومواصلة المسيرة في نور هذا الموكب الماجد، فالطريق واضح والعمل الجاد متاح ولا مكان للقاعدين العاجزين.
***
* الأستاذ عمر طاهر زيلع عضو نادي جازان الأدبي قال: هو ليس عرساً إذا أردنا الدقة، بل ذكرى ميلاد دولة، وتوحيد كيان كبير، كانت أجزاؤه مبعثرة تمزقها الصراعات، ويقض مضجعها الخوف والشتات والتناحر، وقطع السبل؛ ميلاد دولة جاءت في نهاية سياق دام، مقلق، محزن، شاء الله بحكمته أن يهيئ لها رجلاً فتح يمينه المتوقدين عزماً، وبصيرته النافذة على أوضاع ممزقة، وأشلاء ممزعة، فأعانه على لم شتاتها وجَمعِ أجزائها، وهيأ له الظروف الإقليمية والعالمية في مرحلة انتقالية في تاريخ العرب والمسلمين، والعالم برواسب عصوره المثقلة بالجراح، إنها أيضاً ليست ذكرى للفخر، وسرد أمجاد الماضي، بل لتحفيز حاضرنا السعودي إلى مستقبل الأجيال القادمة، لحظة توقف للمراجعة وإحصاء الإيجابيات والسلبيات، والرقي بالخطاب الثقافي والإعلامي، من شاعرية المدح، وإنشائيات الجمل، إلى الكتابات العلمية الموثقة، والرصد الواقعي الرصين، ووضوح الرؤية، وصدق الوجود النابع من إحكام الخطط، واختيار الكفاءات للكفاءة نفسها.
ذكرى، يراجع في كل عام راهن منها، منجزات ما قبله من الأعوام فهي مساحة للعمل والأمل، والحفاظ على البيت الكبير والمشاركة في ترتيبه باستمرار، والله المستعان.
***
* الأديب محمد المنصور الشقحاء شارك في هذه المناسبة حيث قال:
احتفالنا اليوم بالعيد الوطني يتم وفق طقوس جديدة تنمي معنى المواطنة في وجداننا، والذي أتمناه من المثقفين التحدث بصوت مرتفع عن القيم التي سوف تشغل بال أطفالنا وشبابنا وهم يتمتعون بالإجازة للمشاركة في الحفاوة الرسمية التي تواكب هذا اليوم المجيد، في الأعوام السابقة كلنا نسمع باليوم الوطني ولكن لم نشعر به إذ تم حجبه حتى يمر كباقي الأيام العادية وها نحن اليوم نتمكن من الإمساك به لمحاورته ومناقشته فيما أنجزنا وما هي الأيام العادية وها نحن اليوم نتمكن من الإمساك به لمحاورته ومناقشته فيما أنجزنا وما هي تطلعاتنا.
وهنا لابد أن نرسم معالم هذا اليوم نشكله بألوان لافتة للنظر وفق قاموس جديد مساحته المملكة العربية السعودية ومكوناته سيرة قائد الأمة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي بهر العالم وهو يشكل أول وحدة عربية حقيقية بين أقاليم وإمارات متناحرة في زمن الحرب، وليكون هذا الكيان مركز ضياء وعقيدة للعالم الإسلامي وموقفاً عربياً يشعر بمسؤوليته عن إخوانه في الوطن العربي ومركز ثقل اقتصادي آمن بما يمليه الواجب نحو العالم عبر رجاله إنه يومنا الوطني الذي نشارك الكون فيه كأمة لها تاريخ مجيد.
***
* فيما كانت مشاركة الأستاذ عبدالله الشريف الكاتب المعروف حيث قال:
وطن العز والكرامة
حين الحديث عن الأوطان لا يملك الإنسان إلا أن يسمو بأفكاره، ويختار أجمل ألفاظه، وأليق معانيه، فالوطن أغلى ما يملك البشر، ولا أعني بالوطن الأرض فقط، فقد يحلو للإنسان أن يعيش في بقعة أجمل إذا كان قادراً مادياً، وهكذا يصنع البعض، ولكن الوطن بمحتواه كله ديناً وثقافةً وحضارةً وبشراً، وذكريات تصنع على مرِّ الأيام، وتصبح جزءاً من النفس لا يمكن فصله عنها، وصحبة مؤثرة يرى من صفت نفسه أن فراقهم مستحيل، وإن تم سبب أقسى الآلام، والوطن حينما يحتوى على أَنْفَسِ ما في الوجود، أطهر البقاع وأحبها إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - فإذا هفت الناس لروحية تستلهمها من دين ورسالة إلهية برزت المدينتان المقدستان مكة أرض الطهر، والمدينة التي نسمت تربتها أطهر جسد على وجه الأرض، جسد الأحب إلى الله وإلى المؤمنين سيد الرسل وخاتمهم والمصطفى - فداه أبي وأمي - سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، فوطن مثل هذا يسكن القلب، ويظل ماثلاً أمام عينيك، مهما أخذتك الدنيا بعيداً، نفسك به تظل معلقة، وفؤادك يهوى إليه، تحمله في ثنايا صدرك معك أينما حللت قيماً وذكرى، وحينما مَنَّ الله على هذا الوطن الرائع بوحدة ترابه، وتآلف أهله، على نداء فتية آمنوا بربهم وسعوا إلى نفع أهلهم وعز وطنهم، بقيادة موحد الوطن جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - إنما صنعوا مجداً ليبقى، وكلفوا من بعدهم أعظم الجهد للمحافظة على وحدة هذا الوطن تراباً وبشراً، مهما تنوعت مذاهبهم وطوائفهم، وأن يحافظوا على مكاسبه، وهي ليست قليلة، أمناً وأماناً، استقراراً وازدهاراً، وأن يكون رائدهم جميع حفظ هذه اللحمة الوطنية الماثلة للعيان أزماناً، ولا يرتضوا أبداً من منحرف، مهما كان انتماؤه أن يعمل على المساس بها، ولو عبر دعوة ترفع الدين شعاراً، تدعو إلى إقليمية ممقوتة أو دعوى جاهلية عنصرية، فهذا الوطن هو الذي نبع منه الهدى نوراً عم أقطار الأرض، ودعا الناس إلى الحب والتسامح، وحفظ لهم التنوع، الذي هو سمة هذا الكون وسنته، فالله عز وجل خلق الخلق متنوعي الأجناس والألوان، فجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا فيتعاونوا، وخلقهم مختلفي العقول والمدارك، وأعطاهم من موجبات هذا التنوع ما سعدت به البشرية أطواراً، فكلٌّ ميسرٌ لما خُلِقَ له، ومحاولة قسر الناس وجمعهم بزعم دعاة الهوى على نمط واحد، صورة مكرورة، إنما هو وهم لا يبني أوطاناً، ولا يصنع حضارة، ولا يعز ديناً، إن وطناً أمضى كل هذه العقود قوي الوحدة متماسك الكيان لقادر بإذن الله على مواجهة كل خطر يتهدده أياً كان مصدره، ما حافظ أهله على وحدتهم الوطنية، ولم يصيخوا السمع لدعاة الفرقة، الذين يسعون جهدهم كله لتمزيق وحدة الصف الوطني، فهذه الوحدة الوطنية يرعاها قادة هذا الوطن العظام، يسلم كل منهم الراية لأخيه، ووصيته أن يبقى الوطن الوطن عزيزاً كريماً بوحدة ترابه وتآلف أهله، المتساوين في الحقوق والواجبات، يبذلون الجهد برغبة أكيدة في بنائه، وجائزتهم أن يبقى لهم الوطن الذي تهوى إليه أفئدة الناس من كل أرجاء الدنيا، وكلها محبة له ولأهله، مثلما كنا من قبل وسنبقى بإذن الله، رغم أنف المفسدين، وها هو اليوم في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رعاه الله، يعلن الإصلاح والتطوير، ويبدأ العهد بزمن حرية ترعى، ومبادئ تسامح تعزر، وحوار فكري وطني يتأسس وتنداح دائرته، ليقضي على استبداد بالرأي هو أصل الفتن، وها نحن نرى الخطوات تتوالى، غايتها مصلحة الوطن وسعادة المواطنين، وعهدنا بأبي متعب أنه القائد الفذ، الذي يرعى - بفضل مَنَّ الله عليه به - الحق ويسعى لإنفاذه، ويكره الظلم ويسعى جاهداً لزواله، يحب الخير لكل مواطنيه، ويعمل جاهداً أن يصل كل منهم حقه منه، ويمنحهم من وقته وجهده ما لا يبقى للراحة عنده معنى، ودعوني أنصف: أننا به متفائلون، وفي عهده مرتقبون للتغيير نحو الأفضل والأجمل والأبهى، فهو في خواطرنا الفارس الذي سيخوض بنا غمار التحديات والأخطار فإذا نحن ناجون، وإذا نحن أمة بنت لنفسها أعز مكانة بين الأمم، ننافسها في المنجز الحضاري، ونشاركها في صنع حضارة إنسانية تزهو بقيمها، حفظ الله قائدنا خادم الحرمين الشريفين ووقاه من كل شر، هو وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وإخوته الكرام وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وسلمان بن عبدالعزيز - رعاهما الله وشد أزره بهما وبسائر الإخوة الكرام - ولنا وطن نحبه ونحميه بأرواحنا ونبنيه بسواعدنا، حماه الله من كل سوء، ورد كيد أعدائه إلى نحورهم إنه سميع مجيب.
***
* مشاركة الأستاذ عبدالمؤمن القين
آفاق اليوم الوطني
لا تقتصر ذكرى اليوم الوطني على رمز واحد يخلد هذه الذكرى، بل تمتد آثارها إلى آفاق أرحب فوق أرض أصلب شيَّد فيها جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله -. فالتعليم والصحة والدفاع كانت اللبنات الأولى لتأسيس المملكة العربية السعودية وتوحيدها تحت شعار (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وذلك للقضاء على الجهل والفقر والمرض، وهكذا سارت المسيرة المباركة على يد أبنائه سعد ففيصل وخالد وفهد وعبدالله خادم الحرمين الشريفين، أيده الله وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، لا تأبه هذه المسيرة لحقد الحاقدين وكيد الحاسدين ونعيق الإرهابيين، بل تمضي واثقة الخطى، شامخة الأنف تستشرف آفاق المستقبل متصلة بالحاضر غير مقطوعة عن الماضي حفاظاً على ثوابت الدين الإسلامي الحنيف وخدمة الحرمين الشريفين، باذلة في ذلك الغالي والنفيس، متفاعلة مع جميع الأحداث والقضايا الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية، مؤثرة في مجرياتها ومشاركة الإنسانية جمعاء همومها وآمالها وأحلامها، بعيداً عن الاختلافات الصغيرة والكبيرة، متبعة منهج الوسط، أخذاً بقوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا).
فإلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - وإلى سمو ولي عهده الأمين - حفظه الله - يهدي كل مواطن مخلص تهنئته القلبية ومبايعته لهما على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره.
والله ولي التوفيق وهو نعم المولى ونعم النصير.
***
*فيما قال الشيخ د. عبد الله بصفر الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم عن اليوم الوطني:
لقد أكرم الله تعالى هذه البلاد - أيها الإخوة الكرام الأحبة - بالملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله تعالى - الذي كان يحمل في صدره الإيمان والإخلاص، فأكرمه الله سبحانه وأعطاه، فجمع وأسس هذه البلاد. أسسها ووحدها على كلمة التوحيد وعمَّر فيها بيوت الله، وعظَّم فيها القرآن، فرفع الله عز وجل من شأنه وأعزه، لأنه أعز بيوت الله لما جاء إلى مكة وإلى المدينة، ولم يكن في ذلك اليوم من الأموال ما لدينا في هذه الأيام والحمد لله، فجاء المسلمون من بلاد عربية مختلفة يريدون أن يصلحوا الحرم فقال: تصلحون الحرم؟ ردوا الأموال التي جاءت إلى أصحابها، نحن أولى بخدمة بيت الله الحرام، ولم يكن في خزينته مال ولكنه أحب إكرام بيت الله تعالى، ففجر الله الأرض من تحت قدميه وأكرمه عز وجل، وكانت حلقات القرآن موجودة يرعاها الأهالي ولكن بطريقة بدائية، فضمها إلى الدولة وأشرف عليها واهتم بها فأكرم أهل القرآن وعظمهم فعظمه الله عز وجل - وهذا سر الله تبارك وتعالى. إن عظَّمت بيته أو عظَّمت كتابه فالله عز وجل يرفع من شأنك في هذه الدنيا، ويرفع من شأنك بفضله وكرمه في الآخرة - فأكرمه الله تبارك وتعالى وتفجرت الأرض بهذه الخيرات وجاءت الخيرات من كل مكان وجاءت النعم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، ولم يكتفِ بتعظيم القرآن قراءةً وحفظاً بل عمل به تطبيقاً وعملاً في المحاكم الشرعية فقامت هذه المحاكم على كتاب الله وسنة رسول صلى الله عليه وسلم تحكم بين الناس بالحق والقسط والعدل - هذه المحاكم الشرعية نعمة - نعمة كبيرة من الله عز وجل لا نشعر بها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (لحد يقام في الأرض خير لأهل الأرض كلها من أن يمطروا ثلاثين يوماً) شهراً كاملاً - وما وراء هذا المطر من شهر كامل إلا الخيرات والأرزاق والبركات، ومع ذلك حد واحد من حدود الله أعظم عند الله تبارك وتعالي وأكبر من كل ذلك، وقال عز وجل: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ} (96) سورة الأعراف، ويا ليت المسلمين في مختلف بقاع الأرض نظروا إلى هذه التجربة نظرة عميقة متأملة.. نظروا إلى الملك عبدالعزيز - رحمه الله - كيف أصبح وكيف مَنَّ الله عز وجل عليه لمَّا طبق كتاب الله وسنة رسول صلى الله عليه وسلم.. كيف أغدق الله عز وجل عليه الخيرات، ليتهم أخذوا بمثل هذه التجربة وليتهم طبقوا كتاب الله عز وجل في محاكمهم واقتدوا لكان الله عز وجل أغدق علينا جميعاً أيها الإخوة الكرام الأحبة - لا نقول هذا الكلام من باب المجاملات، ولكن من باب الذكرى ومن باب شكر نعمة الله عز وجل، ومن باب ذكر الحكمة.. فلو لم يقدر الله سبحانه وتعالى - لا قدر الله - لو لم تكن هذه الدولة جاءت في هذه الظروف الصعبة العصيبة على الأمة الإسلامية، كيف يكون حال المسلمين؟ من الذي سيبني مساجدهم؟! من الذي سيرعي أيتامهم؟! من الذي سيتولى أراملهم؟! من الذي سيبني مراكزهم الإسلامية؟! من الذي سيتكفل بالأئمة الخطباء والعلماء والدعاة الى الله عزَّ وجلَّ في أصقاع الدنيا كلها؟! نعم أيها الإخوة إنها حكمة من الله عزَّ وجلَّ أن حفظ هذا المال حتى ظهر على يد الملك عبدالعزيز وأبنائه حتى ينشروا دين الله تبارك وتعالى بعد سقوط الخلافة الإسلامية، بعد أن كاد الإسلام يُمحى من على وجه الأرض، فجاء أبناء سعود - جزاهم الله خير الجزاء - والملك فهد بن عبد العزيز، رحمه الله تعالى وجزاه سبحانه وتعالى خير الجزاء على ما قدمه للإسلام والمسلمين وعلى ما عمره من المساجد، فاهتم ببيت الله الحرام واعتنى بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي لم يبنَ في أيامه كلها من أولها إلى آخرها بناء مثله أعظم منه وأجل وأكرم. فلله سبحانه وتعالى الحمد والمنة؛ وقام أيضاً بطباعة المصحف الشريف هذه الطباعة العظيمة التي تليق بكتاب الله تبارك وتعالى، وجاءت مسابقة تحفيظ القرآن الكريم الدولية، ومجمع خادم الحرمين الشريفين لطباعة المصحف الشريف -
نعم أيها الإخوة الكرام الأحبة - نحن أمة ينبغي عليها أن تشكر من أحسن، قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يشكر الله مَنْ لا يشكر الناس)، وسار على هذا النهج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز والأمير الله عز وجل أن يوفقهم للمزيد من خدمة الإسلام والمسلمين.
فهذه الأعوام منذ توحيد المملكة كانت كافية, جربت كثيراً من دول المسلمين جربت القومية وفشلت، وجربت الاشتراكية وفشلت، وجربت الديمقراطية وفشلت، وجربت مذاهب ومذاهب كثيرة، ونحن في تلك الأعوام جربنا شرع الله فوجدناه خيراً وأماناً وسلاماً.
وحري بكل من يريد أن يتهجم على تحكيم الشريعة أن يجرب ولو يوماً واحداً العمل بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وسيرى ما وعد الله تبارك وتعالى ووعد رسوله صلى الله عليه وسلم {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ}(96) سورة الأعراف.
البيعة
* قصيدة للشاعر د. عبدالله باشراحيل - الشاعر المعروف وصاحب منتدى محمد صالح باشراحيل بمكة:


لنا وطن يسمو به التوحيد
وشعب إلى المجد الرفيع يريد
فهذي حقول الخير بالعصر أورقت
بل ازدهرت بالصفو فهي ورود
لك الحب عبد الله انت ربيعه
بك الحب يحيا صادقاً ويسود
وإنك نجوى الناس والغرس والحمى
وإنك عقل يرتقي ويشيد
نحاور فيك الوقت والنور والحِجَى
ليشرق عهد بالضياء جديد
نحسك ماء الروح في كل خلجة
لينهض شعب من نهاك رشيد
فما الملك إلا حكمة وأمانة
سيسأل عنه سيد ومسود
هو الشعب أولاك الذمام مبايعاً
وانت إلى حفظ العهود تقود
تطيعك بعد الله بالعدل والهدى
نفوس كأطياف الظلال ترود
تجل بك الأخلاق والنبل والندى
وتاجك آباء سمت وجدود
عضيدك (سلطان) وحولك أمة
عن الحق والبيت العتيق تذود
إليك مليك الشعب آمال موطن
وفالك بالسَّعد السعيد سُعود

***
* قصائد للوطن في يوم عرسه للشاعر أحمد سالم باعطب
وطن يسعى إليه المجد
شعر: أحمد سالم باعطب


تهادى إليك النصر يا نجد وانتمى
وألقى عصا الترحال فيك وخيما
فكنت له أماً ومثلته الردى
ترين به الأعداء يوم الوغى دُمى
ومن بطن وادٍ يأكل الجدب زرعه
ولم يبق ممما أنبت القطر برعما
تمخضت البطحاء ثم أتت به
يهلل شلالا من النور محرما
وأعلن في الآفاق ميلاد أمةٍ
فكبر بالبشرى الحجاز وأنعما
وغاص ألى الأعماق يجلو ضبابها
ويوقظ للحسنى حيارى ونُوَّما
مناران قوَّى الدين بينهما العرى
تعلمت الدنيا الحضارة عنهما
هما حملا الإسلام ديناً ودولةً
تزينت الأيام بالعدل منهما
فيا وطناً شقَّت عزائمه الدجى
سعى المجد مشتاًقا إليك مسلِّما
أتاك برايات غزلت خيوطها
إباء فألفَى خذنَك الفجر فارتمى
جثا يستعيد الأمس صوتا وصورة
وأنت له في الأرض مولى وفي السماء

هنا بلدي


هنا بلدي المضياف مؤتلق الضحى
هنا جنة الإلهام والسحر والندى
هنا ترقص الأحلام في ليل عرسها
مجنحة الآفاق ليس لها مدى
هنا عزمات الأمس رفافة السنى
هنا كبرياء اليوم تبنى له الغدا
هنا تهتف الأجيال وثابة الخطى
ويبتسم الإصرار في دربها صدى
هنا تلد العلياء فجر خلودها
هنا تعزف الدنيا البطولات سرمدا
هنا يرضع الأطفال من ثدي أمهم
إباءً وإخلاصاً شموخاً وسؤددا
وفي جبهة التاريخ تشرق لوحة
مطرزة بالنور فضلاً ومحتدا
تُقبِّلُ شمس العز أقدام أهله
وما قَبَّلتْ إلا جسوراً وسيدا

صباح الخير يا بلدي


صباح الخير يا بلدي
صباحا بالمنى غردا
صباحك عاطر وندى
يفوح شهامة وندى
يطوف على روابيك
ويسكب حسنه فيها
ويسرح في مغانيك
يذوق السحر من فيها
نسائم صبحك النشوى
تعانق جنة خضرا
وتسفح شوقها نجوى
وتنشر همسها عطرا
صباحك باسم نادي
يشع على الدُّنى نِعما
يترجم حب أولادي
فيصبح في فمي نغما
صباحك منية المشتاق
يعيد مفاتتن الأمس
يكحل بالمنى الأحداق
ويروي غلة النفس

***
غرة الميزان العدل والأمان


فجر الأرض ينابيع وسارا
موطب عن دربه الليل توارى
طهرت أمواجه الافق سناء
وهب الأيام يمنا ويسارا
أبصر الأحلام هلكى عطشا
فرواها من صداها وأنارا
زرع الأنفس رحمى وتقى
فجني الإخلاص والحب ثمارا
وأزاح السحب عن أقماره
سافرات فامتطى الجهل الفرارا
حمل الميزان في راحته
عربي السمت لا يرضى الصغارا
وأذاب الصخر في إصراره
واكتسى العزم رداءً وإزارا
موكب جاز الثريا شمما
وطموحا واصطفى الجوزاء دارا
قاده صقر احبته العلى
لا يرى إلا الأماني الكبارا
قابت الخطوة ميمون الرُّؤى
لم يُطقْ عن قمة المجد اصطبارا
ملك أخرس أفواها أبت
أنْ تصونَ السلم أو ترعى الجوارا
ملك أطلق من أم القرى
صرخة دون سموا وانتصارا
أعلن الوحدة نهجاً خالدا
شع في جبهة وجه الأرض غارا
ملك أدهش أقطاب الورى
في فنون الحكم حذقا وابتكارا
وفد الشرق إلى ديوانه
وسعى الغرب من الشوق وزارا
مد للجود يميناً فازدهى
وإلى العلياء والنصر يسارا
جاء والناس أسارى غفلة
منصفاً عادته فك الأسارى
حرر الأعناق من أغلالها
ومحا بالحب أوهام الحيارى
واستقت من نبعه الزاكي رُبا
وسفوح وسهول وصحارى
فاستحال الجدب في أحداقها
مهرجاناً فاض سحراً واخضرار
فإذا أم الحضارات هنا
تحرث العمر عطاءً وازدهارا
وتبنَّى الشعب ترويض الفضا
فبنى فوق المجرات منارا
تسبح الأنجم في هالاته
تتمطَّى، تتحدَّى، تتبارى

قصيدة للشاعر د. بهاء حسين عزي
من مسيرة البطل المؤسس.. الملك عبدالعزيز
إذا لم يكن للملك عبدالعزيز، من إنجاز غير توحيده للجزيرة العربية.. لكفى.. لأن البديل لهذا التوحيد، ربما كان أن تبقى هذه البلاد المترامية الأطراف، التي عرفت فيما بعد، بالمملكة العربية السعودية، تبقى خمس دول تتقاذفها أهواء السياسة من كل جانب، وأن تقع إما في فقر مدقع أو في غناء فاحش.. وهذا هو ما نشاهده في بعض الدول.إن هذه القصيدة، تحكي خلاصة حوار دار بين جلالة المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود.. طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته وبين مضيفه في الكويت، رحمه الله، عندما أراد التوجه إلى (الرياض) لاسترداد ملك آل سعود، وفي ذهنه توحيد الجزيرة العربية.. وألقيت أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمناسبة مهرجان الجنادرية (17) في يوم السبت 12-11-1422هـ - 26-1-2002م عندما كان ولياً للعهد
شعر: الدكتور بهاء بن حسين عِزِّي


دعني أسير لمجد يُقْدُمُ الشُّهبا
دعني، أشيد بناء للدُّنى عجبا
دعني فإن المُنى أعيت تجيء هوىً
وما تمنيت يهوى الجهد والتعبا
فما يضير الفتى إلا تقاعسه
عن سرية المجد من تهويل ما صعبا
نادتني البيد والأجبال من رهق
ونادت المدن تشكو الجور والنَّصبا(1)
والبحر نادت على أمواجه سفن
تشكو قراصنة أوسعتها سلبا
فكيف يحلو الكرى في محنة رسخت
سبيل إجلائها فكر وسَلُّ ظُبَا(2)
فهبَّ عزمي وحولي فتيةٌ صدقت
عهد الإله فكنا جيشه اللجبا
الله وفقني والحزم أوسع لي
وشب عزمي دِماءً حُرَّةً لهبا
عبد العزيز أنا، والعز لي حسب
قد نلته كابراً عن كابر نسبا
لا تسألِ الكتب وانظر ما بنته يدي
فليس من فعلها فعل هو ونبا
هذي الجزيرة قد رسخت وحدتها
بعد الشتات الذي ناءت به حقبا
أقمت فيها حدود الدين صافية
فأين ما كان بالتخريف مرتكبا
وأين مَنْ كان يغشى البر مُتَّشحا
سيفاً من الشؤم يدميه بمن نهبا
كانت أحاديث إفزاع لمؤتمن
في حجه البيت يخشى الغدر والرعبا
وحدتها فغدت شتى بيارقها
في بيرق مشرق يسنو وما غربا
فمن يخال الذي وحَّدتُه شتتا
من الممالك يعلوهن من وثبا
جُسْ في الفيافي، تلمَّس قدر مأمنها
واصعد جبالاً، فعل تخشى بها رهبا؟
هذي الصَّحاري التي أنهيت وحشتها
وساد أمن بها بعد الذي اضطربا
آخيت فيها الهوى فاشتاق موحشها
إلى التآخي مُغِذّاً فيه مطلبا
آلفتها ببني الأمصار فانتشرت
نسائم الحب من صفو الغرام صَبَا
انظر إليها قد اخضرت مفاوزها
والماء يحنو عليها بعد أن نضبا
أنبتن من كُلِّ زرع كان منبته
بين الفراتين والنيل الذي عذبا
فما غدا جائع إلا به كسل
يخشى الكفاح وتهوى كفه الطلبا
وبعد ان طبن في أمن صبوت له
أتبعت نهج النما في صرحها سببا
هذي المدائن قد شيدت قواعدها
فَهِمْنَ ينطحن في جوف السما السحبا
انظر إليها فهل تخفى لذي بصر
انظر إليها، فما شيدت قد رحبا
والعلم فيها زها، انظر مآثره
في كل بابٍ.. نما باع له وربا
أقررتها معلماً للدين كيف به
أتى النبي وجليت الذي حجبا(3)
جددته فسنت فيها منابره
تدعو بدعوته من كان مجتنبا
وبعد ان نال كل مأمنا ونما
أتبعتُ نهج الضنى في حبها سببا
جالت بفكري صناعات رأيت لها
عزما كصلب قوام الجسم إن نصبا
لا يستهب لأخطارٍ إذا حزبت
إلا وكانت بهذا العصر ما طلبا
أودعتهن بني الصيد موعظة
أن شيدوها بفكر شب محتسبا
فكل من جاء منهم هب يذكرها
بفعله الفذ حتى وعدها قربا
لا بد أن تزدهي يوما بمفخرة
تأتي بخير وترتد الذي سُلبا
فالقدس جاست به شذاذ قافلةٍ
من كل مستصهن لا يعرف العربا(4)
وكيف نحن وقد شط العدو وقد
جاس الديار وقد أفنى وقد غصبا
والغِيد يشكين والآباء في حرج
مما اشتكين، فذخر الحرة اُنْتُهِبا
لقد أتوا عطبا والله يأمرنا
بأن نعد الذي يجلي لنا العطبا
يا رب فارفع لواء الحق منتصرا
على الذي ظلم الأقصى بخير رُبى
واحفظ لآل سعود كُلَّ نابغة
فَذ كَمَي أتاه الملكُ مُنْتَخِبَا
أَسعِدْ به أمة عظمى تخيَّرها
رَبُّ العباد فلبته كما رغبا
قولوا صلاةً على المختار سيدنا
وسيِّد الرُّسلِ جَمْعاً صَدْعُها وَجَبَا

جدة - في 8-11-1422هـ
*****
الحواشي:
(1) البيد: جمع البيداء وهي الصحراء.. الأجبال: الجبال.
(2) فِكْرٌ وسلُّ ظُبا: التفكير والقوة. والظبا: حَدُّ السيف.
(3) جَلَّيْتُ: كشفْتُ وأوضَحْتُ.
(4) المُستصهِن: كل مَنْ يتبنى الفكر الصهيوني، سواء أكان صهيونياً أساساً أم رأى أن يعتنق مذهبهم، من بقية الأجناس.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved