|
|
انت في
|
تعمل الاجتماعات واللقاءات الأسرية والعائلية كحجم أقل نطاقاً من التجمع القبلي والعشائري الكبير في تحفيز صلة الأرحام وتقوية علاقات الاخوة بين الناس في إطارهم الواحد من حيث اتساع النشاط فيها وإمكانية السيطرة على مستلزمات التجانس بين المجتمعين الأقل عدداً والملاحظ اتساع نطاق اللقاءات العائلية والأسرية بحيث أصبحت حدثاً سنوياً (أو نصف سنوي) لابد منه ولو خلا من أن يفرق فيه كل أمر حكيم في الكثير منها، بيد أن تعميق الفكرة في نفوس الناس وخصوصاً النشء أمر غاية في الأهمية لما يكتنفه من جذب للأواصر والعلاقات وتطبيع النفس على الأنس والمؤانسة مع الغير وتعويدها على بناء العلاقة الجيدة بين الكل إلى غير ذلك من فضائل الاجتماع بين الناس في محيط واحد وتحت مظلة إنسانية واجتماعية معدة ومرتبة، والواقع المنشود في هذه اللقاءات والاجتماعات الأسرية هو أن تكون ذات أهدافٍ أو أبعادٍ أكثر مطلبية ونفعية تحقق التوازن بين تحقق صلة الرحم والتعرف على الآخر ومؤانسته وتقوية العلاقة الإنسانية من المنطلق الشرعي الفضيل من جهة والعمل على تقريب وجهات النظر في المسائل التي تهم المجتمع الأسري الواحد والوقوف على أوضاع الأقل يسراً وخصوصاً الشباب الذين في بداية الخطوات الأولى في طريق حياتهم العملية فالصغير بحاجة لدعم ومؤازرة الكبير وإرشاده والكبير بحاجة دائمة إلى مراعاة الصغير وتوفير متطلباته بالسؤال والمراعاة بالقول والفعل الحسن.ومن الأمور التي يمكن أن ترافق الاجتماعات الأسرية وتضيف إليها بعداً أكثر عملية هو التعاون على توسيع دائرة العمل التجاري والربحي للأفراد كونهم يشكلون نواة الاجتماعات الأسرية وذلك في الدخول في شراكة مالية لتحفيز التعاون والشعور بقوة العلاقة وما ينتج عنها من تعاون وفائدة للجميع والبعد عن الخوف المفرط من تداعيات الشراكة المالية خصوصاً إذا أوكلت لمن يحسن التعامل معها والرفع من مستوى أدائها مع مرور الوقت فرأس المال قد يتوفر وكذلك إدارته وتشغيله ولو من جهة أخرى مختصة ولكن يبقى العنصر المنشود وهو الفائدة على الأسر المشاركة من خلال عمل ودعم جماعي من الكل لصالح الكل. أعني أن الهدف الذي ينبغي أن يسعى إليه هو أن تخرج اللقاءات الأسرية والتجمعات من عباءة العادة السنوية والمجاملة المعتادة إلى نطاق أرحب من التعاون على الخير ودعم الأفراد بكل ما يمكن أن يوطد أواصر العلاقة الإنسانية مع الحفاظ على يسر العلاقة وطيبها وما تحدثه في النفس من أنس ومعاملة طيبة حسنة مع توقير الكبير واحترامه والسؤال عنه والنظر في وضع الصغير ودعمه بالمشورة والرأي والتوجيه والتعاون أفقياً ورأسياً بين الجميع لتحقيق ما يرجونه ويصبون إليه من خلال اللقاءات والتجمعات الأسرية. والله الموفق |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |