Tuesday 29th November,200512115العددالثلاثاء 27 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

رمضان وموسم العمرةرمضان وموسم العمرة
حمد بن عبدالله القاضي

جهود موفقة ولكن لابد من تحديد العدد
** الجهود التي تم بذلها في (بيت الله الحرام) وفي الساحات والمنطقة المركزية كانت كبيرة جداً هذا العام، وقد انعكست -رغم كثرة الأعداد وعدم وعي الكثير من المعتمرين داخل الحرم- في المستوى الجيد من النظافة، وندرة المتسولين، والمستوى الراقي من الخدمات والتنظيمات الجيدة التي يثمنها كل معتمر، للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وفي (الساحات) كانت الجهود كبيرة وملموسة، فقد ندر وجود المفترشين الذين كانوا يضايقون الذاهبين للحرم والخارجين منه، كما اختفى باعة الطرقات الذين كانوا يشكلون أزمة مرور بالمنطقة المركزية، وكذا الشأن بانعدام المتسولين بالمنطقة وهم الذين كانوا يشغلون الناس داخل الحرم وخارجه، ولابد من تحية للجهود الكبيرة التي بذلها سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير الحازم عبدالمجيد بن عبدالعزيز، وجميع اللجان والرجال الذين كان خلفهم سموه، واستطاعوا أن ينجحوا وينفذوا الخطط الموضوعة بقيادة وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الأستاذ الفاضل عبدالله الفايز وجميع العاملين معه من مدنيين وعسكريين وتحية لوزارة الحج على جهودها الملموسة في كل المواسم.
إن هذا النجاح الذي تم بتوفيق الله، ثم بجهود ومتابعة المسؤولين والرجال المخلصين يجعلنا نتفاءل بمزيد من النجاح وتلاشي كل الملاحظات السلبية التي تضايق زوار البيت العتيق.
***
** لكن تبقى مسألة مهمة جداً وهي أن ازدياد أعداد المعتمرين في رمضان من الخارج، وبخاصة الظروف المادية للكثيرين منهم ليست جيدة، فهذه الأعداد الكبيرة لها آثارها السلبية على مستوى الخدمات وعلى النواحي الأمنية والصحية وغيرها.
من هنا فإن وضع (رقم محدد) للمعتمرين برمضان أصبح ضرورياً جداً، لأنه أمام هذه الكثرة ومحدودية المكان داخل الحرم وساحاته تجعل الجهود -مهما كانت كبيرة- لا تحقق النجاح المأمول!
إن في زيادة أعداد المعتمرين -كما أشرت- آثاراً سلبية سواء على مستوى النظافة أو الخدمات أو الصحة أو الأمن.. ولهذا فإن تحديد عدد معين في موسم رمضان -وبخاصة أن العمرة سُنَّة- صار أمراً صحياً ونعرف أن هناك عشرات الآلاف الذين يكررون العمرة كل عام وظروفهم المادية صعبة، ولذا تجدهم شبه ساكنين بالحرم وبالساحات لأنهم يسكنون في مناطق بعيدة ولا يرغبون فيها بل يريدون أن يكونوا قرب الحرم.
إن هذا الوضع يتطلب سرعة اتخاذ قرار بتحديد أعداد المعتمرين -تماماً كما تم بالحج -وهو ركن- فما بالنا بالعمرة وهي سُنَّة، وأحسب أن حكاية استفادة اقتصادنا الوطني -وهي الحجة التي يتذرع بها المنادون بفتح باب العمرة بهذه الأعداد الكبيرة برمضان خاصة- أحسبها غير صحيحة إذا نظرنا إلى مستويات المعتمرين المادية، ورأينا أن الدولة تبذل من الميزانية العامة على توفير الخدمات لهم أضعاف ما ينفقه هؤلاء المعتمرون، والذي يذهب ما ينفقون وبمجمله لمؤسسات الطوافة!!
ولا أنسى أن أشير إلى أن هذه المشاكل ليست من معتمري الخارج فقط، بل كما أشارت صحيفة (عكاظ) فإن بعض المعتمرين من العمالة المقيمة نظامياً بالمملكة يشكلون مشكلة كبيرة بالافتراش والتسول ولا توجد جهة أو تنظيم لهم، وهؤلاء الحل لهم ألا يعتمر غير القادرين منهم إلا بعد التأكد من حجز سكن لهم، مما يعني قدرة هذا العامل المادية، وبالتالي عدم حصول ظواهر سلبية من افتراش وتسول ما دام قادراً، وإذا لم يكن قادراً فهذه عمرة، وهي سُنَّة وليست واجباً أو ركناً، والله يقول عن الحج -وليس العمرة-: (من استطاع إليه سبيلاً).
***
** وبعد:
إنه يجب أن ينظر إلى الأمر بجدية وبسرعة؛ تحسباً لأي آثار سلبية من صحة وأمن وسلامة وخدمات تنتج عن ذلك، فضلاً عن أن الجهود -مهما كبرت- قد لا تجدي أمام هذه الأعداد الكبيرة التي لا يستوعبها المكان، ويصعب أن تغطيها الخدمات.
وتحية مرة أخرى لكل العاملين المخلصين.
أمانة الرياض وخدمات بلدية ناجحة!
** (بيتك الصغير المحدد) تجدك تتعب وأنت تحرص على متابعة صيانته، ونظافته، وتوفر الخدمات فيه، فما بالك بمدينة شاسعة مثل الرياض، التي يقارب عدد سكانها خمسة ملايين، وتغطي مساحاتها آلاف الكيلات!
والجميل أنه رغم هذا التطور المتسارع في هذه المدينة الغالية، وتزايد سكانها، وهم مختلفو الثقافات والأجناس والأطياف فيها، إلا أن هذه المدينة لم تترهل شأن كثير من المدن التي عندما تتسع ويزيد سكانها يعجز القائمون عليها عن تغطية وتطوير خدماتها، فضلاً عن تجميلها.
أما (الرياض) فهي غير!
إن مستوى النظافة يعتبر جيداً فيها، رغم اتساع المدينة وكبرها، ولم تشهد الرياض أزمة نظافة تذكر، بل ظل مستوى النظافة فيها -وهو أهم الخدمات البلدية- جيداً ومرضياً طوال العام، وكلما تعاون السكان بشكل أكبر كلما تحسن مستوى النظافة وتقدم.
وعلى مستوى، (الخدمات البلدية) استطاعت (أمانة الرياض) أن تسير بمشروعاتها بشكل جيد (وفق الإمكانات المتاحة)، فنحن نادراً ما نجد حياً مسكوناً بدون سفلتة، ومشروعات الإنارة تسير بشكل جيد ومتوازن، وعمليات التشجير بالشوارع والميادين قائمة رغم صعوبة المناخ وقلة المياه!
فضلاً عن التيسير على الناس وانتشار وتوزيع (البلديات الفرعية) في جميع جهات الرياض، التي تسهل على المواطنين متابعة الخدمات البلدية التي يحتاجونها، وهي ألصق الخدمات بهم من مهدهم وحتى لحدهم.
ولن أتطرق إلى العديد من النجاحات التي حققتها أمانة الرياض طوال السنوات الماضية، لكن لابد من (كلمة حق) هنا اتباعاً لقول الله تعالى: (وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ)، كلمة حق بحق المسؤولين والعاملين بأمانة مدينة الرياض الذين يقودهم سمو الأمين العامل بصمت وحسن تخطيط د. عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن وجميع زملائه العاملين معه في الأمانة وبلدياتها الفرعية!
ولابد قبل الختام من الإشارة إلى الرجل الذي وقف خلف كل لمسة عطاء وتطور في عاصمة مملكة الإنسانية ألا وهو سمو الأمير سلمان، الذي لن أتحدث عنه كثيراً ولكن أكتفي بما قاله عنه سمو أمين مدينة الرياض، الذي يعمل معه بشكل يومي.
(ويكفي القول إن ما من مشروع أشرف عليه سموه أو اقترن باسم سلمان بن عبدالعزيز إلا ويكون علامة للجودة والتميز والمصداقية والإنجاز وتراكم العطاء والتطور.
ولا نبالغ إذا ذكرنا أن رياض اليوم هي رياض سلمان بن عبدالعزيز الابن البار لها دائماً، الذي واصل العمل والجهد ليرقى بها إلى مصاف المدن المتطورة والمتميزة على الصعيد الخليجي والعربي والدولي).
تحية لكل يد تخطط وتبني وتعطي لهذا الوطن وكل عرائسه الجميلة.
محافظة عنيزة وسوء مدخلها الشمالي الرئيسى
** رغم تعاقب عدد من رؤساء البلدية على محافظة عنيزة إلا أن مدخل محافظة عنيزة من الناحية الشمالية - وهو أهم مداخلها- يعيش منذ سنوات طويلة في وضع سيئ سواء في سفلتته القديمة المليئة بالحفر أو في سوء ومسح خطوط السلامة وعيون القطط فيه، بل وانعدامها في أجزاء كبيرة منه، فضلاً عن افتقاده إلى أدنى لمسة جمالية!
إن أي زائر لأي مدينة إنما يحكم عليها من مدخلها.. ومع الأسف هذا المدخل يعطي أسوأ الصور عن هذه المحافظة الخضراء الجميلة!
فهل يتم إصلاح مدخلها الرئيسي بإعادة سفلتته ووضع خطوط السلامة فيه وتجميله أم يستمر على وضعه المزري المزمن!
إنها ملاحظة مهمة أسوقها إلى رئيس بلديتها الجديد فهل يبادر ويفعل ما لم يقم به من سبقه؟.. وأثق -مقدماً- باهتمام ومتابعة محافظ عنيزة المكلف م.مساعد السليم، وهو الذي جاء خير خلف لخير سلف في نشاطه وجهوده وتجاوبه مع كل ما يخدم أبناء هذه المحافظة وزوارها، واستكمال عطاءات سلفه أ.عبدالله السليم، الذي يذكره أبناء المحافظة بكل خير: أمانة وأخلاقاً وعطاء وتواضعاً.
العوائل التجارية والإفادة من تجربة الزامل الناجحة..!
** (تعلمت من تجار غيري ما اختصر عليَّ الكثير من العناء الوافر من الجهد).
وقد صدق هذا الحكيم المجرب الذي لم يعتز برأيه بل أفاد من تجارب غيره.
ولقد حثّت الغرفة التجارية بالرياض بمبادرتها في استضافة العديد من رجال الأعمال الناجحين ليطرحوا تجربتهم التجارية الناجحة أمام شباب ورجال الأعمال وغيرهم، بكل شفافية ووضوح، ولقد استمتعت كثيراً عندما شاهدت شريطاً مسجلاً لمحاضرة رجل الأعمال الناجح والمتحدث القدير د. عبدالرحمن الزامل، الذي لا تمتلك إلا أن تصغي إليه وهو يتحدث بكل ما يحمله من صراحة وذكاء يمزجها بالطرفة وخفّة الدم فلا تملّ منه ولا تسأم من حديثه.
لقد قدم د. عبدالرحمن الزامل في هذه المحاضرة تجربته وتجربة عائلته الناجحة، التي بدأت مع والده، الذي سافر من مسقط رأسه (عنيزة) لا يحمل إلا زاد العزيمة، ثم دخل معركة الحياة وبذل وكافح حتى وضع أسس مجموعة أولاده التجارية -رحمه الله- لقد حكى د. الزامل عن العقبات الكبيرة التي واجهت والده، ولكنه تجاوزها بعون الله، ثم سار هو وإخوته وأبناؤهم وبناتهم على هذا النهج في أعمالهم التجارية، واضعين لها أسساً ومواثيق سارت وتسير عليها منظومتهم، حتى أضحت تنتقل من نجاح إلى نجاح دون أن يؤثر ذلك على علاقة هذه الأسرة وتواصلها -أدام الله عليهم ذلك- وهذا في الحقيقة هو الأهم فالفلوس -كما يقول المثل- تخرّب النفوس، لكن لدى هذه العائلة، كما كشفت هذه المحاضرة، كانت علاقة الرحم عندهم أنها أهم وأغلى من علاقة الدرهم والدينار.
إنني أدعو كل عائلة ومجموعة تجارية أن تستمع إلى هذه المحاضرة القيّمة، التي أبانت العديد من التجارب والعقبات التي واجهت أسرة المحاضر، ثم بالتالي وضعوا لها الأسس العلمية وليس النظرية لنجاح أعمالهم، مما يحسن بكل شخص أو عائلة تعمل في ميدان التجارب أن تفيد منها، فكم من تجربة أفاد منها الإنسان نجاحاً وردّت عنه فشلاً، وبخاصة في دنيا التجارة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved