Friday 30th September,200512055العددالجمعة 26 ,شعبان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "اليوم الوطني"

تاريخنا واليوم الوطنيتاريخنا واليوم الوطني
أ.د. عبد الله بن علي الحصين

تقاس عظمة الأمم بما يمكن أن تقدمه وبما يسجله لها التاريخ من وقائع وأحداث مهمة تغير وجه الحياة، وتُقاس عظمة الرجال بما يتركونه خلفهم من مآثر وإنجازات، وبقدر ما قدموه لأممهم من أعمال عظيمة تعينها على تغيير واقعها والنهوض به.
إن ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الحبيبة هي ذكرى مجد وفخار نستدعيها دائماً لكي تمد أبناء هذا الوطن بما يعينهم للسير على درب الأمجاد، وبما يستنهض هممهم للمضي قدماً في بناء وطنهم والرقي به.
إن ذكرى يومنا الوطني تروي قصة البطولة التي كانت وراء توحيد هذا الكيان العظيم على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - الذي رعاه من بعده أبناؤه البررة وهم الأوفياء لعهده المتمسكون بثوابت مسيرته. لقد كان توحيد المملكة العربية السعودية على يد مؤسسها العظيم أحد أهم الأحداث التي سجلها التاريخ فوق هذه البقعة من الأرض المباركة، كما كان نقلة حضارية واقتصادية وثقافية شامخة شملت جميع مناحي الحياة، وإذا كان من أهداف الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني هو الحديث عن الإنجازات العظيمة التي تحققت لهذا الوطن الغالي بفضل توحيد المملكة، فإن التعليم بكل مستوياته وأنماطه وتخصصاته يأتي في قمة هذه الإنجازات بوصفه المعيار الذي تقاس به درجة تحضر الأمم أو تخلفها، وبوصفه وراء نجاح كل الإنجازات الأخرى.
ويهمني هنا أن أوجه الكلام بوصفي وكيلاً لكليات البنات الجامعية للإنجازات التي تحققت لهذا القطاع من التعليم، التي تعدُّ من مفاخر المشهد الحضاري لمملكتنا الحبيبة وشملت كل مناحي الحياة، فعلى مستوى كليات البنات التي بدأت بكلية واحدة للتربية مقرها الرياض وذلك في عام 1390هـ ليصل عددها اليوم إلى (102) كلية يدرس بها قرابة (300.000) طالبة ما بين منتظمة ومنتسبة كان من أهم إنجازاتها تخريج أفواج من طالباتها اللواتي أسهمن مع زميلاتهن المتخرجات في الجامعات السعودية في سعودة قطاع التعليم العام للبنات بنسبة تصل إلى 100% والحمد لله. بينما استطاعت هذه الكليات من خلال برامج الدراسات العليا المطبقة في ثماني عشرة كلية سعودة 50% تقريباً من أعضاء هيئة التدريس في كلياتها، حيث بلغ عدد الحاصلات على درجة الماجستير (1984) طالبة، بينما وصل عدد من حصلن على درجة الدكتوراة (945) طالبة
كل هذه الإنجازات وما وصلت إليه كليات البنات من المستوى الأكاديمي المتقدم والمماثل تماماً لنظيره في الجامعات السعودية والعربية كل هذا كان حاضراً بين يدي ولاة الأمر - حفظهم الله - وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه وأمده بعونه وتوفيقه - الذي توج كليات البنات بتاج الفخار يوم أعلن - حفظه الله - في حفل افتتاح المرحلة الأولى من المجمع الأكاديمي لكليات البنات بالرياض مبادرته المباركة وهي إعلان تحويل كليات البنات بالرياض إلى جامعة البنات، على أمل أن تتحول كليات البنات في المناطق الأخرى إلى جامعات للبنات على مثال جامعة البنات بالرياض بإذن الله.
هذا ما نعنيه عندما نتحدث عن الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني وهو عينة ما يريده ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة، وهو أن يستدعي هذا الاحتفاء مسيرة العطاء المباركة وجهود الرجال الأوفياء المخلصين في بنائها، وتعريف أبنائنا بذلك كله، كما يستدعي تحفيز هؤلاء الأبناء وحثهم ليس فقط على الحفاظ على المكتسبات التي تحققت، وإنما العمل على زيادتها وتطويرها بإضافة لبنات حضارية جديدة لصرح حضارة عظيمة وكيان أمة مجيدة شادتها يد المؤسس المغفور له باذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه - وليعلو هذا البناء بعد ذلك ويرتفع محققاً لهذا الكيان المبارك مكانه اللائق بين الأمم.
ونسأل الله أن يديم على هذا الوطن الغالي نعمة الأمن والأمان وما ينعم به من رغد العيش في ظل حكومتنا الرشيدة وفقها الله.

*) الوكيل لكليات البنات

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved