لقد طالعت الكاريكاتير الذي رسمته ريشة المبدع (هاجد)، وذلك في عدد الجزيرة 12111 في يوم الجمعة 23-10- 1426هـ، حيث رسم الفنان هاجد شخصية امرأة سعودية بصحبة زوجها وقد صعدا السلم الكهربائي، ولكنه توقف عن العمل بسبب وزن هذه المرأة (الزائد جداً)!!. ولعل هناك إحصاءات خطيرة تبيّن أن النساء السعوديات هن أكثر بدانة من غيرهن، وأنهن أكثر استجابة للبدانة من غيرهن، ولعل من يرى النمط الاجتماعي للمرأة السعودية سيجد أنها لا تمارس نشاطات تعينها على مقاومة مشكلة زيادة الوزن، ما تسبب في زيادة أعداد السعوديات البدينات اللاتي يعانين من مشكلة زيادة الوزن. نعلم جميعاً أن الفتيات لا يرغبن في البدانة، ولا أعتقد أن هناك سيدة أو فتاة تسعى إلى البدانة المفرطة!!. ولكن من يرى النمط الاجتماعي للمرأة السعودية سيرى أن زيادة الوزن نتيجة طبيعية جداً بسبب هذا النمط الاجتماعي الذي يحكم هذه المرأة!!. فالمرأة السعودية لا تجد التشجيع الكافي لكي تمارس الأنشطة الرياضية سواء على مستوى المدرسة أو حتى على المستوى الاجتماعي أو حتى على الأقل تثقيفها في الرياضة وطرق ممارستها لكي تكون هذه المرأة على دراية بطرق ممارسة الرياضة بأنواعها لتختار ما يناسبها من تلك الرياضات الكثيرة جداً التي وللأسف لم تستوعبها الفتاة السعودية!. ولعلي في مقال سابق وتحديداً في صفحة الرأي في العدد 11842 في يوم الثلاثاء الموافق 20 من محرم 1426هـ قد تحدثت عن أهمية إدخال مادة (الثقافة الرياضية) في مدارس البنات.. وبالتأكيد نحن لا نريد أن تمارس الفتيات الرياضة كما يمارسها الذكور!، ولكن نريد أن تكون هذه المادة مدخلاً لتثقيف الفتيات بالرياضة بأنواعها وطرق ممارستها بما يتناسب مع حاجة كل فتاة؛ ليكون لدى الفتيات إلمام كاف بالرياضة لكي تستطيع الفتاة السعودية التعامل مع الرياضة تعاملاً ايجابياً.. فما نراه الآن انجراف كثير من فتياتنا وراء تلك الأدوية والمستحضرات الكثيرة التي يدعي أصحابها أنها الطريق الأمثل للنحافة والرشاقة فتنجرف الفتيات وراء هذه الدعايات وفي النهاية لا يجنين سوى الأمراض والمضاعفات الخطيرة التي تهدد الصحة وتهدد الجمال. والقصص فيما يخص هذا الموضوع كثيرة جداً، فهناك فتيات ما زلن يعانين آثار تلك الأدوية والمستحضرات التي لا يهدف أصحابها من عملية ترويجها سوى الربح المادي وتسويق تلك المنتجات التي أغلبها مجهولة المصدر.. فلماذا يا ترى تنجرف فتياتنا وراء تلك الأدوية والمستحضرات التجارية؟؟!.. السبب واضح: لأن فتياتنا لم يجدن طريقة للهروب من شبح البدانة إلا تلك المنتجات التي يدعي صانعوها أنها الطريق الأمثل والأسرع إلى النحافة!. فالفتاة السعودية وللأسف ليس لديها تلك الثقافة الكافية بالرياضة وبفوائدها وطرق ممارستها، ما يجعل من إدخال مادة (الثقافة الرياضية) في مدارس البنات أمراً ملحاً من أجل تكوين وعي رياضي ايجابي لدى الفتيات، ولكي تعلم فتياتنا أن هناك طرقاً أفضل لمواجهة البدانة وأولها الرياضة!!. فنحن نعلم فوائد الرياضة التي تُنَشِّط الجسم وتساعد على القضاء على السمنة وإعطاء الإنسان اللياقة البدنية المطلوبة التي يحتاجها الجسم. أو أنه ليس أمام فتياتنا إلا الانجراف والانخداع بتلك المنتجات التجارية مجهولة المصدر التي يدعي أصحابها أنها طريق الرشاقة.. وفي النهاية لا يأتي فتياتنا من تلك المنتجات إلا الأمراض والمضاعفات ناهيك عن صرف المبالغ الكبيرة من أجل الحصول على تلك المنتجات (الآفة)!!. فمشكلة البدانة لدى السيدات في مجتمعنا مشكلة جديرة بالطرح والنقاش من أجل مواجهتها ووضع الحلول الكفيلة بالقضاء عليها أو الحد منها على أقل تقدير، وإعطاء الفتاة السعودية مجالات وطرقا أوسع من أجل مواجهة خطر البدانة.
فايز بن ظاهر الشراري الجوف - طبرجل |