Tuesday 11th October,200512066العددالثلاثاء 8 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "شهر الغفران"

التسابق للخير عبر بوابة إفطار صائمالتسابق للخير عبر بوابة إفطار صائم
الشيخ المقرن لـ( الجزيرة ): تفطير الصائمين صورة مشرفة ولمسة وفاء للعمل الخيري والتقرب إلى الله

* الرياض - محمد الفيصل:
مع دخول شهر رمضان المبارك يزداد البذل والعطاء في الأعمال الصالحة وتقديم الصدقات، حيث تظهر خلال هذا الشهر الفضيل إقامة وتنظيم مخيمات إفطار صائم التي عادة تنتشر بالقرب من المساجد وفي الساحات الواقعة في الأحياء وبجوار الشوارع الرئيسية.. ويبادر المواطنون وأهل الخير الى تجهيز هذه الأماكن وتوفير وجبات الإفطار لتفطير الصائمين كسباً للأجر والمثوبة من عند الله.
الجزيرة زارت أحد مواقع إفطار صائم المقام بجوار جامع محمد بن سلطان بحي الصحافة وشاهدت عن كثب التسابق من أهل الخير في تقديم الإفطار للصائمين.
بداية التقينا فضيلة الشيخ يوسف المقرن القاضي بمحكمة الرياض وخطيب جامع محمد بن سلطان حيث اعتبر ان شهر رمضان فرصة مباركة للذي يريد أن يستثمر وقته وجهده وماله في طاعة الله سبحانه وتعالى. وهذا الشهر يمثل دورة مكثفة لكمية هائلة من أعمال الخير وأعمال البر التي تقرب العبد من الله سبحانه وتعالى وعلى رأس ذلك الحفاظ على الفرائض وصيام هذه الأيام المباركة وتفطير الصوام الذي يحرص عليه المسلمون في شهر رمضان وذلك لما فيه من الأجر الجزيل الذي ذكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من فطَّر صائماً كان له مثل أجره).. ومن ذلك ما يذكر عن تلك المرأة في أحد الأحياء عندما أبت أن يأتي جيران المسجد بالأكل من أحد المطاعم القريبة من المسجد ولكن اشتركت هي ومجموعة من النساء في تحضير طعام الإفطار للصائمين. وأشار إلى أن وجود متبرعين من أهل الخير يقدمون الوجبات الجاهزة محتسبين تقديم طعام الإفطار الجوال وهو ما يقدم لعامة الناس في الشوارع وعند إشارات المرور وذلك لضيق وقت الإفطار، لأنه إذا حان وقت الفطور والشخص بعيد عن بيته فيجد هذه الوجبات تقدم له وهو في سيارته.
وقد توجهنا إليه بالسؤال عن مسألة تفطير الصائم هل تكون بتقديم وجبة أو تناول تمرات بسيطة والعلماء قد اختلفوا في ذلك على قولين منهم من يقول ان تفطير الصائم المراد به إشباع الصائم وليس بتقديم تمرة أو شربة ماء له ولكن إشباعه حتى لا يرغب في الطعام. بينما القول الثاني ان المراد بتفطير الصائم هو تفطيره بأي شيء كان حتى بالقليل وحتى لو لم يشبعه.
والصحيح والله أعلم أن من فطر الصائم حتى يشبع ويكتفى بهذا الإفطار فلاشك أنه يدخل في حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - (من فطَّر صائماً كان له مثل أجره) والقول الأول فيه حجب لفضل الله - جل وعلا - وتقليل من كرم الله والعلم عند الله أن في كلاهما أجرا.
وهل لو تعاطى طعام الإفطار المقتدر الذي لا يحتاج إلى هذا الإفطار فهل يشمله الأجر؟
ينبغي على المسلم إذا كان يرغب في أن يقدم من ماله لتفطير الصوام أو غيرهم فلا ينبغي عليه أن يحجر واسعاً في مسألة من يستحق الإفطار ومن لا يستحق فالله سبحانه قال في محكم التنزيل { وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ } فجاء اللفظ في الآية بمطلق السائل كل من سأل مالاً أو غيره فانك لا تنهره فإن أعطيته وإلا تدعه فلو كان غنياً واراد أن يأكل طعام الإفطار فلا ينبغي لأحد أن يمنعه. لكن هناك بعض المساجد تعلن عن أعداد الأشخاص الذين تم إفطارهم من باب التفاخر والتميز فما حكم ذلك؟
إذا كان ذلك من باب التحديث بنعمة الله سبحانه وتعالى عليهم وليعلم الناس الأشخاص الذين تم تفطيرهم ولحساب الميزانية بشكل دقيق فهذا لا شيء فيه، أما ان كان المراد من هذا الإحصاء هو لمجرد التفاخر فهذا لا يليق بل يكاد يحبط العمل والأجر. كما ينبغي على المساجد ألا يكثروا من تنويع وجبات تفطير الصائم بل الاختصار على ما يحتاجه الناس وبما يغلب حتى ان بعض العمالة أصبحوا يتناقلون الأخبار فيما بينهم أن المسجد الفلاني يقدم أنواعا معينة والمسجد الآخر يقدم أنواعا أطيب فأصبح العامل يبحث عن التميز فيأخذ حاجته ويرمي الباقي في سلة المهملات وهذه مشكلة، ولذلك يجب على القائمين على حملات التفطير ان يقتصروا على أنواع معينة من الإفطار. وقد ختم حديثه بضرورة ان يكون القصد من تفطير الصائم هو وجه الله جل وعلا وأن يبذل القائمون على حملات تفطير الصائمين جل جهدهم.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved