Friday 7th October,200512062العددالجمعة 4 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

الجامعة ومؤسسات الإنتاجالجامعة ومؤسسات الإنتاج
د. خليل إبراهيم السعادات/ كلية التربية - جامعة الملك سعود

تناولت دراسة موضوع الجامعات ومؤسسات الإنتاج من عدة جوانب، فعمليات الإنتاج أصبحت تعتمد على المعلومات والمعرفة وأن نقل التكنولوجيا أساس للتنمية الصناعية وزيادة الإنتاج وتحسين الخدمات، كما هو ضروري لحماية البيئة من خلال ما يعرف بالتكنولوجيا النظيفة واستخدام إجراءات فنية معينة من شأنها أن تقلل أو تمنع التلوث الناتج في مراحل الإنتاج المختلفة.. فالتعليم وثيق الصلة بالأمن القومي وهو وسيلة المجتمع لتأكيد الهوية الثقافية والخصوصية الحضارية للأمة، وهذا يعني أن التعليم له دور في تحقيق الاستقلالية والاعتماد على الذات. والتعليم الذي يحقق ذلك لا يستورد بل ينتج داخلياً. والتكنولوجيا المستوردة لا تصنع تقدماً ولا تحقق تنمية حقيقية وقد تنجح التكنولوجيا المستوردة في إنشاء صناعة إلا أنها لا تخلق تصنيعاً. إن وظيفة الجامعة ثلاثية الأبعاد تشمل التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع ومجال نشاطها هو المعرفة فهي تتعامل تدريساً فتنشرها على الطلاب وبحثاً فتثريها بنتائج الباحثين وإبداعات المبتكرين وتوظيفاً فتسخرها لخدمة المجتمع وتطوير مؤسساته. الموارد الحكومية لم تعد تكفي لتمويل الجامعات ومراكز البحث العلمي نظراً لزيادة الطلب الاجتماعي على تلك المؤسسات وارتفاع كلفتها ولابد من البحث عن مصادر تمويل بديلة أو موازية. فمعظم جامعات العالم الثالث تعاني من التوسع الكمي ونقص التمويل وعدم تكافؤ الفرص وضعف الكفاءة والكفاية والجودة النوعية فضلاً عن تقوقعها الأكاديمي وإصرارها على إعادة اكتشاف العجلة في أنشطتها البحثية. تضيف الدراسة أن الصناعات الناهجة لها صلة وثيقة بمدى تقدم البحث العلمي والتطوير التكنولوجي وقد نشأ البحث في أحضان العلم وكان دافعه تفسير الظواهر العلمية ونشأت التكنولوجيا في أحضان الصناعة وكان هدفها تحسين التطبيق.
وقد كان البحث العلمي في بدايته مستقلاً استقلالاً تاماً عن التطبيق حيث كان العلماء يبحثون في قوانين الطبيعة مدفوعين بالفضول العلمي. ومع بداية النصف الثاني من القرن العشرين زاد التلاحم بين البحث العلمي والتكنولوجيا وزادت درجة توظيف البحث في حل مشكلات البيئة وخدمة أغراض التنمية وأصبح له غرض تنموي. وفي المقابل كان على الصناعة أن تتحرك لتطوير تطبيقاتها عن طرق استثمار نتائج البحث العلمي.
إن التكنولوجيا تكون أكثر فعالية كلما استندت إلى أساس بحثي وإذا غاب عنها البحث تحولت إلى ممارسة رتيبة وانعكس ذلك على جودة المنتج ومن هنا تبدو أهمية البيئة الأكاديمية باعتبارها خاضعة للبحث العلمي وتنمية للابتكار فيستطيع الأكاديميون جمع المعلومات وتحليلها واختبار الفروض وإجراء التجارب وتقويم الأداء من أجل اكتشاف الفرص الجديدة لمجال البحوث وتطبيقاتها، والعلاقة بين الجامعة باعتبارها مراكز البحث والتطوير وبين الصناعة باعتبارها مراكز التطبيق والإنتاج علاقة عضوية وتبادلية وضرورية لتقدم الطرفين. وإذا كانت بعض الشركات أدركت أهمية العلاقة بين البحث العلمي والتكنولوجيا فعمدت إلى إنشاء مراكز للعلوم لتصميم ونتاج البحوث إلا أنه لا يمكن أن تتوقع لكل الشركات خاصة في الدول النامية أن تكون لديها القدرة المالية والخبرة الفنية اللازمة لتصميم وإنتاج البحوث. وعلى الله الاتكال.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved