Saturday 22nd October,200512077العددالسبت 19 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

تجريها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تجريها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية
دراسة علمية لتحديد مستويات تركيز غاز الرادون في المساكن بالمملكة

* الرياض - بسام أحمد:
يجري مختصون في معهد بحوث الطاقة الذرية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية حالياً دراسة لتحديد قياسات مستويات تركيز غاز الرادون ونتائج تحلله في المساكن والمباني العامة في عدد من مناطق المملكة العربية السعودية.
وأوضح رئيس مجموعة الدراسات الصحية والبيئة للإشعاع في مركز الحماية من الإشعاع والباحث الرئيس لهذا المشروع الدكتور عبدالرحمن بن سعيد الغامدي بأن الدراسة تهدف إلى تحديد تركيز الغاز والعوامل المساعدة في زيادة تركيزه داخل المساكن وبيئات العمل المختلفة في مدينة الرياض كمرحلة أولى، حيث تم اختيار بعض معلمي وطلاب المدارس الثانوية التابعة لوزارة التربية والتعليم، كشريحة من المجتمع للمساهمة في توزيع كواشف الغاز في مساكنهم.
وقال الدكتور عبدالرحمن الغامدي: إن المدينة ترحب بالراغبين في المساهمة في هذه الدراسة، واستقبال كواشف قياس تركيز غاز الرادون لمعرفة مستواه في منازلهم، وذلك بالتنسيق مع المختصين في معهد بحوث الطاقة الذرية على هاتف 4813673 أو 4813617، أو البريد الإلكتروني: aghamdi@kacst.edu.sa أو kaleissa@kacst.edu.sa.
وأشار الدكتور الغامدي إلى أن الإنسان يتعرض خلال حياته اليومية للإشعاع سواء الطبيعي منه كالإشعاع الصادر من مكونات القشرة الأرضية، والأشعة الكونية، أو التعرض الداخلي من خلال تراكيز النظائر المشعة الموجود في المياه وخاصة المياه الجوفية غير المعالجة أو الأغذية، حيث يعد غاز الرادون ونواتج تحلله من أهم مكونات الجرعة الإشعاعية الطبيعية التي يتعرض لها الفرد من الخلفية الإشعاعية الطبيعية.
وبيّن أن غاز الرادون عديم الطعم، والرائحة، واللون، وخامل كيميائياً أي أنه لا يتحد مع أية عناصر أو مركبات أخرى في الطبيعة، ويزداد تركيزه في صخور الجرانيت، والصخور البلورية، والصوانية، والبازلت.
وقال الدكتور عبدالرحمن الغامدي: إن غاز الرادون ينتقل من خلال الشقوق، والتصدعات الموجودة في الأرضيات داخل المساكن، ويتراكم مستوى تركيز هذا الغاز في الأماكن المغلقة، وذلك بسبب احتباسه داخل تلك الأماكن وعدم تسربه خارجها، بالإضافة إلى انبثاق كميات جديدة منه من مواد البناء والمياه المستخدمة في المبنى أو الغاز الطبيعي المستخدم للطهي في المطابخ.
وأشار إلى أن خطورة غاز الرادون تكمن عند تحلله بانبعاث جسيمات ألفا المشحونة إلى نواتج صلبة تسمى بنواتج تحلل الرادون، وهي نظائر البولونيوم-218 والبيزموث- 214 والرصاص-214، ومن ثم يستنشق الإنسان هذا الغاز ونواتج تحلله، فتلتصق هذه النواتج المشعة بالأغشية المخاطية المبطنة لأجزاء الجهاز التنفسي وتستقر بها، مما يرفع من نسبة خطر الإصابة بالأمراض الصدرية مثل سرطان الرئة.
ومن المعلوم أن غاز الرادون تبلغ نواتج تحلله في المتوسط 55% تقريباً من الجرعة الإشعاعية الطبيعية التي يتعرض لها عامة الناس، وبالتالي هنالك أهمية لمعرفة هذا المكون الكبير للجرعة الإشعاعية الطبيعية بالإضافة إلى ضرورة التعرف عن مدى ارتفاع تركيز غاز الرادون في بعض المساكن وبالتالي الجرعة الناشئة من التعرض له ولنواتج تحلله وذلك لاتخاذ الإجراءات المناسبة للتقليل من تركيزه داخل المساكن إن دعت الحاجة.
وغاز الرادون مثله مثل أي ملوث آخر من ملوثات البيئة التي لا يمكن الجزم بأخطارها بشكل قاطع وغالباً ما تربط دراسات غاز الرادون بالإصابة بأمراض سرطان الرئة وانتشارها بين الناس، حيث يقدر عدد الوفيات في الولايات المتحدة بسبب سرطان الرئة بحوالي 20.000 نسمة نتيجة التعرض لجرعات زائدة من غاز الرادون الذي يعد المسبب الثاني لسرطان الرئة بعد التدخين.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved