|
|
انت في
|
تتخذ العلاقة بين المجتمعات أنماطاً مختلفةً وتتباين قوة العلاقات وفقاً لتأطير الاحترام المتبادل كنسق تفاعلي خلاق يؤسس لتواصل مثمر بناء من خلال التعاون والتبادل التجاري والمعرفي والتمثيل الدبلوماسي بين الدول ما يعزز الروابط بهذا الصدد، ويتم تصنيف المجتمعات بالمقاييس الحضارية على ضوء اكتسابها معطيات النمو على نحو يحقق الحد الأعلى من تطبيق للخطط وتنفيذ للإستراتيجيات على الوجه الأكمل، مقارنةً بالفترة الزمنية لهذا التحقيق وتجسيده على أرض الواقع متوافقاً مع التطلعات بهذا الخصوص، بيد أن الحضارة بمفهومها الشامل لا تعني فقط الجانب الصناعي أو الاقتصادي بقدر ما تمثل انصهاراً للرؤى والأفكار وبلورتها في سياق تحديد المعالم المرتبطة بشتى المفاهيم، وصقل للهوية في تأسيس الشخصية وارتباطها بطبيعة الحال بالمورث كامتداد للاعتبار من جهة، وتأكيداً للحضور بكل ما يفرضه هذا الحضور من تفاعل وارتباط بالأحداث، بل علاقات تمتد مع الأمم المختلفة من خلال مد جسور من التواصل يؤطرها الاحترام المتبادل في إطار المصالح المشتركة بمعزل عن التدخل في الشؤون الداخلية الخاصة لكل بلد إذ إن لكل مجتمع خصوصيته الفكرية، فضلاً عن النواحي الأمنية وهذا بطبيعة الحال يندرج في إطار رسمي يحدد بشكل منظم حدود هذه العلاقة ويرسم التعاون بين البلدان ما يدعم العلاقات ويعززها وفقاً للالتزام بالاتفاقات المبرمة في هذا الشأن، من هذا المنطلق فإن العلاقة الرسمية بين الأمم تظل أكثر وضوحاً ما يضفي على هذه العلاقة صبغة الديمومة سعياً إلى تطويرها لتنعكس إيجاباً على علاقات الشعوب ببعضها البعض، وهنا مربط الفرس إذ تتشكل الرؤى وتتباين المفاهيم إزاء هذه العلاقة طبقاً لإرهاصات المراحل وإفرازاتها وآثارها سلباً وإيجاباً، وهذا ينطوي على أهمية دقة استقاء المعلومات من جهة، وتفسيرها على نحو صادقٍ بعيداً عن التسخير لتحقيق مآرب أو المزايدة على العلاقات لخدمة فئة دون الأخرى، أو التشويش لأغراض خاصة، ومن ذلك تحليل المواقف بصيغة تفتقر إلى البعد الأدبي والإنساني، والمهنية الصادقة ولصق الأعمال الفردية بهذه الأمة أو تلك كمقياس يعتريه الاختلال إذ إن المقياس على هذا الأساس لا يفتأ أن ينخر في العلاقة من تأليب وخلافه، وفقاً لغياب المنهجية الموضوعية نتيجة الافتقار للاستقراء الدقيق المتقن ما ينسحب حتماً على تأصيل الكراهية وما تخلفه وراءها من تراكمات سلبية تفضي إلى نشوء الاحتقان المعنوي إن جاز الوصف كاستباق للتصورات غير المنضبطة التي من شأنها الإخلال بالأسس التي تنبني على ضوئها العلاقات، فضلاً عن الجانب النفسي الفاقد للاستقرار حيال هذه العلاقة التي شابها التصور المجحف المنقول بصورة تفتقد للتعقل فضلاً عن المنطق، وتسعى الحكومات جاهدة لترميم التصدعات التي تنشأ كما أسلفت بصورة فردية، غير أن الفهم الواضح والجلي للأفعال وردودها في سياقات منطقية منضبطة يُفوِّت الفرص على مَنْ يرغب في استثمار هذا التصدع لتوسيع الهوة وتضخيم التشققات، بل وصبها في قالب يوحي بالتوجس بينما الإعلام يمارس دوراً لا يقل أهميةً من حيث تصوير الهدف تكبيراً وتصغيراً، تسهيلاً وتعقيداً، فالإعلام هو المرآة العاكسة لتوجه الشعوب فضلاً عن عمق التأثير، والعلاقات بين الشعوب مهما بلغت من القوة والمتانة إلا أن الجانب المقلق يتمثل في انتهاز التعثر في جانب من الجوانب من قبل البعض للاصطياد في الماء العكر في تكريس للشوشرة والتشويه، وتضخيم الأمور، وهذا دأب المفلسين أخلاقياً حينما تركوا القيم النبيلة خلف ظهورهم، وتصدوا بكل وقاحة للمهاترات، غير أن الخبر لا يلبث أن يجتث النزعات العدوانية من جذورها ولا يبرح أن يدمدم الانكسارات التي خلفتها جحافل الجهل، إذن من حقنا وحق الآخرين علينا تجسيد الاحترام بكل ما تحويه هذه الكلمة من معانٍ نبيلة تشي بالارتقاء بالسلوك والتعامل على ضوء ذلك طالما ينتفي الاعتداء بكل أشكاله والإفادة والاستفادة وفق منطلقات حضارية تترجم الروابط الإنسانية واقعاً تفاعلياً، وحساً إنسانياً نبيلاً يخلص إلى التعاون البناء، كُلٌّ يأخذ من الآخر ما يعينه في تطبيق خططه الرامية إلى سعادة الإنسان أينما كان، دون المساس أو التدخل في قناعاته، فيما يشكل الانسجام الثقافي عبوراً للتلاقح إلى حد يتيح الإفادة والاستفادة، ولتفعيل العلاقة فإن بناء العلاقة ينضوي تحت محاور يجب أنْ تُؤخذ بعين الاعتبار لكي يبقى التواصل مبنياً على قدر كبير من الشفافية ما يتيح للوضوح إزالة من الضبابية في العلاقة، ولعل من أبرز المحاور: |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |