Saturday 7th January,200612154العددالسبت 7 ,ذو الحجة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"مقـالات"

طلابنا وحب التعلّم طلابنا وحب التعلّم
د. محمد بن علي آل خريف

من المسلّمات المعروفة أنه كلما أقبل الإنسان على تعلّم علم أو صنعة بقناعة ورغبة أبدع وتحقّقت له آفاق واسعة من الاستيعاب والتلقي بنفس وثّابة وعقل وقّاد والعكس صحيح إذا لم يتوفر الدافع المحفز فإن المحصلة النهائية هي الفشل في تحقيق ما يصبو إليه أو في أقل الأحوال ضعف وتدني المنجز مقارنة بالهدف المنشود.. وهذا ما نلمسه في الميدان التعليمي في مدارسنا وجامعاتنا.
ومن خلال اطلاعي على بعض الأدبيات المطروحة في هذا المجال وخاصة ما يتعلّق بدافعية الطلاب نحو التعلّم أستطيع أن أؤكّد على جانب مهم في هذا السياق وهو أن كثيراً من طلابنا يفتقدون للدافعية المطلوبة نحو التعلّم وهذا في رأيي يعود لعدة أسباب مختلفة المصدر منها ما يتعلّق بالبيئة المدرسية بشكل عام من النواحي المادية المتعلقة بالتجهيزات والمباني والفصول الدراسية والوسائل التعليمية والنواحي الترويحية الجاذبة، ومنها ما يتعلّق بالمناهج الدراسية وطريقة عرضها وإيصال مفرداتها للطلاب بأسلوب مشوّق وجاذب للانتباه، ومن ثم التلقي والفهم والاستيعاب مع نزعة للتحليل وإعمال العقل وليس مجرد الحفظ والتلقين، ومنها ما يتعلّق بالمعلّم وسيأتي الحديث عنه.
وهنا أشير إلى نقطة أحسب أنها في غاية الأهمية وهي ضرورة إعادة النظر في كثير من المواد والمعلومات التي يثقل بها كاهل الطلاب دون جدوى وفي النهاية ما يلبث إلا أن ينساها كونها بعيدة كل البعد عن المنهج المعرفي الذي تهدف إليه العملية التعليمية، وما لم نتنبه إلى أن الكم العلمي الموجه للطلاب ليس هو الهدف ما لم يصاحبه تركيز أكثر على الكيف العلمي ومدى فائدة الطالب من تلقيه فإننا سنكرس دون أن نشعر عزوفاً متنامياً لدى الطلاب عن العملية التعليمية، وبالتالي نضعف لديهم الدافعية المطلوبة نحو التعلّم والنتيجة الحتمية لذلك هو ضعف التحصيل العلمي الذي هو الهدف الأساس للعملية التعليمية. الجانب الآخر هو ما يتعلّق بالمعلّم الذي يعد محور العملية التعليمية وسر نجاحها، وفي رأيي أنه يعاني من ضغط شديد ليس في حجم النصاب التعليمي من الحصص فحسب، ولكن أيضاً من ضعف الدافعية المطلوبة لدى الطلاب مما يؤدي بالتالي إلى ضعف نتائج جهده مهما كان كبيراً وفعَّالاً إضافة إلى معاناة المعلِّم من عدم توفر البيئة التعليمية الملائمة في المدرسة والفصل، وما لم يتم تطوير هذه الجوانب فإننا نظلم المعلم حينما نطالبه بنتائج أكبر ونحن لم نوفر له العوامل المساعدة لتحقيق هذا الهدف، أضف إلى ذلك ضعف المستوى الثقافي والتعليمي لدى كثير من المعلمين والمعلمات نتيجة لاقتصارهم على التعليم الذي حصلوه قبل التحاقهم بالسلك التعليمي، إذ لم يهيأ لهم المجال لتطوير الذات عبر دورات وبرامج تطويرية منهجية متتابعة تصقل مواهبهم وتنمي معلوماتهم بما يؤهلهم لمواكبة التطور المتسارع في العملية التعليمية والتطور العلمي والاجتماعي المحلي والعالمي الذي يتطلّب جهوداً متتابعة تسابق الزمن لتحصيل العلم وكشف أسراره وامتلاك مفاتيحه.
ينبغي ونحن نقرر أن السياسة التعليمية في بلادنا تعد بحمد الله سياسة رائدة تجمع بين العلم والإيمان أن نقر بأن طرقنا التعليمية لا تزال تعاني من التشبث بترسيخ الخمول العقلي بافتقادها للطرح التحليلي والإبداعي الذي ينمّي لدى الطلاب روح التفكير العلمي الإيجابي المفضي إلى تسخير العقل الذي وهبنا الله للبحث والتفكير الإبداعي واكتشاف أسرار العلم والمعرفة، فطلابنا وناشئتنا لا ينقصهم الفهم والذكاء ولكنهم ينقصهم في رأيي المنهج المتكامل المحفز على التفكير والتحليل بدلاً من الحفظ والتلقين المجرد ومحور ذلك كله البيئة المدرسية والمنهج الدراسي والمعلم وأي نقص أو خلل في أحد هذه العناصر سيؤثِّر لا محالة على أداء العنصر الآخر ولذا يتعيَّن أن يكون مشروع التطوير شاملاً ومتوازناً في جهوده لكل هذه العناصر مجتمعة.
والله الموفق.

فاكس 4272675

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved