* غروزني - الوكالات : يحقق حزب روسيا الموحَّدة، الذي يحظى بدعم موسكو، تقدماً على منافسيه في الانتخابات التشريعية بالشيشان التي تشكك جهات أوروبية في نزاهتها والتي تجري وسط استنفار أمني شديد تخوفاً من هجمات المسلحين. وقال إسماعيل بايخانوف رئيس اللجنة الانتخابية الشيشانية إنه بعد فرز ثمانية من بين الدوائر الانتخابية التي يبلغ عددها 430 حصل حزب (روسيا الموحدة) على 61 في المئة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية. وجاء الحزب الشيوعي في المركز الثاني، حيث حصل على 13 في المئة، وحصل اتحاد القوى اليمينية الليبرالي والذي يضع بين قوائمه زعيماً شيشانياً متمرداً سابقاً على ما يقرب من 21 في المئة. وقال بايخانوف رئيس لجنة الانتخابات في الشيشان بعد أن أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها في العاصمة غروزني إن عملية التصويت صحيحة، حيث سارت بهدوء دون حدوث انتهاكات أو تجاوزات خطيرة للقانون. ومن جانب آخر أعرب الرئيس الشيشاني علي اليخانوف عن ترحيبه بترشح المتمردين السابقين للانتخابات وقال خلال إدلائه بصوته في مسقط رأسه ببلدة اوروس مارتان إذا أردنا توحيد الناس فيجب أن نتقبل أولئك الذين ينتمون إليهم والذين يريدون بناء شيشان مسالمة. ومن جانبه أعلن رئيس بعثة مندوبي مجلس أوروبا إلى الشيشان، السويسري اندرياس غروس، أن لديه مشاعر (متناقضة) حول هذه الانتخابات، معتبراً أن (السلطة الحقيقية) في الجمهورية لا تقوم على الديموقراطية. وقال غروس الذي يرئس الجمعية البرلمانية في مجلس أوروبا، إن الناخبين يأملون أن يعمل البرلمان على تحسين الوضع لا سيما في المجال الأمني. وأضاف إلا أن السلطة الحقيقية تقوم على شرعية غير ديموقراطية، في إشارة إلى الرجل القوي في الجمهورية، نائب رئيس الحكومة الشيشاني رمضان قديروف الذي يقود ميليشيا من آلاف المقاتلين الموالين لروسيا. وقدر غروس نسبة المشاركة في الانتخابات التي جرت يوم الأحد بين 40 و60%، استناداً إلى أرقام أولية صادرة عن السلطات الشيشانية وعمليات التحقق لدى مراكز الاقتراع. إلا أنه أشار إلى أن المشاركة في بعض المناطق الحساسة كانت ربما نسبتها أدنى. وزار أعضاء بعثة مجلس أوروبا الثمانية غروزني ومدينة اتشخوي مارتان، والتقوا قديروف في تسنتوروي (شرق)، حيث معقل عائلة قديروف. والرئيس الشيشاني السابق أحمد قديروف الموالي لروسيا والذي قتل في آيار - مايو 2004 هو والد رمضان قديروف. وقال رئيس بعثة مجلس أوروبا نحن نتعامل مع سلطة ديموقراطية ضعيفة جداً ومع سلطة حقيقية قوية جداً خارجة عن أي سيطرة. ودعي حوالي 600 ألف شيشاني إلى انتخاب 58 نائباً في برلمانهم الأول منذ ثماني سنوات. وكان الكرملين وصف الانتخابات بأنها المرحلة الأخيرة من (التطبيع) السياسي، بينما انتقدتها المنظمات غير الحكومية. وجرت الانتخابات بهدوء، وسط انتشار لمسلحين وآليات قرب مراكز الاقتراع، وخلو الشوارع وأحياناً مراكز الاقتراع لفترة طويلة، وتمثّل جانباً من الإجراءات الأمنية المشددة في حشد 24 ألف جندي وشرطي لمنع هجمات المسلحين، وهناك خمسة ضباط روس بين المرشحين الـ350 وبينهم عدد كبير من الموظفين في الإدارة الشيشانية الموالية لروسيا. وظهراً، أعلن الرئيس الشيشاني علي الخانوف في تسنتوروي أن الانتخابات صالحة بعد أن وصلت نسبة المشاركة إلى 25% وهو الحد الأدنى المطلوب. وذكر عدد من وسائل الإعلام الروسية أنه تم تفكيك ثلاث عبوات ناسفة معدة للتفجير عن بعد في مناطق مر فيها موكب الرئيس الشيشاني.
|