Sunday 6th November,200512092العددالأحد 4 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عيد الرياض"

أهالي الرياض بصوت واحد: العيد يتألق فرحاً بالهداياأهالي الرياض بصوت واحد: العيد يتألق فرحاً بالهدايا

* تحقيق - وسيلة محمود الحلبي:
جاء العيد فرح الجميع وجاءت هداياه معه.. وهدايا العيد تعني الكثير والكثير، وهي أحلى ما في العيد.. ولا تزال ذاكرتنا تختزن أغلى وأجمل هدية تلقيناها من والدينا أو من أحد الأقارب أو الأصدقاء.
واليوم أصبحنا نحن الطرف الآخر.. فنحن نهدي إلى الآخرين سواء لأبنائنا، لإخوتنا، لأقاربنا.. لزملائنا، لأصدقائنا وبينما كانت تقتصر العيدية (هدية العيد) في السابق على المادة، فالآن تعددت أشكالها فأصبحت لعبة العيد للأطفال أو إحدى أدوات الزينة للنساء، أو طبق الحلوى للعائلة أو قارورة عطر للزوج.. ولم تستطع مظاهر المدينة القضاء على هذه العادة الاجتماعية الأهلية التي تحمل في جوانبها معاني الحب والوفاء.. ولعل الأطفال هم الأكثر احتفالا بالعيدية وتشوقا إلى قدوم العيد. وفي هذا التحقيق التقينا في الرياض الأطفال والنساء والرجال وسألناهم فكانت إجاباتهم هكذا:
تقول الطفلة غدير الرفاعي: إن أغلى هدية أتلقاها في العيد هي هدية والدي، وقد تعودت أن أتلقاها منذ سنوات، وقد اشترطت علي أمي صوم رمضان لأختار هدية العيد، وقد استطعت الصيام ولله الحمد.. وقد اخترت هديتي في العيد بنفسي وهي سرير جميل ومكتبة.
أما الطفل محمد أزموز فيقول: قد أتنازل عن مكافأة نجاحي أو المناسبات الأخرى ولكني لن أتنازل عن عيديتي التي يقدمها إلي والدي وأقاربي؛ فهدية العيد لها طعم خاص، ولا بد من (العيدية) بشكل مادي.. فلها قيمة معنوية لدي لأنني أحتفظ بها لوقت الحاجة. وقد احتفظت في العيد الماضي بما يقارب الـ700 ريال من والدي وإخوتي وأقاربي.
أما الطفل بلال أزموز فيقول: العيدية مهمة جدا ولا بد أن أحصل على (هدية وعيدية) من والدي وجدتي التي تشتري لي ملابس العيد والهدايا والألعاب، وآخذ العيدية من والدي وأذهب معهم إلى الحدائق والملاهي لنرى ملامح العيد على وجوه الآخرين.
الطفل أحمد عايدية يقول: أفضل النقود على الهدايا لأشتري ما أشاء رغم أنني أتحايل على أمي لتشتري لي هدايا العيد أيضا عدا عن ملابسي الجديدة.
وتقول نورة القاضي: العيد فرحة وهداياه جميلة فأنا أفرح بثوب العيد الجديد، الذي تشترية لي والدتي، وبالعطور والأكسسوارات أيضا، بينما أختي لا تريد غير الذهب وأنا أكتفي بثوب جديد.
واعتادت الطفلة رباب إبراهيم أن تخرج سنويا في ليلة العيد مع والدها لتختار هديتها، وتقول: إنها ضرورية جدا وإنها تحب أن تختار الألعاب الجديدة لتتمتع بها طوال أيام العيد قبل الدراسة.
أما الطفلة راوية إبراهيم فتقول: إنها تحب العيد؛ لأنها تختار العديد من الألعاب والأنواع المختلفة بنفسها عندما تذهب إلى محلات الألعاب مع والدها لاختيار اللعبة التي تفضلها.
أمر طبيعي
ويعتقد عبدالله محمد أن ارتفاع أسعار الألعاب والهدايا في العيد أمر طبيعي ومتوقع؛ نظرا لكثرة الإقبال والطلب ولحرص الأهالي على شراء هدية العيد لأطفالهم مما جعل أصحاب المحلات يرفعون أسعار الألعاب، فالأسعار تكون عادية طوال العام، لكنها تعاود الارتفاع في العيد. ويقول: أترك الفرصة لأبنائي الصغار لحرية اختيار الألعاب على الرغم من سعرها؛ فخروج الطفل من البيت إلى محلات الألعاب فرحة واختياره للعبة فرحة أيضا وعودته إلى البيت ومعه اللعبة فرحة كبرى وهذه الفرحة ترتبط بأيام العيد التي يعشقها الأطفال لأنها ارتبطت بذهابهم إلى محلات الألعاب.
وللمرأة عيدية
وتقول الحاجة أم خالد 65 عاما: حين كنت شابة لم تكن للمرأة عيدية إذا كانت من أسرة فقيرة أو متوسطة الحال، أما إذا كانت غنية فيكفيها ثوب جديد، أما الآن فأصبحت للمرأة عيدية أيضا، تتلقاها من والدها أو زوجها أو إخواتها.
وتقول منى الخالدي (معلمة): أفضل أن تكون هدية زوجي (كلمة لطيفة) وهدية والدي (الدعاء) وأولادي (الزيارة). وتعتقد الخالدي أن الهدية لا تكون بالضرورة مادية.. فالعيد مجاملة اجتماعية تشبع غريزة حب التقدير ودوام مودة الآخرين للشخص المهدي إليه.
أما فاطمة عمر (موظفة) فتفضل إهداء زوجها هدية بسيطة وغريبة (كاللعب المفزعة) وتهدي صديقاتها (العطور) والنقود لأبناء الجيران، وعن أجمل هدية تلقتها تقول: كانت خبر حملي بمولودي الأول الذي أخفاه عني زوجي مدة أسبوع وأخبرني به في أول أيام العيد.
بينما تقول هدى العتيبي: أفضل أن تكون هدية زوجي في العيد من الذهب ولا أنسى خاتم السوليتير الذي أهداني إياه في سنة أولى زواج.
تقول فايزة الخالدي: أحب هدايا العيد مهما كانت فلوساً - ذهباً - عطورات - ماكياجاً - ملابس جديدة.. المهم أن يهديني زوجي وإخوتي هدايا العيد فأشعر بفرح الطفولة المطلقة، فالهدية جميلة مهما كانت، فلماذا ينسى البعض تلك الهدية الرمزية ليرسم البهجة على نفوس الآخرين حتى ولو كان صديقا.
أما هانية عمر فتقول: يسألني زوجي عن نوع الهدية التي أريد، فأشترط أن تكون ذهبا، رغم أن الذهب متذبذب الأسعار والآن مرتفع، ولكن لا أرضى بغيره وهو يعلم ذلك ويوافقني على طلبي بكل سرور.
أما غادة المساعد ربة منزل فتقول: إن أفضل هدية كانت هدية من صديقتي بالعيد وتقول الكلمة الطيبة أجمل هدية خلال الهاتف أو الزيارة أو الرسالة البريدية أو الهاتفية إنها تعني الكثير الكثير للآخرين.
هدية الرجل
ولعل الرجل هو الأقل اهتماما بهدايا العيد من الطفل والمرأة بينما هو الذي يقوم بالإهداء باقتناع تام لدى البعض وكواجب ثقيل لدى البعض الآخر.
يقول حسين عمر (موظف): أحرص في كل عيد على تقديم الهدايا للعائلة فالأطفال لهم هدايا خاصة، والبنات كذلك، ولا أنسى أمي وأخواتي وزوجتي. وإن أمي وزوجتي وأختي لا ينسينني من الهدايا في الأعياد.. ولا أخفي عليكم كم أفراح بها وكأنني طفل صغير، فمكانتها كبيرة في نفسي وأعرف أنني في بالهن ولم ينسينني أبدا.
أما أبو بلال محمد فيقول: لا يهم سعر الهدية ولكن يكفي أنها تعبير عن المحبة والإخلاص، ونحن معشر الرجال دائما نقدم الهدايا للغير، وما أجمل أن يفاجأ أحدنا بهدية من عزيز عليه، وهذا ما تفعله والدتي كل حين حيث تفاجئني بهدية منها أشعر فيها بالرضا والسعادة.
ويقول محمد نصر: يعتقد البعض أن المستفيدين من الهدية هم المهدى إليهم ولكن مع ارتفاع سعر الهدايا أصبح أصحاب المحلات التي تبيع الهدايا هم المستفيدون من حركة الإهداء.
وحول شراء الهدايا يقول محمد خان (عامل في محل بيع بطاقات معايدة): يقبل الناس على شراء الهدايا في بداية شهر رمضان وتزداد في العشر الأواخر، وزبائننا من أصحاب الشركات والمؤسسات حيث يقوم المديرون بشراء كميات من البطاقات لإرسالها إلى أصدقائهم أو عملائهم، وهناك الأفراد الذين يشترونها لإرسالها إلى أهليهم وأصدقائهم. وعن أسعار البطاقات قال: تتراوح ما بين 3 - 15 ريالا ولا أنسى أن النساء يشترين البطاقات المرتفعة الثمن لإرسالها إلى الأهل والصديقات.
ويقول منصور الغانم: إن المرأة حريصة على شراء الحلويات بأنواعها المختلفة كالشكولاته والكعك والبيتي فور والموالح والسكاكر إذ يصل سعر أفضل نوع من الحلويات إلى 250 ريالا للكيلو الواحد. ويهتم الكثير من الزبائن بديكور علبة الهدية في العيد من حيث التنسيق والديكور وطريقة الصف واختيار الألوان.
بينما يرى محمد حسن (عامل في محلات ألعاب): إن مناسبة العيد هي فرصة المحلات الخاصة بالألعاب لتعويض فترة الركود التي تمر بها طوال العام لتحقيق مكاسب هائلة من خلال عرض ألعاب جديدة ومختلفة تجذب الأطفال في أيام العيد، فهذه المحلات تقدم عروضا مختلفة لجذب الأطفال حيث يبدأ العمل من ليلة العيد حتى الصبح ثم تستمر بعد صلاة العيد؛ لأن الكثير من الآباء يصبحون أولادهم بهدايا العيد من الألعاب. وقال: إن الدراجات الهوائية هي أكثر الألعاب اختيارا للأبناء والعرائس للبنات.
الأطفال والملاهي في العيد
وفي العيد يحب أطفالنا اللعب في الملاهي ويفضلون العيدية المادية حتى يصرفوها في الملاهي.. فمنهم من يحب الألعاب التقليدية ومنهم من يريد اقتناء الألعاب الإلكترونية ومنهم من يمارس هواية الكمبيوتر وما يستجد فيه من ألعاب تتفق مع اهتمامات الأطفال وزيادة المشاريع السياحية، والمدن الترفيهية خاصة أنها مظهر من مظاهر العيد حيث ارتبط اسمها بالأعياد.
وفي اعتقادي أن هدية الدفاع المدني وأصحاب الملاهي للأطفال في العيد هي: الصيانة ثم الصيانة ثم الصيانة والمتابعة، والحرص للحفاظ على أرواح هؤلاء الأطفال أثناء ممارستهم لهواياتهم ولعبهم البريء؛ ليقضوا العيد دون حوادث. ونرجو من الدفاع المدني المتابعة ومن أصحاب الملاهي الصيانة الأولية ووضع مشرفات خاصات ومتدربات ومتأهلات للحفاظ على أرواح الأطفال في العيد وفي غيره.. لئلا ينقلب العيد إلى أحزان وبكاء.
رأي علم الاجتماع حول الهدية
وتقول الإخصائية سميرة هوساوي: إن للهدية دوراً كبيراً في تعميق المودة والمحبة؛ فقد قال - رسول الله صلى الله عليه وسلم -: (تهادوا تحابوا) وكان لا يرفض الهدية، وكان - صلى الله عليه وسلم - يشجع المسلمين على التهادي بعضهم إلى بعض. وتضيف الهوساوي: ليست الهدية في قيمتها المادية ولكن بقيمتها المعنوية فهي تولد المحبة وتزيد الألفة وتمحو الخلافات وتشيع أجواء من التعاطف والتناغم الوجداني في المجمع، وتنمي وجدان الطفل بمشاعر الألفة والتكافل الاجتماعي. وتقرب البعيد. والهدايا أنواع، ولكن علينا أن نختار الهدايا المناسبة للوالدين.. للأزواج.. للأبناء والبنات.. للأصدقاء.. لكبار السن.. للجيران؛ فكل منهم لا بد أن يقدم له ما يناسبه، واختيار الهدية المناسبة له تأثير كبير ووقع على نفس المهدى إليه. ولا بد أن أوضح للأمهات أن يحسنّ اختيار هدايا أطفالهن؛ لئلا تكون وبالا عليهم بدل الفرح بهم لا سمح الله.
وتتناول الحديث الإخصائية فاطمة محمد السلوم (رئيسة الخدمات الاجتماعية بمستشفى اليمامة) فتقول: تندرج الهدية عند علماء النفس والاجتماع تحت عناوين كثيرة وتدخل في فروع متعددة من علم النفس والاجتماع، فقد دخلت تحت اسم (التعزيز) ومن أشهر نظريات التعزيز (نظرية خفض الحافز) ويعتقد أصحاب النظرية أن التعزيز في هذه النظرية تشبع حاجة الإنسان أو تختزلها، وقد تزيل ظرفا منفرا أو تخفضه، فإذا كان قلب الإنسان مشحونا بحب المنافع فالهدية تجلب له الرضا فتفرحه وتشبع حاجته، وإذا كان قلب الإنسان فيه شيء من السخط ذهبت الهدية بهذه الأسباب أو خفضت من حدتها.
ويعتقد أصحاب نظرية (الاستثارة) القصوى أن لكل كائن حي حدا أقصى من الاستثارة وأن (التعزيز) هو حدث يساعد الكائن الحي في المحافظة على ذلك المستوى وتبديل سلوكه حتى يصل إليه، وتؤدي الهدية دور التعزيز في هذه النظرية. بينما يعتقد أصحاب نظرية (تغير المثير) أن الحدث أو الظرف المعزز هو بكل بساطة أي حدث يغير الموقف المثير ومن ثم يحول دون ارتباط أية استجابة أخرى بذلك المثير، وتؤدي الهدية دور الحدث أو الظرف المعزز في هذه النظرية. ويعتقد أصحاب نظرية (التدريب على التوقف) أن تقديم التعزيز عندما لا يأتي المتعلم بالاستجابة غير المرغوب فيها من شأنه أن يضعف قوة تلك الاستجابة حتى يتم التخلص منها، وتؤدي الهدية دور التعزيز في هذه النظرية أيضا.
ومن الناحية الاجتماعية تقول السلوم: إن الهدية تلعب دورا مهما في بحوث علم النفس الاجتماعي ودراساته ففي تلك البحوث هناك ما يطلق عليه اسم (الجماعات ثنائية الأفراد) وتتكون هذه الجماعات وتنمو بصورة تلقائية عن طريق التبادل الاجتماعي الذي يعني تبادل الأخذ والعطاء. وقد أثبتت تلك البحوث أن الهدية من أهم العوامل المؤثرة في هذا المجال.
إذن للجميع نقول بمناسبة عيد الفطر المبارك: العيد يتألق فرحا بهداياه.. فلا تنسوا الكبار والعجزة والمعاقين والأيتام والأرامل والآباء والأمهات والأطفال من هداياكم.. وكل عام وأنتم بخير.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved