في مثل هذا اليوم من عام 1962 أثمرت المفاوضات المطولة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي خطة لإنهاء أزمة الصواريخ الكوبية؛ وبذلك أسدل الستار على حرب نووية بدت وشيكة الحدوث.ومنذ قيام الرئيس جون كنيدي في 22 أكتوبر بتوجيه إنذار إلى السوفييت لوقف برنامجهم العنيد بوضع أسلحة نووية في كوبا والإعلان البحري ضد شحنات الأسلحة المتجهة إلى كوبا والعالم يحبس أنفاسه في انتظار انفجار الموقف بين القوتين العظميين. وتم وضع القوت المسلحة الأمريكية في حالة تأهب قصوى وقيام القوات الجوية وصلت إلى إنذار المستوى الرابع وهو تحت مستوى الهجوم النووي مباشرة. وفي يوم 24 أكتوبر انتظر الملايين ليروا ما إذا كانت السفن السوفييتية التي تحمل صواريخ إضافية سوف تحاول اختراق الحصار البحري الأمريكي حول الجزيرة. وفي اللحظة الأخيرة دارت السفن على أعقابها واتجهت عائدة إلى الاتحاد السوفييتي. وفي يوم 26 أكتوبر قام الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف بالرد على الحصار من خلال إرسال خطاب مطول إلى كيندي يحمل في طياته اتفاقاً يقضي بعدم حمل السفن السوفييتية المتجهة إلى كوبا أية أسلحة مقابل تعهد الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا أبداً. وفي اليوم التالي عرض عليه إزالة الصواريخ النووية من كوبا مقابل قيام الولايات المتحدة بإزالة صواريخها النووية من تركيا. وقام كيندي ومستشاروه بمناقشة العروض السوفييتية، واقترح النائب العام روبرت كيندي قبول العرض الأول ورفض الثاني. ومع ذلك تم إبلاغ الدبلوماسيين السوفييت سراً بأن الولايات المتحدة سوف تزيل صواريخها من تركيا بعد أن يقوم السوفييت بإزالة صواريخهم من كوبا.
|