حدود الزطن
تُرَبة
.. واسطة العقد.. بين الحجاز ونجد
تربة القديمة.. هل هي (دجنة) و(تربة النخيل)..؟

  * حلقات كتبها: حمّاد بن حامد السالمي - سعد الخرجي - محمد البقمي- عليان آل سعدان وصورها: حمّاد السالمي:
في الحلقة الثالثة اليوم من حدود الوطن التي توقفت بنا عند حد محافظة تربة، سوف نتجول بكم في بطون بعض الكتب التاريخية والجغرافية والأدبية. إن التاريخ جزء من محافظة تربة، مثلما هي جزء فاعل فيه.. وهنا يصعب على كاتب يتناول تربة بالكلام أن يتجاوز تاريخها أو آراء المؤرخين فيها.
*******
بين ماضٍ وحاضر..
* تأتي محافظة تربة في الصف الثاني من تصنيف المحافظات في المملكة العربية السعودية، فهي من أكبرها وأعرقها نظراً إلى تاريخها القديم الذي يمتد من العصر الجاهلي حتى عصر صدر الإسلام، حيث كانت محطة رئيسية لمورد القوافل التي تسلك العديد من الطرق التي تجتاز وادي تربة لتلتقي في مركز الثقل التجاري في الجزيرة العربية (مكة المكرمة) مكونة شبكة من الطرق سلكها الحجاج بعد ظهور الإسلام.
موقع تربة
* تقع محافظة تربة في الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية على خط طول 38-41 دقيقة ودائرة عرض 23-21 دقيقة ويحدها من الغرب محافظة الطائف ومن الشرق محافظة رنيه ومن الجنوب محافظة الباحة ومن الشمال محافظة الخرمة. وتبعد عن محافظة الطائف حوالي 200كم شرقاً. ولقد ذكرها ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان فقال: (وادي تربة بالقرب من مكة على مسافة يومين منها). وقد ربطت تربة بين الحجاز ونجد بحكم موقعها الجغرافي المميز ومساحتها الشاسعة.
اسم تربة
* سميت تربة بهذا الاسم؛ نسبةً لكثرة مياهها وخصوبة أرضها. وكان هذا الاسم يطلق قديماً على الوادي،؛ وادي تربة الذي يمتد من قمم جبال الحجاز وحتى أطراف صحراء نجد بطول 400كم ويصب فيه العديد من الأودية والشعاب ومنها أودية: ( بيده - عردة - السليم - الخمرة - كرا ) وكرا يمثل أحد الروافد الرئيسية لتزويده بالمياه العذبة.
تربة ودجنة..
* ومن أسماء تربة القديمة دجنة وتربة النخيل، وتعرف الآن باسم تربة البقوم؛ نسبة إلى قبيلة البقوم العربية الشهيرة التي تشكل غالبية السكان. وقد ذكر اسم تربة في العصر الجاهلي وفي صدر الإسلام حيث ذكرت في كتاب تاريخ العرب قبل الإسلام في الحادثة التي وقعت بين بني عامر وأحد قواد أبرهة الحبشي في وادٍ يؤدي إلى تربة عندما غزا مكة المكرمة لهدم الكعبة المشرفة، كما ذكرت على لسان أبي البراء عامر بن مالك.
* ثم ذكرت تربة في صدر الإسلام في السنة السابعة للهجرة (عندما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب في ثلاثين رجلاً إلى هوازن في تربة).
نشأة تربة
* اختلف الرواة والمؤرخون حول نشأتها، ولكن الراجح من أقوالهم أنها نشأت في العصر الجاهلي كأول بلدة على وادي تربة عامرة بالسكان والزراعة نظراً لموقعها المتميز ومعطياتها الطبيعية من مياه جارية وتربة زراعية خصبة، حيث نشأ عن قربها من مكة المكرمة جسر من التواصل البشري والتجاري امتد إلى مدن الحجاز كلها؛ وذلك لما كانت تمد به هذه البلدان من إنتاج زراعي أهمه محصول التمور.
آثار تربة
* تنتشر العديد من المعالم الأثرية في تربة وحولها، منها بقايا منازل قديمة بنيت على قمم التلال والجبال وبعض الحصون مثل حصن كرا الشهير وكذلك آبار وسدود قديمة، ويوجد العديد من النقوش الأثرية التي يعود تاريخها إلى قبل البعثة ويوجد العديد من الطرق القديمة التي تمر بتربة.
* وتضم بين جنباتها أيضاً العديد من المواقع الأثرية القديمة، ومن ذلك سوق رمادان وآثار شنقل. كما أن في تربة العديد من المعالم من جبال وشعاب وأودية ذكرت بأشعار القدماء والمتأخرين. وجبل حضن ممتد تراه من مسافات بعيدة ويمتاز بتباين طبيعته والتضاريس الجغرافية التي من حوله ولقد سكنه بنو هلال. وحضن هو الذي قيل فيه (من رأى حضناً فقد انجد) ويقول الشاعر مطلق النواح في تلك الجبال الشهيرة:
يقول مطلق يأوي قنة حضن
ضلع البقوم اللي على الضيحة يبين
معالم جبلية
* ومن المعالم أيضاً الأهايل، وهي عدة جبال مترادفة، والبعض منها منفرد.. يقول الشاعر فيصل ردعان الرياحي فيها: