Wednesday 19th October,200512077العددالاربعاء 16 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "متابعة "

في اثنينية عثمان الصالح.. تكريم خالد المالك بمناسبة إصدار كتاب (حبيب الشعب)في اثنينية عثمان الصالح.. تكريم خالد المالك بمناسبة إصدار كتاب (حبيب الشعب)
700 صفحة موثقة و300 صورة أغلبها صور نادرة تغطي حياة الملك فهد رحمه الله

  * كتب - فهد الغريري:
عندما تذوب الفوارق بين الكتاب والمؤسسة الناشرة والكاتب.. هذا أقل ما يمكن أن توصف به الأمسية التي شهدتها اثنينية عثمان الصالح يوم الاثنين الماضي، فعلى الرغم من أنه تم اختيار خالد المالك ضيفا للأمسية للاحتفاء بإصدار كتاب (حبيب الشعب)، إلا أن التكريم اتسع ليشمل صحيفة الجزيرة ومؤسستها ورئيس تحريرها في احتفالية صادقة مترعة بالوطنية شاكرة ومقدرة لمؤسسة الجزيرة ورئيس تحرير الجزيرة ما قدماه من وقفة وفاء لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - بإصدار هذا الكتاب الذي وثّق لحياة قائد كان وسيظل علامة بارزة في تاريخ الوطن والأمة والعالم.
ستجدون في كلمات هذه الأمسية الكثير من الوفاء والصدق والوطنية شارك فيها الحضور وحتى الذين لم يحضروا.. فإلى التفاصيل:
*******
مؤسسة عثمان الصالح الخيرية للثقافة وأعمال الخير كانت قد استضافت مساء أمس الأول في بدء موسم اثنينيتها لهذا العام رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد المالك بمناسبة صدور كتاب (حبيب الشعب) عن مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر، وذلك تقديراً للإنجاز الوثائقي الشامل الذي أصدرته مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر، والذي يتحدث عن مسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - منذ تسلمه مقاليد الحكم إلى أن وافاه الأجل المحتوم، وما تحقق في عهده من نهضة تنموية شاملة.
حضر الأمسية التي أدارها الإعلامي المعروف الأستاذ بدر أحمد كريم، وأقيمت في منزل الشيخ عثمان الصالح عدد من المثقفين وأعضاء السلك الدبلوماسي ووجوه المجتمع.
وشهدت الأمسية إلقاء عدد من الكلمات قبل أن يبدأ الحضور في طرح أسئلتهم وأخذ فرصهم في المداخلات.
كتاب توثيقي موسوعي
بدأ اللواء الدكتور عبدالإله بن عثمان الصالح كأول المتحدثين بقوله: في هذه الليلة المباركة بإذن الله نجتمع على بساط إخوة في الله ومحبة الوطن ومودة عثمان الصالح في منزله المبارك، ونتشرف جميعاً باسم سيدي الوالد وباسم مؤسسة عثمان الصالح الخيرية للثقافة أن نرحب بكم إخوة أحبة وأصدقاء في مكانكم ودارتكم ونرحب بضيف الاثنينية شخصياً وبما يمثله من صحافة هذه البلاد المباركة ونرحب بمديرها الصحفي المخضرم بدر كريم.. إن المؤسسة تتبنى ما تقوم به أسرة الاثنينية وتحرص عليه لما فيه من طرق وتناول حكيم ورائد وجاد لمواضيع وأحداث ورجال تهم وطننا والمثقفين فيه.
إن محور الاثنينية الليلة كتاب وكتاب توثيقي موسوعي شامل عن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، رجل أحب وطنه وشعبه فأحبه وطنه وشعبه، كتاب يلم بالأحداث والرجال على مدى يزيد عن ثمانية عقود من الزمن في إطار الأمة والوطن. وكلنا نتطلع إلى ما سوف يحدثنا به فارس الاثنينية أخونا وأستاذنا الأخ خالد بن حمد المالك عن الكتاب وما وراء الكتاب وظروف إنجازه.. ولكن وبهذه المناسبة وطبيعتها وطبيعة موضوعها وضيفها ومديرها أحدثكم عن ما نراه نحن في مؤسسة عثمان الصالح للثقافة حول أهمية بل وضرورة التوثيق التاريخي والأرشفة الدقيقة لأحداث الوطن وجميع تفاصيله، لأنها الأساس الذي يعتمده ويتكئ عليه الدارسون والمؤرخون للبحث والتحليل الموضوعي الذي نرى من خلاله أنفسنا أمة وبلاداً، ونبلور من خلاله فهماً حقيقاً لماضينا واستشرافاً لمستقبلنا ومستقبل أبنائنا، من هنا تتضح أهمية إبراز هذا الكتاب والروح خلف إنجازه والرؤية التي قادته لإصداره. إننا نرجو أن يكون هذا المشروع شعلة لمشروع توثيق وأرشفة متخصصة وتحليلاً دقيقاً لعهد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله. عهد زاهر حيوي عاشت فيه هذه البلاد تحولات كبيرة في كل الحقول ليس أولها المشهد الثقافي والتلعيمي والاجتماعي.. والملك فهد رحمه الله لم يكن منظراً بقدر ما كان فاعلاً حيث توالت مئات المراسيم الملكية وآلاف القرارات والتوجيهات والأوامر والتعليمات والتحديات وتكونت عشرات المؤسسات لتخط تاريخاً وترسم حالاً وتنسج مع الأحداث الجسام وخيوط مشرقة من أعمال وفكر ونتاج مجتمعنا بجميع أطيافه وأنساقه، نسيجاً نتفيأ ظله اليوم ويلتحفه مجتمعنا. إننا بهذه المناسبة لندعو لإنشاء وعرض أرشيف خاص بالعاهل الراحل يحوي بكل دقة جميع ما يمكن كشفه من الوثائق الخاصة بعهده وبه شخصياً رحمه الله من وسائل منه وإليه رحمه الله، وما لا يؤثر كشفه على الأمن الوطني في إطار أنظمة ولوائح الأرشفة الوطنية ليكون في متناول الدارسين المتخصصين من المؤرخين وعلماء الاجتماع، ومحبي هذه البلاد وعاهلها الراحل رحمه الله. وحبذا لو قام بذلك مؤسسات أهلية وعلمية وخيرية بمساندة القطاع الخاص الذي نهض في عهده رحمه الله نهضة مثيرة وعظيمة ومؤازرة الدولة أعزها الله.
وهنا أمر آخر نكرمه الليلة ونحتفل به ونشجعه وهو قيام مؤسسة الجزيرة الصحفية تلك المؤسسة العريقة بقيادة رجالها العقلاء ومحرريها النابهين وعلى رأسهم فارس هذه الاثنينية بتوظيف اليوم المستهلك من الأخبار والمقالات والاستطلاعات والصور، الذي هو طبيعة نتاج الصحف اليومية، ذلك التوظيف التوثيقي المفيد ليضع المعلومة في إطارها التاريخي العام ويعطيها صفة الديمومة والبقاء في نسق تاريخي يرجو التكامل.. إن ما اتجهت إليه مؤسسة الجزيرة ليفتح آفاقاً واسعة لاستثمار الكم الهائل من المعلومات التي تطالعنا بها صحفنا اليومية من أخبار وتحاليل تصور الأحوال اليومية (خبراً وحدثاً ومقالة واستطلاعاً) استثمار يحيل سيولة الأخبار اليومية إلى ثبات علمي في إطار التاريخ ويزيل عجاج الأيام لنرى جوهرها وما حملت من أحداث لتكون في متناول دراسي الأمس من عقول اليوم ومستشرفي المستقبل.
غير راغب الإطالة أيها الأحبة أتركمم مع هذين الأمرين المقترح الذي نطرحه ومع فارس الاثنينية الأستاذ خالد المالك ومديرها أستاذنا الفاضل الأستاذ بدر كريم رافعاً أكف الدعاء مهللاً للعلي القدير الرحمن الرحيم لسيدي الوالد ولأصدقائه وأحبائه أنتم أيها الحضور الكريم بالقبول والسداد والصحة والعافية.. والحمد لله رب العالمين.
(السدحان والفلسفة المالكية)
ثم ألقيت كلمة معالي الأستاذ عبدالرحمن السدحان نيابة عنه لوجوده خارج الرياض وجاء فيها:
* والدنا الغالي الشيخ عثمان الصالح، صانه الله من كل سوء، وحفظه لآله والمحبين له.
* أيها الإخوة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم ومن تحبون بألف خير.. وبعد:
***
* فعسير عليَّ ألا أكون بينكم في هذه الأمسية الرمضانية الرائعة التي تشهدون فيها وقائع تكريم علم جميل من أعلام مشهدنا الصحفي والثقافي، هو الأخ العزيز الأستاذ خالد بن حمد المالك، رُبَّان صحيفة (الجزيرة) الماهر، وسأتذكَّركم الآن بكل الحب وأنا مشغول بجلسة مجلس الوزراء هذا المساء!.
***
* أما بعد، فلا أذكر تحديداً لحظة لقائي الأول بفارس الصحافة السعودية، الصديق الأستاذ خالد المالك، لكنني شرُفتُ بمعرفته عبر مساحة من الزمن تنوف على ثلاثة عقود تقريباً، منذ أن كان رئيساً لتحرير (الجزيرة)، قبل أن يهجرها مختاراً فترة من الزمن، ثم يعود إلى سُدّتها كرة أخرى ممتطياً حصان (الإنقاذ) لها من (غرابيل) الزمن، ويدخل حصنها (دخول الفاتحين) ليعيد لها (أندلسها) الغابر!.
إن الصديق أبا بشار، بعيداً عن (فسيفساء) اللفظ، مدرسة صحفية تستحق أن يؤرخ لها المؤرخون، وقد يكون هناك من هو أكرم مني باعاً وأكثر التصاقاً به ليضيف في هذا الصواب ما ينير لنا الدرب في (دهاليز) شخصيته، ويرسم لنا معالم (الفلسفة المالكية) التي قاد بها هذه السفينة العملاقة من موانئ الشك والغرق.. إلى مياه الحق والطُّمأنينة واليقين، بلا ضجّة ولا ضجيج!.
***
* وختاماً، بودِّي أن أقول المزيد لولا الخشية أن أُثقل على أسماعكم، وأنهي هذه السطور بالشكر والتقدير لـ(ناخوذة) (الاثنينية) الصالحية الأخ العزيز بندر بن عثمان الصالح، لتكريمي بمشاركتكم عن بعد عطر هذا المساء، والله يحفظ الجميع من كل سوء.
هكذا يتميز رجال الصحافة
تلته كلمة من الدكتورة بنت ماجد بن خثيلة ألقيت نيابة عنها وفيها: بهذا يتميز رجال الصحافة بسرعة التقاط الصورة وجودة أداء الكلمة وحسن اختيار المجالس ومع أنهم يطاردون السلطات كلها لا فرق بين أن يكونوا وراءها أو إلى جانبها وأحياناً يسبقونها لا فرق بينهم وبين السلطة لأنهم في عصرنا هذا الذي تتوسطه السلطات هم السلطة الرابعة في كل مكان. والثانية بيننا.
ليس بكافٍ أن تكون يا أبا بشار صاحب سلطة فلقد كان الإبداع عنوان سلطتك وحسن الاستهلاك مثنى لغتك، وكان إبداعك منارة في حب الوطن وشعلة مضيئة في الولاء والانتماء وتمكنت من صياغة القيم الصحفية بكل صدق وشفافية وذلك في صورة (حبيب الشعب) ودفعه إلى المطبعة ليخلد في ذاكرة الناس وأفئدتهم. وها أنت تزيد الإبداع إبداعاً فتلتقط بفراسة صحفي ملهم لحبات عقد إعلامي لتلتقي هذا المساء المبارك لتتلألأ اثنينية أستاذ الجليل عثمان الصالح يحفظه الله وابنه البار بندر وفقه الله.
ومن بيت الله الحرام بمكة المكرمة أدعو الله ذا الجلال والإكرام أن يحفظكم جميعاً وأن يملأ قلوبكم نوراً وحكمة ويحفظ عليكم نعمته ويصلح بكم أمته، ويوفقكم لكل ما فيه خير هذه الأمة وأهلها وأن يجعل مجالسنا مجالس علم وخير.. هذا وجزاكم عنا خير الجزاء.
الجزيرة وصناعة النجاح
ثم كلمة من سهم الدعجاني وفيها: قد يبدو للبعض أنه من السهل ممارسة النجاح فترة من الزمن، ولكن من الصعب جداً أن يصبح هذا النجاح سلوكاً للإنسان في مراحل حياته المختلفة والأصعب من ذلك كله أن يملك الإنسان منهجية لصناعة النجاح، عند تعامله مع الآخرين بل ويتميز بقدرته على إعادة صناعة النجاح.
هذا ما دار في خلدي علمت بهذه الاحتفائية المميزة من مؤسسة عثمان الصالح الخيرية بإصدار صحيفة الجزيرة الفريد عبر سلسلتها القيمة الكتاب الذهبي (حبيب الشعب)، وقد قيل الكثير عن هذا الإصدار الوطني الذي يرصد لأجيالنا القادمة بعض ملامح حياة الفقيد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، هذا القائد الفقيد الذي يستحق الكثير والكثير من أبناء هذا الوطن ومؤسسته، وهنيئاً للجزيرة على هذا السبق الوطني تجاه خادم الحرمين الشريفين.
لن أتحدث عن قيمة هذا الإصدار الوطنية ولا عن قيمته الفكرية ولن أسهب - أيضاً - في تعداد ميزات هذا الإصدار على كافة الأصعدة فقد قرأتم - بلا شك - وسمعتم عنها الكثير، لكنني سأتحدث عن هذا الرجل الوطني الذي استطاع أن يقفز بصحيفة الجزيرة بعد عودته إليها ليمارس بحق إعادة صناعة النجاح، فنحن أمام نموذج وطني رائع للنجاح وهذه محاولة من اثنينية الوالد الشيخ عثمان الصالح في نمذجة النجاحات الوطنية كعادتها، فهاهو أخي المبدع أمين مؤسسة عثمان الصالح الخيرية الأستاذ بندر بن عثمان الصالح يختار هذه الشخصية الفاعلة في المشهد الصحفي السعودي لعلها تكون نبراساً للوطن، لذا دعوني أرصد بعض ملامح صناعة النجاح لدى خالد المالك.
* مجلة (العالم الرقمي) و(مجلة الجزيرة) و(مجلة الثقافية) كلها إصدارات تتناغم مع حاجة السوق الصحفية بالمملكة وقد وفق إلى حد كبير وضع الرجل المناسب في المكان المناسب عند تعيين مديري التحرير لهذه الإصدارات.
* حرصه على الحضور من خلال هذه الإصدارات بالمشاركة بقلم رئيس التحرير مما يجعل خالد المالك متميزاً في القرب المهني والسلوكي من هذه الإصدارات والقائمين عليها.
* وقفت أكثر من مرة على إشادة بقلم رئيس التحرير بشكل علني على رؤوس الأشهاد في حق القائمين على هذه الإصدارات المتميزة.
* الحضور الشامل للجزيرة على مختلف المستويات يقف - في نظري - خلف العديد من نجاحاتها المتعددة.
* ترحيب الأستاذ خالد المالك بكل فكرة وطنية تخدم أي شريحة من شرائح المجتمع وقد وقفت على بعض المواقف في هذا السياق مما رشح الجزيرة أن تكون محطة لنبض الشارع السعودي.
هذه تفصيلات دقيقة في خارطة نجاح هذا الرجل الوطني من خلال وقفات سريعة على بعض زوايا مسيرة الأستاذ خالد المالك، وهي ليست من باب الثناء الأجوف بل هي في نظري مهمة لرسم المعمار، النجاح الإنساني، وهي إرهاصات لكل نجاح تحوزه الجزيرة حاضراً أو مستقبلاً.
كتاب يتمحور في كلمتين
وبعد ذلك أعطيت الكلمة لمدير الأمسية الأستاذ بدر أحمد كريم حيث وجه إلى الحضور كلمة جاء فيها: بسم الله فالق الحب والنوى، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على من بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين النبي الأمي العربي، محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
ثم باسم الوالد وما ولد، والشيخ وما زرع وحصد، باسم هذه المؤسسة العملاقة، وصاحبها الشيخ الفاضل عثمان الصالح، أرحب بكم جميعاً في ليلة هي خير من ألف شهر، وفي أمسية يتمحور فيها اللقاء حول كلمتين: الحبيب، والشعب.
ومن تحصيل الحاصل القول: إن الحب سلوك موفق تصنع به ومنه الأشياء، وإن الحبيب هو صانع الأشياء: القيّم، والمبادئ، والمثل، الأخلاق، وما يماثلها من سلوكيات اجتماعية مطلوبة، ومرغوبة. وتأسيساً على هذا يمكن القول: ليس الحب بأثواب تزين المرء فحسب، إنما الحب حب الروح، والعلم، والأدب، الذي قيل عنه: حلي في الغنى، وكنز عند الحاجة، وعون على المروءة، وصاحب في المجلس، ومؤنس الوحدة، تعمر به القلوب الواهية، وتحيا به الألباب الميتة، وتنفذ به الأبصار الكليلة، ويدرك به الطالبون ما يحاولون.
أما الشعب الذي يتمحور حوله الحديث في هذه الليلة، فكفاه أنه اجتنب ما يكره. شعب يشار إليه بفصيلته وبفضيلته معاً. يحيا بساق وعضد، ويعيش بقلب وأدب، طاهر النبت، تأدب بالأدب، وصلح بصلاحه الأهل والولد. شعب غذاه عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله، ونمّاه، وطور مؤسساته المدنية الاجتماعية فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، ومن قبله: سعود، وفيصل، وخالد، وها نحن نتذكر فهداً في هذه الليلة، ونتذكر معه منجزات تبقى زمنا طويلاً، يضيف إليها عبدالله بن عبدالعزيز نخلا باسقاً هو متعة للناظرين.
لا أريد أن أطيل، واسمحوا لي أن أقدم لكم المتحدث الرئيس في هذه الأمسية: خالد بن حمد المالك، وأقول اسمه مجرداً من أية ألقاب، فهو علم، والعلم - عادة - لا يعرف، ولكن لا بأس من بعض كلمات.
كلمة المالك
وبعد ذلك ألقى ضيف الأمسية خالد المالك كلمة قال فيها: بداية أود أن أتوجه بالتحية إلى شيخنا الجليل عثمان الصالح، الذي دعاني باسمه ابنه الأستاذ بندر عثمان الصالح إلى هذا اللقاء، وأسأل الله له الشفاء العاجل، وأن يختم حياته بالصالحات من أعماله.
وأشكر هذا الجمع الطيب، إذ تحضرون - أيها الأحبة - تشاركون وتؤازرون وتشجعون على إقامة مثل هذه الأمسيات، بما يساهم ويساعد في إثراء الساحة الثقافية في بلادنا بما هو رائع وجميل.
أشكر الزميل الإعلامي المبدع الأستاذ بدر أحمد كريم على تفضله بتقديمه إياي لكم، وهو موقف أعتز به من إعلامي مخضرم، اعتزازي بتكرمكم بالمشاركة في إحياء هذه الليلة من ليالي رمضان، بما أتمنى أن تكون نتائجها وما ستسفر عنه بمستوى الأمل الكبير والرجاء الذي نتطلع إليه.
أما بعد:
فقد جئت إلى هنا، أبحث عن المعرفة، أستزيد من المعارف، أفتش عن حقي في مخزون ثقافي مما تحتفظ به عقولكم، في حوار يعترف محدثكم بالجميل لحضوركم، ومشاركتكم فيه، فلا تبخلوا عليّ بما يفيدني شخصياً ويعزز من توجه الزملاء في صحيفة (الجزيرة) نحو مزيد من الإصدارات الإعلامية التي تضيف إلى المكتبة ما قد تكون في حاجة إليه.
فليس هناك أرقى من مثل هذه اللقاءات يشد بها أزر المتحمسين لخدمة الثقافة في مختلف مجالاتها وميادينها، بسؤال من هذا ومداخلة من ذاك، ضمن التوجه العام القائم على حرص الجميع على نشر الوعي والسمو بالكلمة وتعميم ثقافة الحوار بين جموع هذه الأمة بكل شرائحها وتخصصاتها واهتماماتها المختلفة.
***
ومن موقعي كإعلامي - صحفي تحديداً - إن جاز لي أن أصنف نفسي ضمن الزملاء الكثر ممن يعملون في هذا الميدان، أقول للحضور صادقاً ومخلصاً وجاداً: إنه ما من عمل إبداعي أياً كان، إلا وهو لا يخلو من ملاحظة أو من وجهة نظر أو رأي آخر، بخلاف ما قد يكون قد رآه صاحب العمل، أو كان ضمن دائرة اهتماماته وقناعاته، وهذا بالتأكيد لا يعيب العمل، ولا ينبغي أن يثني صاحبه أو القائم عليه عن المضي بقوة في تحقيق المزيد من الإنجازات.
أقول هذا لكم، ونحن أمام إصدار إعلامي تبنته الجزيرة، وإذ أزهو به وأعتد، فأنا سعيد بأن أسمع منكم الملاحظات عليه، أو وجهة النظر فيه، ويكون شداً لأزر الزملاء في صحيفة الجزيرة لو كانت هناك اقتراحات منكم؛ لإضفاء المزيد من الإبداع في الأعمال الإعلامية القادمة.
***
بين أيديكم كتاب (حبيب الشعب) هدية الجزيرة لكم، وهو كما ترون يصل عدد صفحاته إلى ما يقارب السبعمائة صفحة من الحجم الكبير، طباعة فاخرة وورق صقيل وإخراج مميز، يضم المجلد أكثر من ثلاثمائة صورة أغلبها صور نادرة، ويحتوي الكتاب على ستة أبواب يضم كل باب عدة فصول يتراوح عددها ما بين خمسة فصول وستة فصول، وهذه الأبواب بفصولها تغطي أحداث حياة الملك فهد وإنجازاته بالعرض والتحليل والمتابعة الدقيقة.
حاولنا في الكتاب أن نمزج المعلومة مع الصورة لتوثيق ما تم اختياره من إنجازات كمادة لهذا الكتاب الذي سعينا على مدى عامين وأكثر ليكون آخر كتاب يؤلف عن الملك فهد في حياته وأول كتاب يصدر بعد انتقاله إلى رحمة الله، وهو بالتأكيد وإن رصد كل المحطات المهمة في حياته فإنه لا يعد سجلاً تاريخياً لإنجازاته الكثيرة والمتعددة في مختلف ميادين الحياة؛ لأن هذا شأن المؤرخين، والجزيرة في هذا الكتاب إنما تقدم عملاً إعلامياً حاول الزملاء ما أمكنهم الجهد أن يقدموه مختلفاً ومتميزاً عما يتم تداوله عادة من كتب إعلامية من حين لآخر.
***
أريد أن أصارحكم بأننا حرصنا على تجنب المبالغة في الطرح حتى لا يفقد الكتاب مصداقيته، وحتى لا يكون هذا الكلام ادعاء، فقد رصدنا كل المراجع المعتبرة التي اعتمدنا عليها في تقديم مادة الكتاب لتطلعوا عليها، وسعينا أكثر وأكثر لتوثيق المعلومة والتأكد من صحتها حين أعطينا مساحة مناسبة للصورة وإشارات واضحة للقرارات والمراسيم والأوامر الملكية التي صدرت بتواريخها وأرقامها حتى يكون الاجتهاد في أضيق نطاق، ومن أجل أن يثق القارئ بأننا وإن لم نكتب تاريخا لحياة فهد بن عبد العزيز، إلا أننا راعينا أن يكون التاريخ حاضراً حين إعداد هذا الكتاب، لضمان النزاهة والصدق في كل كلمة ضمها هذا الكتاب.
***
في هذه المناسبة، لا بد لي أن أنوه بموقف مجلس إدارة مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر، الذي ساند فكرة إصدار الكتاب وأيد اختيار أفضل المطابع في العالم وبأفضل المواصفات لطباعة كتاب يليق بفهد بن عبد العزيز - رحمه الله - وهو ما تم عمله، حيث تمت طباعة الكتاب خارج المملكة بأحسن المواصفات التي توخيناها ورأينا أن لها أهميتها ضمن المتطلبات التي حددناها مبكراً وينبغي أن توظف لصالح خدمة الكتاب.
هناك زملاء كثر سهروا وشاركوا في تأليف وإعداد الكتاب, يحضرني من الزملاء ممن يعملون في تحرير صحيفة الجزيرة الدكتور محمد أبوبكر مستشار التحرير وإبراهيم التركي مدير التحرير وعلي العنزي رئيس قسم التصحيح, ومن الزملاء في الأقسام الفنية بصحيفة الجزيرة هناك رئيس القسم الفني علي شمس الدين، والمخرج حسن صبري والمخرج حمدي طبارة، وعبد الإله بشير من قسم التسويق، بالإضافة إلى الزملاء في مركز المعلومات والصف والمونتاج وغيرهم.
***
أعرف أن وقتكم أثمن من أن أقتطع منه زمناً بأكثر مما تحدثت به إليكم، وربما كانت هذه الليلة مناسبة - مثلما أوحى إلي بذلك مدير الأمسية - للحديث أيضاً عن صحيفة الجزيرة بخاصة والصحافة السعودية بعامة، ولعلي بذلك أستفيد بما سأصغي وأستمع إليه منكم من آراء نابعة - ولا شك - من متابعة وحب وتعاطف مع صحافتكم، آملاً أن نوفق في تحقيق ما نسعى إليه جميعاً، بأن نرى صحافتنا تؤدي رسالتها على الوجه الأفضل والأكمل، وبما يمليه عليها واجبها في الانتصار للحق والميل إلى الصدق والدفاع عن حقوق الأمة والذب عن كل مكتسباتها، وأن تكون منبر خير ووسيلة صلاح وإصلاح في كل ما تنشره أو يكتب فيها أو تتبناه أو تثيره في صفحاتها وبأقلام كتابها.
وبعد ذلك بدأت المداخلات والأسئلة وقد تركزت حول الكتاب والصحافة وهيئة الصحفيين. وفي نهاية الندوة قدم الأستاذ بندر بن عثمان الصالح درع الاثنينية للأستاذ خالد المالك، قبل أن يتوجه الحضور لتناول طعام العشاء.
أبرز المداخلات
*تضمنت بعض المداخلات ملاحظات فنية حول الكتاب وتساءل بعضهم عن خطوة الجزيرة القادمة، وأجاب الضيف على المداخلات موضحا أن (الجزيرة) تداركت جميع الملاحظات الفنية بالإشارة في أول الكتاب إلى أن إعداد الكتاب كان قبل وفاة خادم الحرمين الشريفين - رحمه الله - وأن النشر تم بعد الوفاة، وأوضح المالك أن (الكتاب الذهبي) سيتحول إلى سلسلة تستعرض أبرز القيادات والقامات الوطنية سواء من الملوك أومن المواطنين مفضلا ترك التفاصيل للمستقبل.
* تطرق أحد المداخلين إلى هيئة الصحفيين متهما إياها بالغياب عن الساحة وبافتقادها إلى أسس النجاح مطالبا ضيف الأمسية بالإجابة عن هذه النقاط، وقد تطرق خالد المالك إلى أهم الخطوات التي قامت بها الهيئة مثل تحديد موقعها وتوفير الدعم للبناء وأيضا إصدار البطاقات والشعار كل هذا خلال عام واحد، مؤكدا أنه بعد الانتهاء من بناء الموقع ستكون فترة أول مجلس إدارة قد انتهت وسيفتح المجال لانتخاب مجلس آخر.
* جاءت بعض المداخلات حول قضايا تخص ضيف الأمسية و(الجزيرة) مثل أسباب ابتعاده عن الجزيرة أثناء فترة رئاسته الأولى وأسباب عودته وهل كان له نشاط إعلامي في فترة الابتعاد ؟
كما تطرق البعض إلى أسباب انقطاع صدور (المسائية) وهل هناك أي إصدار بديل وجاءت إجابات الضيف موضحة أن سبب ابتعاده نشر في حينه وأنه عاد برغبة من أعضاء مؤسسة الجزيرة، مشيرا إلى أنه لم يمارس أي نشاط إعلامي خلال ابتعاده عن الجزيرة ماعدا الست سنوات التي قضاها في الشركة الوطنية للتوزيع، وعن المسائية قال: إن ظهورها للنور كانت فكرته وأن إيقاف إصدارها كانت أيضا فكرته وأن مجلس الإدارة أيدها، موضحا أنها تحولت إلى عبء على المؤسسة بسبب صعوبة توزيعها نظرا إلى وقت صدورها المختلف عن باقي الصحف، وأكد المالك في نهاية حديثه أن (الجزيرة) تبحث دائما عن الجديد والمفيد مشيرا إلى أن هناك موافقة لفكرة إصدار صحيفة متخصصة تعنى بشؤون الأسرة والطفل.
* وجاءت بعض الانتقادات للمجلة الثقافية بسبب عدم مواكبتها لتطلعات المشهد الثقافي حسب تعبير السائل ..
وقد استغرب المالك هذا الانتقاد مشيرا إلى أنه تصله الكثير من الإشادات بمستوى المجلة، ولكنه أكد أنه لا يستهين بأي رأي مخالف وأنه سيقوم بنقل هذا الانتقاد ووجهة النظر إلى القائمين على المجلة.
وحتى الرياضة نالت نصيبها من الأمسية فقد جاء انتقاد للجزيرة يتهم ملحقها الرياضي بتحيزه لأحد الأندية على حساب الأندية الأخرى، وهنا أشار خالد المالك إلى أنه يعرف أن النادي المقصود هو الهلال لكثرة ما تردد هذا الانتقاد، معترفا أن الهلال يحتل مساحة أكبر بالفعل وموضحا أن ذلك له أسبابه المقنعة التي من أبرزها تميّز الهلال وعدم غيابه عن البطولات وأنه فرض نفسه بإنجازاته، بينما الأندية الأخرى التي ترى أنها لم تعط نفس المساحة لم تحقق نفس العدد من البطولات، مؤكدا أن هذا السبب منطقي وأنه استقاه من خلال نقاشه مع الزملاء في القسم الرياضي حول هذا الموضوع، وتمنى المالك أن تتطور الأندية الأخرى حتى لا تقوم الجزيرة أو غيرها بعدم النشر المكثف عنها، مشيرا إلى أن الصحافة الرياضية يجب أن تكون موضوعية وأن تكون عامل تقريب بين شباب الوطن عن طريق ممارستها دورا تربويا فيما تنشره.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved