Sunday 6th November,200512092العددالأحد 4 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "زمان الجزيرة"

الخميس 26 رمضان 1392هـ الموافق 2 نوفمبر 1972م العدد (446)الخميس 26 رمضان 1392هـ الموافق 2 نوفمبر 1972م العدد (446)
كيف كان العيد في الرياض قديماً؟
فضيلة الشيخ عبدالله المنيع يتحدث عن العيد في الإسلام

كيف كان العيد في الرياض عندما كانت مدينة الخمسة والعشرين ألف نسمة تقريباً فيما بين عامي 65 و1370هـ؟.. يقول الأستاذ عبدالرحمن المسيند: كانت الرياض آنذاك مدينة صغيرة تعيش داخل إطار محدود يحدها من الشرق دروازة الثميري عند التقائه بشارع الوزير الآن (الدروازة عبارة عن باب كبير ذي درفتين من جذوع النخل بعرض خمسة أمتار وارتفاع ثلاثة أمتار تقريباً) ودروازة شارع القرى حالياً.. ومن الغرب دروازة (المذبح) ودروازة المريقب قريباً من أول شارع الشميسي القديم حالياً من ناحية (المكيبرة).. ومن الشمال دراوزة آل سويلم مقابل مدرسة الجزائر الآن.. ومن الجنوب دروازة دخنة.. من هذه الحدود التي كانت تحد مدينة الرياض يدرك القارئ أن مدينة الرياض المعمورة لا تزيد آنذاك عن كيلو واحد مربع، حيث كانت أسواق الرياض تتركز في (المقيبرة) وجفرة التمر وسوق الحساوية وسوق القماش.. جميعها في سوق (المقيبرة) ومساحتها حوالي 50 ? 50 متراً.. وتحتوي هذه الأسواق على كل متطلبات ساكن مدينة الرياض.. وكان يقع قريباً من القصر قلعة تسمى (الصنقرة) يوضع عليها أتريك جاز دلالة على مدينة الرياض في ذلك الحين هذه لمحة قصيرة عن معالم مدينة الرياض في عام 1365هـ والتي قفزت إلى ما هي عليه الآن في مدى ربع قرن وهنا أترك المقارنة لمشاهدي مدينة الرياض الحديثة بوضعها الحاضر الزاهر.. بأسواقها وعماراتها بمعارضها وسكانها الذين يبلغون المليون تقريباً.
ويقول الأستاذ عبدالرحمن.. أما الأسواق التي تسهر آنذاك في الليالي الأخيرة من رمضان استعداداً للعيد فهي الأسواق التي ذكرت في المقيبرة بشكل محدود.. وكان يستحيل خروج النساء في ليلة العيد لقضاء حاجاتهن بل كانت الأسواق للرجال فقط.. لم نكن نعرف تفصيل الملابس كانت كلها جاهزة في سوق (الحساوية) آنذاك.. وعندما أقول إن أسواق الضروريات والكماليات كانت تسهر في ذلك الحين فذلك لا يعني أنها لا تسهر إلى الصباح بل أقصى حد لسهرها الساعة السادسة غروبي - الثانية عشر زوالي -.. لم يكن في ذلك الوقت شارع وزير ولا أسواق بطحاء ولا حتى شارع شميسي قديم أو جديد أو حتى عمارة مسلحة عدا قصر المربع والذي كان مشاهدته تحتاج لتنظيم رحلة من أولاد (الحارة).. أما الليالي الأولى من رمضان فلم تكن هناك أسواق تسهر على الإطلاق، فالبيع نهاراً أما الليل فالصلاة والنوم فإذا بقي على العيد يومين يبدأ الأطفال آنذاك (الحوامة)! وهي التجوال بين بيوت الحارة وطرقها مرتدين أجمل زي يملكونه.. (أبي عيدي في فرح وبساطة وبهجة كبيرة).
ليلة العيد قبل ربع قرن
في الرياض
كان سكان مدينة الرياض في ذلك الوقت يترقبون العيد بلهفة كبيرة - تحكم طباعهم التسامح ومساعدة ضعيفهم واحترام كبيرهم - حقاً أن عيد ذلك اليوم أفضل منه اليوم - يقول الأستاذ المسيند - فإذا جاءت ليلة العيد أخذ كل أصحاب حارة في تنظيف أزقتها وفي ملتقى الأزقة يفرش ويعمل (وجار) تشعل فيه النار ويوضع من حولها دلال القهوة وأباريق الشاي.
ونتجول (بالكهرمان)!! بين تلك المقاهي نتذوق صنيع كل حارة ونقضي تلك الليلة حول تلك المقاهي.. نمرح.. نحكي القصص والحكايات وبعد منتصف الليل تطفأ النار ونتفرق إلى بيوتنا استعداداً لصباح العيد وبعد صلاة الفجر نبدأ الخروج لمسجد العيد الذي كان شرق دروازة الثميري.. وبعد الصلاة نتوجه إلى الأزقة التي فرشت وأعدت فيها (صواني) الجريش من كل بيت حيث نتذوق من كل صينية مهما كان العدد وهذه هي أكلة صباح العيد.. تلك لمحة عن ماضينا القريب وعاداتنا العتيدة.. والتي بدأت في الاندثار تبعاً لما جد على البيئة من تطور واتساع ومشاريع عمرانية فخمة ونهضة عارمة تعيشها مملكتنا
الفتية.
والآن
ما هو العيد؟.. العيد - يقول فضيلة الشيخ عبدالله المنيع - اسم لما يعود من الاجتماع العام وجه معتاد أما بعود السنة أو بعود الأسبوع.. وقد يطلق العيد على الاجتماع والعمل فيه فمن إطلاق العيد على الزمان قول الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة (إن هذا يوم جعله الله للمسلمين عيداً).. ومن إطلاقه على المكان قوله صلى الله عليه وسلم في نهيه عن اتخاذ قبره مزاراً: (لا تتخذوا قبري عيداً) ومن إطلاقه على الاجتماع والعمل فيه قول ابن عباس رضي الله عنهما: شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهو مشتق من العود قال ابن الأنباري: (يسمى عيد للعودة في الفرح والمرح.. وقيل سمي عيد لأن كل إنسان يعود فيه إلى قدر منزلته، فهذا يضيف وهذا يضاف وهذا يزور وهذا يزار وهذا يكرم وهذا يكرم.. وقيل سمي عيد لشرفه من العيد وهو محل كريم مشهور فالعرب تنسب إليه الإبل العيدية)..
أول عيد فطر في الإسلام
أول عيد فطر في التاريخ الإسلامي كان في السنة الثانية من الهجرة بعد أن فرض على المسلمين صيام شهر رمضان في تلك السنة فصامه صلى الله عليه وسلم وصامه المسلمون معه.
الأعياد الإسلامية
الأعياد الإسلامية - يقول فضيلة الشيخ عبدالله المنيع - ثلاثة أحدها يوم الجمعة فقد سماه الرسول صلى الله عليه وسلم عيداً في أكثر من موضوع ونهى عن إفراده بالصوم لما فيه من معنى العيد.. ومن ذلك ما رواه ابن داوود وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزاه من الجمعة وانا مجمعون.
الثاني والثالث عيدا الفطر والأضحى، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال ما هذان اليومان فقالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال الرسول إن الله قد أبدلكما بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر رواه أحمد وأبو داوود والنسائي.
وفي إنكار الرسول صلى الله عليه وسلم على أهل المدينة اعتبار هذين اليومين من أيام الجاهلية عيدا للمسلمين دليل على أن الأعياد الإسلامية محصورة في ثلاثة هي الجمعة وعيدا الفطر والأضحى، وأن ما عداها من الأعياد الموروثة عن الجاهلية أو المستحدثة في الإسلام أعياد باطلة آثم مقيمها ومشاهدها والمساعد على إحيائها سواء اتخذت طابعاً دينياً كالموالد والإسراء والمعراج ونحوها أم اتخذت طابعاً اجتماعياً كأعياد الأم والشجرة والكتاب وغير ذلك أم اتخذت طابعاً سياسياً كأعياد الجلوس والأيام الوطنية وغيرها، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أنكر على المسلمين اتخاذ عيد ليس من الأعياد الإسلامية، وذكر أن الله أبدلنا عنها بعيدي الأضحى والفطر.
وبعد
كل عام وأنتم بخير وأعاد الله علينا وعليكم هذا العيد السعيد وقد استعاد المسلمون قدسهم وفلسطين المغتصبة وقضوا على أعدائهم أعداء الإسلام.

ساعد الحارثي

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved