Monday 23rd January,200612170العددالأثنين 23 ,ذو الحجة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
بهائم بشرية
نورة المسلّم

على المواقع الإليكترونية تتسرب الروائح الكريهة لأفعال قبيحة جدا تحدث في مجتمعنا، أي ليست مستوردة، ولم تأت بتأثير غربي أو خارجي، مشاهد لا تحتمل قبولها أية مشاعر إنسانية.
كلنا يدرك حجم الوجع والصدمات المتتالية التي مني بها المجتمع حين أساء البعض استخدام التكنولوجيا، وجعلوا من خدمة (البلو توث) شبحا وكابوسا يهددان أمن الناس في الأماكن العامة، بدءاً بتلك الجريمة غير الأخلاقية البشعة لفتاة انتهك عرضها وانتهاء بحادثة النفق في الرياض.
القضية ليست تصوير المقاطع الأليمة هذه فقط، كما أنها ليست في توافر مثل هذه الفنيات التكنولوجية ليروضها المشوهون نفسيا بما يرضي أمراضهم، إنما هي قضية الحدث نفسه، كبح جماح هؤلاء المنحلين أخلاقيا ونفيهم من الأرض كما تدلل على ذلك الشريعة الإسلامية، فما يزيد من أوجاعنا، وأظنه في استمرار, تداول فيلم أو مقطع عبر المواقع الإليكترونية لطفل في السادسة من عمره يتعرض للاغتصاب من قبل بعض الشباب.
مثل هذه الحوادث لا دخل للتكنولوجيا بها، ولا دخل لنا بها أيضا، كي تتمزق قلوبنا لرؤيتها، بل السؤال: كيف تتم المعالجة الفورية والحاسمة لمن لا رادع لهم، ولا مشاعر، ولا وازع ولا تربية، وبالتالي بتر أسباب مثل هذه الجرائم من جذورها، على الرغم من أن حوادث شبيهة أخرى حدثت وتسربت وقامت عليها القيامة كردود أفعال غاضبة تجاهها، ومع ذلك لم يمض وقت طويل إلا ونحن نشاهد أفعالا مريرة ومشينة أخرى تعود، وتنتهي إلى حيث أتت بحادثة أخرى أكثر إيلاما.
لا أشكك في الإجراءات العقابية التي تتم، لكنني أقول: إن الأسباب التي تجعل مثل هذه الأفعال تعاود نفسها، كحالات الاغتصاب للنساء والأطفال، بعيدا عن تصويرها أم لا، بحاجة إلى حسم وشدة أكبر، ولماذا تتكرر بنفس السيناريو وفي وقت قصير جداً؟ بينما يكمن عقابها الصريح، وهو لا يحتاج إلى كثير من التأويل وإهدار الوقت، في تطبيق عاجل للأحكام الصريحة تجاه مثل هذه الجرائم التي تعيث في الأرض فساداً، وتنم عن وجود نفوس مريضة لا تفرق بين البهائم والبشر.
قد لا يخلو مجتمع في الدنيا من مثل هذه النماذج المريضة والبهائمية، لكن طرق المعالجة تبدو متفاوتة ومختلفة، ونحن لدينا من الأحكام الإسلامية الإنسانية الراقية ما يحمي المجتمع والضحايا من مثل هؤلاء، وهو الشيء الذي يلح على الأجهزة المختصة في البحث عن الفاعلين والقصاص منهم والتشهير بهم حتى يكونوا عبرة، ليس هذا فقط، بل على وجه السرعة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved