النقد الفني ومشكلته القائمة إلى الأبد..عملية الخلط والعجن والتي نراها في كل يوم تحت اسم النقد الفني.. أعمال معول الهدم في كل إنتاج فيما دون أدنى حق!! نحن نتساءل.. بأي حق منطق يخول لزيد من الناس أن يستعمل كل ما لديه من ألفاظ اكتسبها سماعا في وصف عمل ما أو مدح عمل ما أو ذمه..؟؟؟ هل المسألة بهذه البساطة بحيث يطرقها الذين يعلمون والذين لا يعلمون..؟؟ هل أصبح مجال من أكبر مجالات الفكر وأخطرها مسرحا مفتوحا لكل من هب ودب.. يعبث فيه كما يشاء..؟؟.. ويكتب فيه ما يشاء؟؟؟ نحن نعلم بأن الموضوع ذو وجهين الوجه الأول. موضوع الرأي الشخصي.. وهذا ملك مشاع لكل إنسان وهو ما نسميه بحرية الرأي.. ولكن هذا لا يتعدى صاحبه أي أنه لك الحق كل الحق في أن تنفعل مع هذا العمل أو ذاك.. ولك الحق في أن تحدد إعجابك أو استهجانك لهذا العمل أو ذاك.. ولكن يجب أن لا يتعداك هذا الشعور لغيرك. والوجه الآخر وهو موضوع الرأي الذي يمثل المجموع.. الرأي الذي يمثل السواد الأكبر من المجتمع الذي يحوي هذا الإنتاج وصانعيه. هنا يجب أن نقف قليلا فالأمر يحتاج إلى تريث وتفكير.. فالمسألة تعدت مجال الرأي الشخصي إلى الرأي الفني الذي يحدد صلاحية هذا العمل أو عدمها. وهو ما يسمى (النقد الفني).. عند هذا الحد وجب أن نستوفي جميع الشروط لتصبح ناقداً.. منها المعرفة التامة بنوع العمل الذي ستكتب عنه أو ستنتقده.. ومنها تمتعك بقدر كاف من الثقافة ومنها تجردك التام من كل مؤثر خارجي.. وتجردك من كل عاطفة تتصل بالعمل وبالقائمين عليه حتى يصبح الرأي سليما ومنطقيا.. وهذا ما نفتقده اليوم في كل من يكتب عن أي إنتاج فني.. ولي عودة إلى نفس الموضوع.. وإلى لقاء.
|