هناك تفتيش (مميز) مخصص للخادمات الآسيويات عند خروجهن من المطار، بحثاً عن (شعر أو بقايا أو مزق من ثوب) وهي البقايا التي ستأخذها الخادمة معها إلى بلادها لتربط هناك سحراً مكيناً متيناً لن يجد منه الضحية فكاكاً، بدليل أنه بعد كارثة (تساونامي) وبعدما غمرت المياه جبل السحر هناك، خرج المئات من المجانين والمسحورين من مستشفيات الصحة النفسية لدينا طلقاء أصحاء، بعد أن أذابت المياه السحر المربوط بين حجارة جبل السحرة. ولقد أدين أحد المعلمين لدينا بقضية جنائية وأودع غياهب الجب وحكم عليه لسنين طويلة، وجاء في أحد حيثيات الحكم الموجهة ضده بأنه اخترع آلة سحرية تستحث المطر على السقوط، وتصدر أصواتاً موسيقية. ودعا الكثير إلى مقاطعة السيرك العالمي وبرامجه التي قامت في العيد، ولأن برامج السيرك تقدم فقرات تحتوي على السحر والشعوذة، حينما يخرج الحاوي الحبل من كمه، وترفرف الحمامة تحت قبعته، وسيتقافز الأرنب تحت عصاه السحرية إذا طرق مرتين على الصندوق الزجاجي الذي يختبئ الثعبان بداخله. وقبل عدة أشهر نشرت صحيفة محلية أن عدداً من الأبناء قد رفعوا قضية ضد أبيهم، لأن زوجته الصبية الجميلة، قد قامت بسحر أبيهم واستلبت عقله وأبقته أسيراً لطلباتها. والأحداث السابقة لم استخرجها من أضابير القرون الوسطى، ولا من أحاديث نساء المنازل الوادعات الهانئات بقيلولة الضحى.. ولكنها تباغتنا عند كل منعطف، وتتسرب إلى أي مجلس، لنكتشف بأننا نعيش زمن الخرافة، زمن تنازل عن الحاضر واختبأ في الماضي. المفارقة هنا أن السحر هو قوة وسيطرة وعلى الرغم من هذا ما زالت الخادمات الآسيويات لدينا أضعف خلق الله وأكثرهم امتهاناً.. إن أرجأ العقل، وتغيب الأمر الإلهي بالتفكر والتدبر وأعمال العقل لهو بالتأكيد سيقهقرنا باتجاه المزيد من الانهزام للعقل الإنساني الحضاري.. والغياب في غياهب جب الخرافة.
|