طفح الجلد الطبيعي عند الأطفال

* د. وائل أبودياب :
إن الطفل هو النواة الأولى للأسرة، وهونبع الأمل وعنوان البراءة، ولهذا أردنا تسليط الضوء على الأمراض والتظاهرات التي تعكر ابتسامة هذا الطفل وبشكل خاص في مرحلة الوليد وهي الأسابيع الأربعة الأولى من الحياة خارج الرحم.
ولابد قبل البدء من ذكر لمحة عن بنية وظائف الجلد تكون الوظيفة الحاجزية في الوليد كامل النضج مكتملةً، وينتج خطر زيادة الامتصاص عبر الجلد عن زيادة نسبة سطح الجسم إلى الحجم، ووجود ظروف تغطية, وزيادة الحرارة والرطوبة في محيط الوليد، وذلك أكثر مما هو ناتج عن ضعف الحاجز الجلدي.
بينما يكون هناك لدى الخدج ضعف في الحاجز الدفاعي للجلد، وتكون الغدد العرقية الناتجة مكتملة النمو تشريحياً ووظيفياً عند الوليد كامل النضج, وغير مكتملة وظيفياً عند الخديج، وتكون نسب إفراز الزهم لدى الوليد أعلى مقارنة مع الأطفال الأكبر سناً قبل البلوغ، وتعكس التحريض بواسطة الأندروجينات الوالدية.
وتبدأ فعالية الغدد الزهمية في التناقص في نهاية الشهر الأول للحياة وسنبدأ بالتظاهرات الفيزيولوجية العابرة:
الطلاء الدهني
Varnix Caseosa
غلاف من مواد ليبيدية يمكن أن يغطي كامل الجسم بعد الولادة أوفقط في داخل الرحم.
وهو يجف بسرعة ويبدأ بالتقشر خلال ساعات من الولادة ووظيفته غير معروفة، ويمكن أن يعكس لونه مشاكل داخل الرحم.
زراق النهايات: Acrocyanosis تبدو اليدان والقدمان شاحبة مع ميل للون الازرق ويظهر خلال الـ 48 ساعة الأولى من الحياة، وهووصفي للوليد تام النضج.
وإذا لم يترافق مع أعراض أخرى فإنه يعتبر طبيعيا ًخلال اليوم الأول للحياة.
حمامي الوليد
Erythema Neonatorum هي احمرار معمم، يصيب الوليد خلال ساعات من الولادة، ويتلاشى عفوياً خلال يومين.
تغير اللون الهارج:
ويظهر في وقت ما من الأسبوع الأول للحياة، حيث يظهر اختلافُ لونٍ حيويٍّ على طول الخط الناصف، وتستمر الهجمة من ? إلى 20 دقيقة.
ولا تملك الهجمات أية أهمية مرضية، وهي غالباً ناتجة عن عدم نضج مراكز الجملة العصبية المسؤولة عن ضبط الأوعية المحيطية.
الجلد المرمري
Cutis Marmorata
يبدي الولدان المعرضون للبرودة جلداً مرمرياً، وبالرغم من أنه يختفي بإعادة التدفئة فإن العديد من الولدان الطبيعيين يبدون جلداً مرمرياً حتى تحت ظروف بيئية أفضل.
التقشر الفيزيولوجي عند الوليد: Physiological Scaling of newborn
هو تقشر سطحي يظهر منذ اليوم الأول للحياة، ويقتصر بشكل شائع على اليدين والقدمين ولكن قد ينتشر تدريجيا. ولا توجد صعوبة في تشخيصه، ولا بد من تمييزه عن بعض الأنواع الشائعة الخفيفة للسماك التي تتظاهر بتوسف الجلد.
نفاطات المص
Sucking Blisters
واحدة أوأكثر من النفاطات أوالتآكلات على الأصابع والساعدين، ويعتقد أنها ناجمة عن الشفط الشديد داخل الرحم، وتشفى النفاطات بسرعة دون عقابيل.
فرط تصنع الغدد الزهمية
Sebaceous Gland Hyperplasia
يظهر على هيئة حطاطات مائلة للون الأصفر, دقيقة, متعددة, تظهر على الوجه وتحدث بتأثير الهرمونات الوالدية، وتختفي الآفات خلال الأسابيع الأولى للحياة.
البلوغ الباكر
Miniature Puberty
هو مجموعة من التظاهرات التي تظهر عند الوليد بتأثير الهرمونات الوالدية والمشيمية، وهي متغايرة بشدة، فتبدو الأعضاء التناسلية نامية، ويبدي الجنسان ضخامة في غدة الثدي عند الولادة، وتتوسف ظهارة المهبل المفرط التصنع خلال أيام قليلة بعد الولادة لتترك غشاء مخاطياً طفلياً طبيعياً.
لآلئ ابشتاين:
Epsteins Pearls
كيسات صفراء مبيضة ميليميترية تشاهد في الفم على طول الوصل بين الحنك الصلب والرخو، وتظهر لدى 85% من الولدان الشرقيين، وتختفي خلال أسابيع قليلة دون معالجة.
البقعة المنغولية
mangolian Spot
شائعة الحدوث لدى الشرقيين، ويحدث فرط تصبغ للصفن مرافقٌ للبقعة المنغولية التي تظهر بشكل بقعة مصطبغة على أسفل الظهر غالباً.
الحمامي السمية عند الوليد Erythema toxicum neonatorub
ما يزال السبب مجهولاً والتسمية غير ملائمة بسبب غياب أي دليل لوجود سبب سمي. وافتُرض السبب الأرجي بسبب فرط الحساسية للحليب، أوالدواء المنقول عبر المشيمة، أومفرزات المهبل. واقتُرح حدوث استجابة التهابية مثارة بأحد مكونات الزهم وتحدث خلال الأيام الأولى للحياة، وغالباً خلال اليومين الأولين للحياة ويأخذ الطفح شكل بقع حمامية, إلا أنها تعف عن الراحتين والأخمصين. ويكون الوليد بصحة عامة جيدة، ويحدث شفاء عفوي سريع خلال ثلاثة أيام ولذا فهي لا تحتاج للمعالجة.
البثار الوليدي العابر
Transit Neonatal Pustulosis
يظهر عادة بعد الولادة، ويتألف الطفح من بثرات رخوة, سطحية, وقد تظهر على الوجه أوالجذع أوالأطراف وتزول بسرعة ويكون الوليد بصحة عامة جيدة.
بثار النهايات الوليدي
Neonatal Acral Pustulosis
مرض غير شائع ولا تزال الأسباب مجهولة، ولكن اقتُرح أنه قد يتلو معالجة ناجحة للجرب، ويظهر بشكل مجموعات من البثرات ناكسة حاكة بشدة, وقد تترافق بحويصلات تحدث على الأطراف بشكل أساسي، وتستمر كل مجموعة من 7-14 يوماً، بفواصل من2-4 أسابيع، وتختفي خلال سنتين من البدء ومن الممكن استخدام معالجات موضعية أوجهازية لتخفيض شدة الهجمات.
قبعة المهد: Cradle Cap
تعبير يطلق على أي حالة يوجد فيها قشور ملتصقة بالفروة عند الولدان، ويعتقد أنها ناجمة عن نهاية الطلاء الدهني، ويعتبر البعض هذه الحالة شكلاً من أشكال التهاب الجلد المثي الطفلي.
البثار الحمض
eosinophilic Pustulosis
الأسباب مازالت مجهولة, ويكون بدء الآفات في مرحلة الرضاعة وتصيب الآفات الفروة بشكل مسيطر، حيث تكون بشكل بثرات ميليمترية حاكة على قاعدة حمامية، ويتميز المرض بالنكس الدوري، ولا يحتاج المرض للمعالجة بسبب السير السليم والشفاء العفوي.
ضمور الجلد البقعي عند الخدج
Anetroderma of prematurity
وصفت حالات من ولدان خدج ظهرت لديهم مناطق دائرية من الضمور الجلدي على الجذع والأقسام القريبة من الأطراف خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة. وظهرت البقع خلال وجودهم في وحدة العناية المشددة، ولذا لا يمكن نفي أن يكون لإجراءات العناية بالوليد الرضية دور في ظهور هذه الحالة.
التوسف الصفاحي عند الوليد: Lamellar desquamation of new born
كيان سريري واضح ومميز يسبق تطور أحد السماكات، وقد تكون الإصابة خفيفة، وتتظاهر باحمرار جلد خفيف، بينما في الإصابة الشديدة يغطى الوليد بغشاء نصف شفاف يحيط بالطفل كالصندوق، ويكون الوجه متوتراً غير قابل للحركة مع شتر خارجي وانقلاب للشفتين وانمحاء الأنف وتشوه الأذنين.
ويجف هذا الغشاء ويتشقق خلال ساعات ويتوسف الغشاء خلال يومين، ولكن يعاد تشكله عدة مرات، وتكمن الخطورة في ضعف التنظيم الحروري.
أما على المدى البعيد فيعتمد الإنذار على نوع السماك الذي سيتطور لاحقاً والعنصر الأهم في العلاج هوإنقاص كمية السوائل المفقودة عبر الجلد بتطبيق ليبيدات على سطح الجلد مع مراقبة توازن السوائل والشوارد وتعويضها وريدياً أوفموياً.
الدخنية: Miliaria
تنتج الدخنية عن احتباس مفرزات الغدد وتظهر بشكل مجموعات من حويصلات رقيقة الجدار, أوحطاطي حويصلي على أرضية حمامية، ويحدث ذلك بشكل شائع خلال أول أسبوعين من الحياة.
بوليبات الملحقات الوليدي:
Neonatal adnexal polyps
بوليبات وحيدة غالباً وتشفى ذاتيا،ً وهي تظهر بالقرب من الحلمة إلى الجهة الأنسية بشكل عقيدة زهرية اللون بقطر حوالي 1 ملم، وتنفصل هذه الآفات بشكل تام عن الجلد خلال عدة أيام.