Wednesday 5th October,200511060العددالاربعاء 2 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الثقافية"

للشعر في همه ووجدانه حضورٌ أثير..الشاعر د. محمد العيد الخطراوي (2-2)للشعر في همه ووجدانه حضورٌ أثير..الشاعر د. محمد العيد الخطراوي (2-2)
عبد الله الحميد

يقول شاعرنا الدكتور محمد الخطراوي في قصيدته التقليدية بعنوان (أنا في طيبة):


أنا في طيبة أتيه على الدهر
وأمشي على رؤوس الليالي
حاملاً مشعل الفخار أغني
بشموخ في موكب الآمال
هامتي في العلى تباهي الثريا
ويدي تستبيح دنيا المحال
عن يميني الشموس تمضي نشاوى
والبدور الوضاء حذو شمالي

ويقول منها:


أنا في طيبة، وزهوي مزيج
من طموح، ومحمل للأماني
أتملَّّى الآطام تفهق بالأوس،
وقلبي يضج بالعنفوان

ويقول أيضاً:


أنا في طيبة، وقلبي شوق
وحنين لطلعة المختار
والروابي متيم، ومشوق
والنخيل الرشيق ذوب انتظار
وهتاف الترحيب يعلو صداه
لعنان السماء في استبشار(15)

***
وفي قصيدة بعنوان (نقش على معصم الخنساء) يقول:


ألا تزال تقضي العمر في وله
موزعاً بين آلام وآمال
تظل تركض خلف الفجر مبتسماً
للحزن تنزف في أثواب رئبال
وسحر شعرك يذوي كل ما ارتطمت
أصداؤه الغر في أمواج أهوال
كأنك الوهم في الصحراء ترقصه
على الجفون غلالات من الآل

وهذه التقليدية للشاعر محمد الخطراوي ليست تقليدية جوفاء وإنما هي تقليد واعٍ يسبح الشاعر خلالها في آفاق الشعر وأصدائه فيقتنص من الذاكرة بعض الأصداء المنعكسة على ذائقته وتجلياته مما قرأ من إبداع الشعراء المؤثرين، ولكنه يشفع لشاعرنا هذا النفس المتصل برغم توتر المعاناة وتدفق الهواجس. ونحن نمضي في قراءة شعره نتساءل عن تفاصيله في خارطة الطقس؟ فيجيبنا بقصيدة منطقية تأملية عنوانها (شيء عن الطقس) تبعد عن المباشرة والتقليدية التقريرية.. يقول فيها:


وقفت حاسراً على مشارف الرمضاء..
وفي يدي خارطة للطقس
خطوطها خواطر مشوشة
أسئلة ملحة.. ليس لها جواب!
يقال: إن (الجدي) جائع
وإن أمه (العذراء)
شائلة كالعقرب السوداء!

يقال: إن البيت كله نوافذ مطلة على البحار
يستقبل التجار والقراصنة،
وبائعي الأشجار والمحار!
قرأت ألف ليلة وليلة..
قرأت جملة مكتوبة بظاهر الجدار
وصورة مرسومة على جبال النار!
مسحت أرض الخارطة
وجدت في خطوطها التواء!
وجدت أن الريح موسمية
تغطُّ في الجبال والبحار..
لتنشر السحاب..
فصائلاً عزلاء
مهجورة ليست بذات ماء!!
* وتكتظ هذه القصيدة بالتساؤلات التي لا يتركها الشاعر حائرة مفتوحة وإنما يختمها بالحقيقة التي وصل إليها بعقلانية بعد تأمل ليقول:
لكنني. والخيمة العجفاء
تزرعني هباء..
في رحم الفضاء..
علمت أنني خلقت من هباء!!
وعدت للهباء!
وأن شأن الماء والهواء
يختص بالأحياء!!
* وفي ديوانه الصادر عام 1418هـ - 1997م بعنوان (تأويل ما حدث) يفتتحه الشاعر محمد الخطراوي بمقدمة منطقية تحت عنوان (الإهداء) يقول فيها:
(إلى الذي حدث، والذي بعد لم يحدث عبرة لكل ذي عقل ألقى السمع، وعبرة لكل ذي قلب ألِف الدمع، وعرف الصدع والردع والجدع. وكل ما تنشده هذه العبرة أن تكون المهماز والمحراك لكل من فقد الحراك سادراً في أحلام غيه، لا يأبه، ولا يرى لنفسه في الكون مثيلاً. وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين) ولعل الشاعر حين كتب هذه المقدمة يعني بما حدث من احتلال العراق للكويت عام 1990م لأن عدداً من قصائد الديوان تتناول معاناة الغدر والظلم والخيانة، وانتكاسات الهوان منها قصيدة الافتتاحية بعنوان (رسالة عاجلة إلى بغداد)(16) يقول فيها:


بغداد: نعشك تستقر ضلوعه
حرج الهوى بهما وعاث المفسد
وعلى حواشيه المنى مصلوبة
تجثو على أعطافهن الأعبد
وتفر أحلامي ممزقة الخطى
يبكي بقاياها مساء أربد
ومشيعوك الأقربون دموعهم
مخضوبة رمدت عليها الرصد
ذكروك للأقصى، فكنت لهم شجى
أدمى العيون بدمعة لا تهجد

***
وتبلغ المعاناة ذروتها في دوائر الخيبة والفشل في الأمل الذي ارتدت نصاله إلى الصدور والظهور فيعبر عن تلك المشاعر بتساؤلات الحيرة والامتعاض بعنوان (المأتم والأسئلة) التي تعبر عن الهواجس التي انتابت المواطن العربي بعد مشكلة العراق والكويت:
من الكوة المهملة
أجيىء إليكم غباراً
يعمم هاماتكم بالسؤال
ويطرح بين يديكم حقائبه الباكية
ملطخة بعذاب البحار، وسهد المواني!
وذل السنين التي انتحرت فوقها خطواتي
معفرة بالفراغ وخزي الفشل
وددت لو أن المهاري تعود إلي
لأحمل زادي على كتفيها وأمضي
لمنتجعات الإباء بجبانة عربية
أنقب فيها عن اسمي
وأقرأ كل شواهدها الطاعمات التراب
المكبلة المثقلات بأسمائها الراحلة
لعلي ألقى مثاباً
أداري به خجلي من بني
وأحفادي القادمين بلا رغبة في الحياة!
لعل التوابيت تسعفني بالجواب
واكشف بعض الذي كان
بالأمس عند الجدود
من المجد والعزة الباذخة
أحقاً قضوا شرفاء
وعاشوا كراماً، وماتوا كراماً
وخاضوا المعارك من أجلنا
وأكفانهم من دماء!!
تَنِزُّ من الناصية
إلى أخمص القدمين
أم أن التوايخ يا إخوتي كاذبة؟!
ويقول مكتظاً بالمعاناة القاسية من هذا الوضع المأساوي:
أقبل فرسان عبس لداحس!!
فما أرخص الدم يسفح
لكنهم يجهلون!
فأين الأصيل المسوم من خيل بدر
وحطين؟
من أجلنا كانت المعركة؟
أضعنا الطريق إليها
وعدنا نبارك حرب البسوس!
***
وبعد المجموعات الشعرية السبع للشاعر د. محمد العيد الخطراوي تأتي المجموعة الشعرية الثامنة بعنوان (أسئلة الرحيل) افتتحها الشاعر بإهداء جميل يختلف عن كل الإهداءات النثرية للمجموعات الأخرى يقول فيه:
إلى الراحل أبي حيان التوحيدي!
والراحل: أبي الطيب المتنبي!!
والراحل: أبي!!
والتي قالت: إني راحلة:
أمي!!
* وافتتح قصيدته بعنوان (أسئلة الرحيل) بالبيت الشهير للشاعر (المتنبي):
إذا ترحلت عن قوم، وقد قدروا
أن لا تفارقهم، فالراحلون هُمُ
***
وأنشد قائلاً في تساؤلاته:
تساءلت يوم رحيلك
كيف يطير الفراش؟
وكيف يغيب القمر..؟
وكيف يجف الرحيق بقلب الزهر؟
وكيف تفارقه الروح. هذا الجسد؟
وظل السؤال بغير جواب!!
ولكنك اجتزت سور المحال..
رحلت، وغبت
ففارقني الوعي بالوقت
أسلمت ذاكرتي للرياح
قرأت عليك المعوذتين
وجملة أدعية صالحة،
ولذت بنفسي..
أهاجسها، وأحاورها حول معنى الكرامة،
والكبرياء!
فأقلقني الوجد
زلزلت النفس زلزالها
وراحت تحدث أخبارها!
وأرسلت خلفك عيني ترعى خطاك
وتحضن أنفاسك العاطرة.
***
- وتلي هذه القصيدة قصيدة تفعيلية أخرى بعنوان (الوقت ينقط ثيابي) كأنما هي منها أو امتداد لها حيث تستحوذ هواجس الحزن والرحيل عليهما مكتظتين بالتساؤلات الحارقة.. يقول في مطلعها:
وأستل من شرفة الوقت أمسية لونتها:
مواجع أغنية دامية
تداولها الراحلون بمركبة الموت،
ورنت بأحرفها الصدئات
بقايا ملوثة بدموع التماسيح
أين أزرعها؟
لتعود لها وقدة الأمس
معتمة بالظهيرة والأحرف اليانعة
أين؟ كيف..؟
والمرايا تمزق أزمنتي
وتصادر مني حتى السكوت!!
***
* ويسترسل الشاعر في هواجس الرحيل في معظم قصائد هذا الديوان النابضة بمعاناة الحزن والفراق وأشتات من البؤس والوجد والحنين والشجن.. حتى عناوين القصائد توحي بذلك:
أرجوحة الشجن، حرائق الأمس، أسئلة الرحيل، لهاث الأضرحة، البكاء على صدر أمي، الكتابة على جدار النهاية، بكائيات، المتنبي يحرق شعره، مقاطع من لحن حزن لم يتم، نواحٌ في ليلة صماء، صخب الصمت، وعميت أحلام السندباد.
فلسفة البكاء
في شعر الخطراوي:
لكل شاعر منطق ومنزع يستقطب شاعريته ويستحوذ على رؤاه وينعكس على بوجه الشعري، فيبرز في ملامح تجربته الشعرية.
ومن يقرأ ديوان الشاعر الدكتور محمد العيد الخطراوي يمتزج بأنات الحزن والرحيل والبكاء من أول ديوان له هو (غناء الجرح) الذي تكتظ قصائده بمعاناة اليأس والغياب والجراح والضياع والشوك والأحزان والوداع، إلى ديوانه الأخير الصادر بعنوان (أسئلة الرحيل) الذي أهداه إلى نماذج من الراحلين الذين لهم في وجدانه وهواجسه حضور لا يمكن أن ينسيه إياه الزمن، وافتتح قصيدة (أسئلة الرحيل) ببيت المتنبي الذي يقول:
إذا ترحلت عن قوم، وقد قدروا
أن لا تفارقهم فالراحلون هم
ثم احتضن في قصيدة (لهاث الأضرحة) أطياف أضرحة لراحلين يؤرقه فراقهم ويسائل قبورهم عنهم وليس من مجيب فيعود باكياً مجهشاً بالشعر:


وأضرحة بلا عدد
حواها في الهوى صدري
جديدات، وداثرة
تدون بالأسى عمري
وقفت على مداخلها
كئيباً.. شارد الفكر
أعاني من مخاوفها
وألعق من دم الذُّعر
وأبحث في شواهدها
لعلي واجد قبري
فما بالتْ بأسئلتي
ولا عبأت بما يجري

إلى أن يقول بتقريرية مكتظة بالأسى:


فأضحك من تجاهلها
وأبكي سالف الدهر

وفي قصيدة أخرى بعنوان (البكاء على صدر أمي) يجهش بالبكاء وكأنه يحمل هموم الدنيا على رأسه إذ يقول:


أماه: أنهكني الدوار فكفكفي
دمعي، وبثي الدفء في أنحائي
وبداخلي اضطرم الشتاء عواصفاً
سوداً وألقى الرعب في أرجائي
كل الشتاءات اللواتي غادرت
قد أقسمت أن لا يريم شتائي
ثكلى نداءاتي عليك فما أرى
كفا تمد، ولا صدى لندائي
مدي يديك إليَّ إني متعب
عبثت به الأمواج في الظلماء

وفي قصيدته بعنوان (الكتابة على جدار النهاية) يعتمر الحزن، ويخاطب الحبيبة قائلاً:
وكنت إذا ما اكفهرت بعيني الحياة
وحاصرني اليأس..
أدمت خطاي الدروب
لجأت إليك
فأبصرت دربي!
وأحسست كفك تأسو خطاي
وتمنح يأسي برد الرجاء!
ويمضي بي الحلم!!
وكأنما هو يخاطب أطياف (المدينة) الحبيبة إذ يقول في هذه القصيدة مواصلاً بكاءه:
وكنت إذا الأرض ضاقت عليَّ بما رحبتواستبد بي الخوف
أوصد كل المحبين أبوابهم دوني..
لجأت إليك
فوسعت لي في المكان
وأغريتني بالمضائق
قدمت لي ساعديك سفائن..
تنقذني من شباك الأرق
وألمح بسمتك الحانية
تطمئنني بأن رصيدي لديك من الحب
ما زال حياً
ومنتعشاً، دائم النبض رغم الغسق
فأنسى!
ويمضي بي الحلم!!
***
وفي موقف آخر أمام بوابة من بوابات الرحيل، و مرفأ من مرافئه يأخذ البكاء بعداً آخر صريحاً هذه المرة لفظاً ومعنى وتضميناً لبيت أبي العلاء المعري.. كأنما يستشف من رؤاه هواجس الحزن وإيماءات الرحيل وتأملات الحياة الفانية إذ يقول:


من لا خوف جئنا
وللخوف نمضي
وهذي المقابر تملأ أروقة الأرض!!
(صاح: هذي قبورنا تملأ الرحب
فأين القبور من عهد عاد؟)

ويواصل بعد هذا (المدخل) بكائياته الأربع كما رقمها فيقول في البكائية الأولى:
وبين يدي تموتين دون وداع
كأصداء أغنية غاربة!
هكذا تؤثرين الهروب
تموتينَ قبل الأوان
وقد كنت أوثر موتي قبلك
فأين الغراب
يعلمني كيف أنبش قبري؟
فقد أثقلت جثتي كتفي
ملني الحزن
أنكرت نفسي
وأنكرت ضوء المصابيح
ضقت من الصحو والنوم
ومشهد موتك يخنقني
ويحاصرني
فأحاول أهرب - مثلك - منك
وابكي، وأبكي
ولكن رجلي تبرأ مني!
وتأبى دموعي البكاء
ويختنق الصوت!
ويختم بكائياته الأربع بقوله المسكون بالأمل الأثير:
ويسلمني الليل لليل
والشوق ما زال في داخلي
أملاً صاخباً
يزاولني فكرة
ويشرعني وجهة
ترفض الخوف والدمع
تؤمن أن الممات طريق الحياة(17)
***
وفي فلسفة مفعمة بالبكاء ينسج الشاعر الدكتور محمد العيد الخطراوي بعداً آخر للبكاء يتمثل في إحراق الشاعر لشعره محتجاً على ضآلة اهتمام المجتمع بالشاعر، ويفتتح قصيدته (المتنبي يحرق شعره) ببيت المتنبي:
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً
وحسب المنايا أن يكنَّ أمانيا
ويعبر عن حالة (المتنبي) وهو يبكي الوضع المتردي فيقول:
بكى نفسه المتنبي!
ويبكي علينا
ويعقد مؤتمراً للبكاء
يتحدث فيه المسيمون أنعامهم
في حقول الكرامة..
والمضرمون المواعيد في صدور المواليد
والمطلقون أيديهم حيث شاؤوا
وخصيانُ (كافور) و(الري)
يخطب أقزام (ضبة) والأدعياء
وكل شريد
وتنسل من زحمة الحزن ضحكة
مهرولة نحو بر السكون المدجن بالخوف
والموعظة
فتوشك أن تستقر بداخلنا أغنيات الفرح
ولكن أطرافها تتآكل
يلهو بها العقم
تسقط قبل ملامسة العدوة الثانية
وتؤول إلى فكرة خاملة!!
***
وتشتعل المعاناة بالإحباط والبؤس فيعبر الشاعر عن بكائه بالإحساس بالموت إذ يقول في قصيدة بعنوان (في حضرة الموت)(18):
أحس أنني أموت - يا حبيبتي - أموت
كالزَّهر المرجَّم الموقوت!
كورق الخريف حين تذبل الأشجار
كاللحن في دوامة الرياح
كالنجم في الصباح
أحس أنني أنهارْ
مستسلماً لصولة التيار!!
***
أما ديوانه (تأويل ما حدث) فقد تراكمت القصائد الحزينة التي تهرب من البكاء إلى البكاء كما تعبر عنه عناوين القصائد (بكائية على حدود الموت)، (المأتم والأسئلة)، (أرصفة السفن الراحلة)، (الموت ليس واحداً)، (عناقيد الغياب) وكأن شاعرنا مسكون بالألم والمعاناة الحارقة التي لا تفارقه أبداً وتستحوذ على هواجسه وذاكرته.
هوامش:
(1) الأربعاء الأسبوعي - جريدة المدينة 19-1-1409هـ.
(2) ديوان غناء الجرح ص 22، 23.
(3) المرجع السابق ص 5.
(4) الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر نزار قباني. ط.
(5) ديوان همسات في أذن الليل إصدار عن نادي المدينة الأدبي للشاعر.
(6) ملحق الأربعاء الأسبوعي 19 محرم عام 1409هـ.
(7) مجلة الحرس الوطني - جمادى الأولى 1415هـ ص 106 - 107 مقال للأستاذ محمد بن سعد بن حسين.
(8) المرجع السابق ص 11.
(9) المرجع السابق.
(10) آية 24 من سورة (المطففين).
(11) آية 76 من سورة (الأنعام).
(12) المرجع السابق المجلة ص 110.
(13) ديوان (أمرك يا رب) للشاعر عمر أبو ريشة ص 23.
(14) المرجع السابق 37، 38، 43.
(15) ديوان تفاصيل في خارطة الطقس ص 7، 10، 12، 13.
(16) ديوان (تأويل ما حدث) تاريخ القصيدة صفر عام 1411هـ.
(17) ص 75 من ديوان (أسئلة الرحيل) تاريخ القصيدة صفر 1418هـ.
(18) ص 189 من ديوان (حروف من دفتر الأشواق).

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved