........غربيات.........
إسرائيل: هزة فلسطينية تضرب تل أبيب
شارون يستقيل ويشكل حزباً خاصاً به

* موسكو - سعيد طانيوس:
تناولت صحيفة (ترود) الروسية تحت هذا العنوان، التطورات السياسية المتسارعة في إسرائيل بعد استقالة رئيس الحكومة ارييل شارون من حزب الليكود الحاكم واعلانه عن عزمه تشكيل حزب سياسي جديد بقيادته تحت اسم (المسؤولية الوطنية). وقالت انه علاوة على الهزة السياسية التي شكلتها استقالة شارون في الوسط السياسي الإسرائيلي، فان هذه الاستقالة ترافقت مع اعلان زعيم حزب العمل الجديد، عمير بيرتس، عن نية حزبه الانسحاب من الائتلاف الحكومي القائم في الدولة العبرية حالياً، وهذا ما أرغم شارون على الطلب من الرئيس الإسرائيلي، موشي كاتساف، حل الكنيست قبل انتهاء فترة ولايته والدعوة إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة جديدة في الثامن والعشرين من شهر آذار - مارس القادم، على اعتبار ان القانون الإسرائيلي الأساسي ينص على وجوب إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في غصون تسعين يوما من تاريخ حل البرلمان.
مشيرة إلى أن شارون أعلن عند اتخاذه هذا القرار ان (هزّة أرضية فلسطينية تقترب من البلاد)!. وأكدت الصحيفة أن معارضي شارون داخل الليكود أحرجوه فاخرجوه، وقالت ان ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى اتخاذ قرار الاستقالة الصعب من الليكود الذي أسسه بنفسه، هو تزايد قوة المعارضين له داخل صفوف هذا الحزب وتكتلهم ضد تمرير قرارات أساسية مهمة في عملية تسوية أزمة الشرق الاوسط، كما في مجال السياسة الاقتصادية - الاجتماعية في الداخل الإسرائيلي.
واعتبرت الصحيفة ان شارون يفرغ بانسحابه من حزب الليكود من الكثير من كوادره، فعدا عن انسحاب 14 نائباً من كتلة هذا الحزب معه وانضمامهم إلى الحزب الجديد الذي ينوي تشكيله، فإن الكثير من وزراء هذا الحزب مدينون لشارون شخصيا بمناصبهم، وسيكونون إلى جانبه في حزبه الجديد، كما انه ليس من المستبعد ان ينضم لاحقا إلى حزب شارون السياسي الإسرائيلي المخضرم، شيمون بيريز، ولا سيما بعد خسارته معركة زعامة حزب العمل مؤخراً أمام منافسه الشاب عمير بيرتس.
واستنتجت الصحيفة من ذلك، أن حزب شارون الجديد الذي قالت انه سيكون حزباً وسطياً سيتمتع بقوة سياسية كبيرة في البلاد، ربما تفوق قوة الحزبين الرئيسيين، أي العمل والليكود، خصوصا وان قادته وقاعدته مستمدة بشكل أساسي من هذين الحزبين. وذكرت (ترود) أنه في ظل شروط التغيير الضروري للديكور السياسي في الساحة الإسرائيلية الداخلية، فإن شارون استطاع من خلال استقالته من الليكود وإعلانه عن عزمه تشكيل حزب سياسي جديد، في وقت تستعد فيه البلاد لخوض انتخابات نيابية مبكرة، أن يحافظ على زمام المبادرة في يده، من جهة، وأن يظهر نفسه بمظهر الزعيم الوطني الكبير من جهة ثانية.
كما أن شارون استطاع بخطوته المذكورة تجنب تجرع كأس خوض انتخابات داخلية صعبة في صفوف الليكود على أبو اب الانتخابات العامة، خصوصا في هذا الوقت الذي يتزايد فيه عدد وقوة الليكوديين الذين يوجهون سهام انتقاداتهم لخطوة الانسحاب من قطاع غزّة. وخلصت الصحيفة الروسية إلى القول، بما أن قانون الانتخابات الإسرائيلي، ينص على تولية زعيم الحزب الفائز في الانتخابات منصب رئيس الوزراء، فإن شارون الذي يتمتع بشعبية واسعة داخل إسرائيل في المرحلة الراهنة وشهرة كبيرة ، يملك حظوظا كبيرة في تولي تشكيل حكومة ائتلافية جديدة تنبثق عن الانتخابات القادمة، وعندها سيكون أكثر حرية وطلاقة مما هو الآن سواء بالنسبة لعملية التسوية مع الفلسطينيين ، أو بالنسبة لموازنة البلاد.