* الرياض - عوض بن مانع القحطاني:
تستضيف المملكة ممثلة في جامعة الملك سعود من الفترة 15- 19 ذي القعدة 1426هـ الموافق 17- 21 ديسمبر 2005م مؤتمراً دولياً لاقتصاديات الأمن الدوائي في المملكة والوطن العربي، وهو يُعقد لأول مرة، حيث سيكون محط أنظار جميع العاملين في القطاعين الصحيين الحكومي والخاص، وسوف يتحدث في المؤتمر 198 متحدثاً ومتحدثة من أنحاء العالم، كما ستناقش فيه 200 ورقة بحثية في مختلف الجوانب الصيدلية والطبية.
وقال ل(الجزيرة) الدكتور إبراهيم بن عبد الله السراء وكيل كلية الصيدلة للشؤون الإدارية ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر: إن المؤتمر سوف يبحث قضايا مهمة، منها: موضوع بيع الأدوية في الصيدليات الأهلية وموضوع الأدوية الشعبية، وهذان الأمران سوف يُسلَّط الضوء عليهما من خلال دراسات وآراء المختصين، موضحاً أن معظم الصيدليات تعتبر تجارية وتمارس بيع الأدوية، ولا بدَّ من وضع ضوابط صارمة تحكم بيع الأدوية. لذلك لا بدَّ أن نفكر كيف نسيطر على هذه الصيدليات ونجعلها تخدم المجتمع بشكل أفضل؛ لأن معظم الدول المتقدمة تلعب دوراً أساسياً في تثقيف الجمهور من خلال إيصال المعلومة الصحيحة لهم من خلال محاضرات وندوات تبحث مع المريض والمراجع بالطرق الصحيحة لتناول الأدوية وتفعيل دور الصيدليات الأهلية؛ لأنه لا بدَّ أن يتفق الدواء مع المختبرات والتحاليل.
وحول ظاهرة انتشار بعض الأدوية الشعبية وعلاج بعض الأمراض أوضح الدكتور السراء أن المؤتمر سوف يتناول الموضوع، فهناك بعض الأشخاص يجرون وراء ادعاءات غير صحيحة، فإنه لا يوجد مرجع غير كلية الصيدلة والمختبرات المركزية؛ حيث تقوم كلية الصيدلة بدور مهم في هذا الجانب. نعم، هناك من يأتي بدواء مذكور له ويريد أن نعطيه رأياً حيث يراجع يومياً ما لا يقل عن 50 شخصاً يريدون رأينا في هذه الأدوية، بالإضافة إلى ما يأتي من بعض أجهزة الدولة، وهذا الأمر يحتاج إلى وقت حتى نفتي في هذه الوصفة؛ لأنه هناك من يأتي بأدوية ويريد أن يحصل على نتائج فورية، وهذا غير معقول أن نحكم فوراً على مكونات وعناصر هذه الأدوية، فالأمر يحتاج إلى أشهر حتى نصدر الحكم لمعرفة محتويات هذه الأدوية والسموم الموجودة فيها؛ حيث تجرَّب على حيوانات، حيث وجدنا عدة أمراض في هذه الأدوية التي يحضرها المواطنون إلى المختبرات، ولذلك لا بدَّ من وجود مركز كبير متخصص يعطي الامتيازات للكشف عن هذه الأدوية تحت إشراف وزارة الصحة، ونحن لا نستطيع أن نلوم الناس الذين يبحثون عن العلاج.
وحذَّر د. السراء من تعاطي أي وصفة دون إذن طبي؛ لأنه ثبت علمياً أن غالب هذه الأدوية تسبب أمراضاً خطيرة.
وحول سؤال عن وجود الأعشاب الكافية في المملكة التي تؤهِّلنا لتصنيع الأدوية أجاب د. السراء قائلاً: الله حبا هذه الجزيرة بكم هائل من النباتات الطبية، وأنا أقول: إن ذلك أمر ممكن 100%، وإننا بإذن الله ثم بوجود الدعم من الدولة من خلال الجهات ذات العلاقة يمكننا أن نوجد مراكز متخصصة تعمل على تصنيع ما نحتاجه من الدواء في المملكة. هناك تنسيق مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم بدعم بحث كبير بتكلفة عشرة ملايين ريال للمسح العام على جميع النباتات في المملكة في مجال الطب الشعبي السعودي، وكان عدد الوصفات التي تم حصرها ما يقارب 4000 وصفة، وبعد أن قام الفريق البحثي برئاسة د. جابر سالم القحطاني بعمل مسح على جميع هذه النباتات من خلال كلية الصيدلة التي أخذت الريادة في هذا المجال وبدعم من المدينة فقد تم اكتشاف أنه لا يوجد من خلال هذه الإحصائيات سوى 100 وصفة عشبية لها فعالية ويمكن الاستفادة منها، مشيراً إلى أن العمل يجري حالياً لاستكمال المرحلة الثانية من دراسة هذا المسح الشامل عن هذه الوصفات.
| 
"محليــات"