Thursday 19th January,200612166العددالخميس 19 ,ذو الحجة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الثقافية"

قراءة في كتاب (هويتنا ومغالطات مي يماني) للدكتور سعد الراشد قراءة في كتاب (هويتنا ومغالطات مي يماني) للدكتور سعد الراشد
عبد الله بن حمد الحقيل*

أهداني الصديق الأستاذ الدكتور سعد بن عبد العزيز الراشد كتابه الجديد (هويتنا.. ومغالطات مي يماني) وهو جهد يُشكر عليه، حيث وقف وقفات هادئة رصينة للرد على الكاتبة مي يماني التي ألَّفت كتاباً باللغة الإنجليزية حول الوحدة الوطنية لهذه البلاد، ولقد بذل الدكتور سعد جهداً علمياً مدعوماً بالوثائق وبصياغة هادئة متزنة، وهو أمر نحتاج إليه في معالجة أي خلاف فكري، أو وجهة نظر بأسلوب علمي وفكر موضوعي وتمحيص لمغالطات واهية.
ولقد عرفت الدكتور سعد منذ سنوات واشتركت معه في عدد من اللجان العلمية والتربوية وفي جمعية التاريخ والآثار وغيرها، كما تولى الإشراف على الحفائر الأثرية بموقع الربذة الإسلامي، وشارك في تأليف سلسلة كتب آثار المملكة العربية السعودية، واشتركت معه في موسوعة تاريخ التعليم في المملكة العربية في مئة عام وهي خمسة مجلدات.
ويشتمل الكتاب على (95) صفحة من الحجم المتوسط، واحتوى على مقدمة جاء فيها: ظهرت عدة كتب معادية للمملكة العربية بشكل أكثر كثافة وضراوة من أي وقت سبق، وقد ذكر عدداً منها وربطت هذه الكتب بين الإسلام والإرهاب كأنهما وجهان لعملة واحدة، وهذا الواقع المؤلم يزداد ألماً وحسرة عندما يظهر كتاب ألَّفته باحثة سعودية تنساق مع هذه التوجهات المشوهة لصورة المملكة العربية السعودية وتناقش قضايا المواطنة والارتباط الجغرافي وقضايا الهوية والانتساب الثقافي لقيمها ومعتقداتها، ويختم المؤلف قوله بالآية الكريمة {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} ثم أردف قائلاً: (إننا نتفاءل عندما يؤلِّف شقيق تلك الباحثة الأستاذ هاني أحمد يماني كتاب السعودي) الذي حرص فيه على تبديد التّحامل الغربي على بلده، وقدَّم فيه دراسة موضوعية متزنة باللغة الإنجليزية لواقع المملكة العربية السعودية وشعبها وحضارتها وإنجازاتها وتطلعاتها للمستقبل، وتحدث المؤلف عن المملكة الجغرافيا والتاريخ، وعن الحملات الإعلامية الجائرة على السعودية، ثم جاء بعرض رصين للكتاب ومناقشة أقوال الباحثة بكل موضوعية. وتضمَّن الكتاب عرضاً جيداً لكلمات من التاريخ حيث قال: من المفيد جداً للباحثة مي يماني ولغيرها من الباحثين الذين يرمون الكلام على عواهنه أن تقرأ لأولئك الرجال الأوائل الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه من الولاء والسمع والطاعة لمؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وقد كان على أبصار بعضهم غشاوة عندما عارضوا المخطط الوحدوي لكافة أرجاء المملكة، فهؤلاء أصبحوا مع الحق وأسهم كل منهم في أعمال جليلة ستبقى في ذاكرة التاريخ، فقد كان الملك عبدالعزيز يرغب في أن يكون جميع أبناء شعبه متكاتفين متعاضدين على ما فيه خدمة وطنهم وأمتهم، واستعرض المؤلف كلمات لكل من السادة محمد طاهر الدباغ وعبد الرؤوف الصبان وعبد الحميد الخطيب، وكذلك كلمة أحمد زكي يماني التي ألقاها في ينبع حيث افتتاح عدد من المشاريع البترولية منها خط الأنابيب (البترولاين) حيث قال: (لقد قامت على أرض الجزيرة مملكة عربية سعودية إسلامية أصلها ثابت وفرعها في السماء شعارها: لا إله إلا الله محمد رسول الله، لقد جاء الملك عبدالعزيز - رحمه الله - فبثَّ في أجزاء الجزيرة روح التوحيد، ثم وحَّدها بدعوة السلف الصالح من أتباع محمد عليه الصلاة والسلام، وتضمَّن الكتاب استعراضاً لرؤية شقيق الباحثة الأستاذ هاني أحمد زكي يماني بعد أن أعطى المؤلف أمثلة من أقوال وكلمات رجال من أهل الخبرة بتاريخ المملكة ووحدتها الوطنية.
حقيقة أن البحث العلمي الرصين في أي مجال هو الذي ينشده الدارسون الذين يبحثون عن الحقيقة، وتمنى المؤلف من الباحثة لو ركَّزت على الجوانب الجميلة والتّنوع الثقافي لجميع مناطق المملكة، وتوضيح ما هو الأصيل الذي يبقى وينفع الناس، وتبيان ما هو الزبد الذي يذهب جفاء،.
وأوضح المؤلف قائلاً للباحثة ومن باب المناصحة: أقول إنه إذا كانت لديك الغيرة على الحجاز وتاريخه وتراثه فإنه ليس من المصلحة لك الارتماء في أحضان وسائل الإعلام الغربية واستمراء الثرثرة بهدف تشويه صورة المملكة العربية السعودية وزرع الأحقاد والكراهية، فالمرأة السعودية الصالحة هي التي سلكت طريقها نحو العلم والمجد وخدمة بلادها ودينها وحققت نجاحات في مجالات العلوم والطب والاقتصاد والدراسات الإنسانية.
وفي النهاية كان الختام للكتاب قول المؤلف: لا يُعد هذا الكتاب رداً مباشراً على مي يماني، لكنه موجّه لكل من يسير على خطاها، وهو أعمى عن الحقيقة، فهو يهدف إلى توضيح الصورة عن المملكة العربية السعودية الثابتة والمتزنة المبنية على المكتسبات الدينية والثقافية والاجتماعية والمستمدة من منهج تحكيم الشريعة الغرّاء، والرضا بالإسلام منهجاً شاملاً للحياة مع الاستفادة من منجزات الآخر الحضارية والثقافية، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها، وتسعى المملكة إلى التطوير والإصلاح وفق أسس وثوابت يسهم فيها المواطن السعودي.
وبالجملة فالكتاب حافل بالطرح الموضوعي، وهو إسهام جيد وإضافة جيدة للمكتبة السعودية، ونتمنى من إخوتنا الأكاديميين والمثقفين في بلادنا تمحيص ودراسة كل ما يُنشر باللغات الأخرى، والرد على كل ما يُراد إلصاقه ببلادنا من تهم باطلة لا أساس لها في عقيدتنا وإنجازاتنا وحضارتنا وتكويننا الثقافي والأخلاقي ولقد قيل:


لا يضير البحر أمسى زاخرا
إن رمى فيه غلام بحجر

* عضو جمعية التاريخ والآثار بجامعات دول مجلس التعاون

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved