Tuesday 6th December,200512122العددالثلاثاء 4 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

العام الدراسي الجديد.. وإتقان الصلاحيات الأساسية لتفهم عالم اليومالعام الدراسي الجديد.. وإتقان الصلاحيات الأساسية لتفهم عالم اليوم
د. محمد سالم / كلية التربية - جامعة الملك سعود

لا نبالغ إذا قلنا إن إحدى الصعوبات الكبيرة التي تواجه النظام التعليمي اليوم على كل مستوياته تتمثل في الاختيار المناسب لمحتويات المناهج الدراسية، مع الأخذ في الاعتبار الحشد الهائل للمعلومات التي تتراكم في كل ميادين المعرفة ومجالاتها.
والواضح أن المدارس لا يمكن أن تواصل تعليم كل شيء، خصوصاً عندما تكون المعرفة والمفاهيم في تغير مستمر، وسريع، وعندما تكون المعلومات الجديدة متاحة، ويمكن الحصول عليها من خلال القنوات المختلفة الكثيرة، ومن مصادر متاحة ويمكن الوصول إليها، بشكل متزايد ومن جهة أخرى فإن الحاجة إلى التعليم مدى الحياة تعتبر واقعاً حتمياً لا مفر منه.
والنتيجة المنطقية لهذا الوضع هو العودة إلى المعرفة والصلاحيات الأساسية التي يجب على المدرسة محاولة تنميتها في كل فرد، إذ إن ذلك هو أفضل ضمان لما يعقب ذلك من تعلم على امتداد أجل الفرد.
وهذا يفسر -مثلاً- الأهمية التي توليها وزارة التربية والتعليم في المملكة - لإتقان مهارات القراءة والكتابة، والرياضيات الأساسية، فإتقان بعض الاختصاصات الأساسية، والتفوق فيها من جانب كل التلاميذ في أثناء الدراسة المدرسية الإجبارية ليس فحسب ضرورة أساسية لتفهم عالم اليوم، بل أيضا ضماناً للإنصاف والمساواة في داخل النظام ذاته ومبدأ الصلاحيات أو القدرات الأساسية له مدلولاته التربوية (التعليمية)، والسيكولوجية، والاجتماعيات، لأنه ذو صلة كبيرة بالتعليم المتكامل، الذي يشمل المعرفة والمهارات، والاتجاهات التي تتعلق بالمجالات المختلفة للمناهج الدراسية ومن ثم فإنه يوصف أيضا بالتعلم (التعليم) المستعرض، أو التعليم المتداخل المعارف، مع القاسم المشترك لكونه مفيداً في حل معظم المشكلات التي يواجهها الفرد في حياته اليومية.
إن التفوق أو إتقان بعض الصلاحيات أو القدرات الأساسية، يجعل المملكة تفهم العالم القريب المباشر، وأيضاً العالم البعيد، وذلك بسبب طبيعتهما المتحولة، ولأن التركيز لا يكون على محتويات معنية، ولكن على المهارات وحسم المواقف، فإن أسلوب الاعتراف بالقدرات والصلاحيات الأساسية يمكن تطبيقه من خلال:
- تزويد الكتاب المدرسي بتكليفات وأنشطة تساعد المتعلم في تكوين مهارات التعلم الذاتي واستخدام مصادر أخرى للتعلم مع ضرورة تنويع الآراء والأفكار في تناول القضية الواحدة وقبول الآخر وتنويع الإجابات للسؤال الواحد، مع تحقيق الفكر التكاملي والوظيفي والناقد في تقديم وحدات الكتاب ودروسه.
- تكون مكتبات الفصول التي تتضمن الكتب العلمية المبسطة والمجلات المقدمة للأطفال والناشئة والمعاجم والموسوعات والإصدارات الحديثة والصحف اليومية بالإضافة إلى البرمجيات من أقراص مرنة ومدمجة، وقواعد بيانات وأشرطة مسموعة مرئية.
- إثراء عملية التعليم والتقويم واستخدام الكتب والمجلات والسلاسل الثقافية من مواد مطبوعة يمكن للمعلم أن يشجع طلابه على استخدامها وإدخالها ضمن الأنشطة والتكليفات والواجبات المنزلية التي تثبت المهارات وتثري القدرات وتكون الاتجاهات وتوسع من مفهوم المنهج بإضافة الخبرات المتنوعة إليه سواء كانت داخل المدرسة أو خارجها.
- الاهتمام بتنمية المهارات العليا في التفكير لمواجهة تحديات العصر وحل مشكلاته وقضاياه وإشكالياته، فطبيعة هذا العصر تتطلب توافر قدرات عقلية عليا، وامتلاك مهارات التفكير الناقد، والابتكاري، كما تتطلب التعامل المتقن لثقافة الحاسب الآلي وشبكة المعلومات المتعددة حتى يتمكن إنسان الألفية الثالثة من أن يكون قادراً على تعلم كيف يتعلم.
وتبني نموذج للتعلم يتمركز حول الفرد المتعلم، بحيث يصبح هدف العملية التعليمية هو تنمية أنواع الذكاءات المتعددة لدى جميع المتعلمين بما يتفق وميولهم واتجاهاتهم ومواهبهم واستعداداتهم، وهنا لابد من الأخذ بمفهوم مصادر المعرفة المتعددة حتى يتم تحقيقه متناغماً مع أنواع الذكاءات المتعددة لدى المتعلمين.
وأخيراً لابد من تربية وقائية واستقلالية خلقية لمواجهة المشكلات والتحديات ولامتلاك مهارات الانتقاء والاختيار والتفاوض والحوار وفق إطار مرجعي إسلامي منفتح وإطار اجتماعي وثقافي وقيمي مقبول محلياً وعالمياً.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved