Saturday 21st January,200612168العددالسبت 21 ,ذو الحجة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

تخطيط المدن بين الماضي والحاضر تخطيط المدن بين الماضي والحاضر
عبدالعزيز حسين موسى سمكري

1- الملك فهد - رحمه الله - أسس الهيئات العليا لتطوير المدن منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
2- الأستاذ عبدالله السديري تبنى الفكر التخطيطي ودفع به إلى الأمام.
3- التخطيط المسبق لنمو المدن كان له الأثر البعيد في تنظيمها.
4- الفكر التخطيطي المعماري الشامل حل محل مخططات تقسيم الأراضي.
5- المجمعات السكنية بحاجة إلى بناء مرافقها التعليمية والصحية والترفيهية.. الخ بشكل متكامل.
6- تصميم وبناء أحياء متكاملة هو التوجه الذي يناسب العصر.
7- عصر السبعينات كان بحاجة إلى خطوة وقد اُتخذت.. هذا القرن بحاجة إلى خطوة أخرى إلى الأمام.
مرت المملكة العربية السعودية خلال النصف القرن الماضي بمراحل نمو سريعة وغير عادية.. يراها الإنسان في جوانب الحياة كافة..
وانعكس ذلك في مدنها.. خاصة الرئيسية منها.. التي كان لها الحظ في وجود تخطيط مسبق لنموها.. بفضل جهود العاملين المخلصين المعروفين منهم والمجهولين على مختلف متسوياتهم.. وليس هذا مجالاً لذكرهم عدا ثلاثة منهم بطبيعة تعاملي معهم: الأستاذ - عبدالله عبدالعزيز السديري الذي تبنى الفكر التخطيطي ودعمه ودفع به إلى الأمام وكان وراء كل تنظيماته الإدارية والمالية ودراساته التي تمت آنذاك والدكتور - عمر عبدالرحمن عزام المستشار في تلك الفترة والمهندس - سعود عبدالله لنجاوي مدير عام تخطيط المدن سابقاً.
بني الفكر التخطيطي آنذاك - بداية السبعينات الميلادية - (وكنت مجرد جندي فيه) على أسس أهمها:
أولاً: وضع إطار عام لتخطيط المناطق (خمس مناطق: الوسطى، الشرقية، الغربية، الجنوبية والشمالية) يوضح وضع كل المناطق: السكاني، الجغرافي، الاقتصادي، الاجتماعي.. الخ بصفة عامة والفيزيقي بصفة خاصة وعلاقة المدن والقرى ببعضها البعض.. ومرافقها.. وخدماتها وشبكات مواصلاتها.. واتصالاتها.. الخ.
ثانياً: وضع مخططات عامة لأهم خمس مدن في كل منطقة توضح الوضع الراهن لكل مدينة ونبذة عن تاريخها ونموها.. مع وضع خطة لنموها المستقبلي تبين: (استعمالات الأراضي: عام، خاص، سكني، تجاري، تعليمات البناء، شبكات الطرق.. الخ).
وبُنيت الدراسات التي تمت من قبل استشاريين عالميين على أسس معينة ورفع مساحي جوي للمناطق ولكل مدينة ودراسات ميدانية وإحصائيات ودراسات اجتماعية، اقتصادية.. الخ بصفة عامة وهندسية بصفة خاصة.
وكانت تراجع من قبل لجان وتعرض على (الهيئات العليا لتطوير مدن المملكة) التي شكلت آنذاك برئاسة أمراء المناطق وعضوية الجهات المختصة بقرار من صاحب السمو الملكي وزير الداخلية آنذاك الملك فهد رحمه الله..
وضعت المخططات العامة للمدن واعتمدت وطبقت من قبل الأمانات العامة للمدن (مكة المكرمة، المدينة المنورة، الرياض، جدة، الدمام، الخبر..) وبلديات المدن الأخرى.. آنذاك.. وحذي حذوها.
ثالثاً: وضع مخططات تفصيلية لوسط كل مدينة ولأحياء نموذجية توضح الوضع الراهن لوسط كل مدينة ومقترحات بشأن تطويره بالإضافة إلى دراسات تفصيلية لأحياء نموذجية في أطرافه وخارجه تبين المناطق السكنية والمرافق اللازمة لها.. الخ. ويُستفاد منها عند تخطيط بقية الأحياء.
هذا التخطيط المسبق لنمو المدن كان له الأثر البعيد في تنظيمها والاستفادة منه لبناء المشاريع: شبكات الطرق، المرافق، الخدمات، مشاريع الإسكان، المباني،.. الخ.. بشكلها الحالي.. الذي نراه الآن.. ولم يكن ليتأتى بدونه.
المخطط العام للمدينة أساس.. إطار عام.. هيكل تُبنى عليه وحدة المدينة.. ويمكن تطويره.. ويعتمد عليه نمو المدينة.. ولا خلاف.
المخططات التفصيلية في السنوات الماضية بنيت على فكرة: وضع مخططات لتقسيم الأراضي: وهي وإن كانت تبين استعمالات الأراضي: (سكني، تجاري، عام، خاص، .. الخ.. وتعليمات البناء: (ارتداد، ارتفاع دورين، ثلاثة.. خمسة أدوار.. الخ) تظل فكرة محدودة.. أكل عليها الدهر وشرب..
لما تعاني منه من مشاكل (خاصة عند عدم الالتزام بها وعدم وضع البرامج الزمنية اللازمة لتنفيذها).. وهو ما حصل غالباً.. والواقع أمامنا..
ولإيضاح ذلك انظرْ إلى:
- موضوع الفراغات ضمن المدن وما سببته وما تسببه..
- موضوع المرافق (تعليمية، صحية، ترفيهية، الخ..) وتوزيعها.
- موضوع الخدمات (ماء، كهرباء، صرف صحي.. الخ) وتوفيرها.
- موضوع عشوائية البناء.. وانتشاره.
وقد تخطى تقسيمات الأراضي على مستوى العالم الفكر التخطيطي (شمالاً وجنوباً) (شرقاً وغرباً) إلا محلياً فقد حل محل تقسيمات الأراضي الفكر التخطيطي المعماري الشامل: المشاريع السكنية المتكاملة وتصميم وبناء أحياء متكاملة.. (وحدات سكنية ومجمعات مع مرافقها: (التعليمية، الصحية، الترفيهية، التجارية).. الخ بما فيها من وسائل المواصلات والمرافق.
والخدمات: (ماء، كهرباء، صرف صحي، اتصالات).
هذا هو التوجه في العالم الذي يناسب العصر الحالي لمن يريد البناء والعمار والإصلاح
- فهو يناسب جميع المواقع: القرى.. المدن الصغيرة.. المتوسطة.. الأحياء والمدن الكبيرة.. مشاريع الإسكان.. حسب حجم وعدد السكان: (5.000 - 10.000. 20.000 - 50.000 الخ) فلكُلٍّ معايير ومقاييس لمعرفة الاحتياجات من المرافق والخدمات نوعاً وكماً.
- ويناسب المواقع الحديثة..
- ويناسب المواقع التي يُراد إعادة بنائها وتطويرها.
ويكمن في ذلك علاج لمعظم أعراض العمارة والتخطيط والإسكان (عام وخاص).
وفي اعتقادي أن العاملين المخلصين المعروفين منهم والمجهولين على مختلف مستوياتهم وتخصصاتهم قد ازدادوا خبرةً ومعرفةً ودرايةً وعدداً.. وليست هذه إلا تذكرة بأن عصر السبعينات كان بحاجة إلى خطوة وقد اُتخذت.. وهذا القرن بحاجة إلى خطوة أخرى إلى الأمام.

(*) معماري ومخطط مدن منذ عام 1394هـ

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved