أضواء
الأزمة السياسية في الكويت وحلولها
جاسر عبدالعزيز الجاسر

هل يتمكن مجلس الأمة الكويتي من حل الإشكال والأزمة السياسية التي تمر بها دولة الكويت هذه الأيام بشأن من يتولى منصب الأمير؟
اليوم وإذ لم يجر أي تغيير، يلتئم مجلس الأمة في الساعة العاشرة صباحاً للنظر في طلب مجلس الوزراء الكويتي عقد اجتماع خاص لمجلس الأمة لتنحية الشيخ سعد العبدالله الصباح الذي أصبح أميراً للكويت بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح الأمير السابق كونه كان ولياً للعهد.
مجلس الوزراء الكويتي أعلن أن الشيخ سعد العبدالله الصباح أصبح غير قادر على ممارسة مهامه الدستورية بعد أن (فقد قدرته الصحية) وطلب في رسالة وجهها إلى مجلس الأمة عقد جلسة خاصة صباح اليوم الثلاثاء.
بعد الاعلان مباشرة أرسل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح طلباً إلى رئيس مجلس الأمة لعقد جلسة طارئة (طلب أن تكون مساء أمس الاثنين) لأداء القسم الدستوري إلا أن رئيس المجلس جاسم الخرافي اعتذر عن عدم تمكنه من جمع أعضاء المجلس، وأنه أرسل دعوات لعقد اجتماع مجلس الأمة صباح اليوم الثلاثاء.
وجود طلبين لعقد اجتماعين خاصين لمجلس الأمة -واحد لأداء الأمير القسم الدستوري حتى يبدأ بممارسة مهامه، وآخر لمجلس الوزراء الذي يطلب تنحية الأمير بسبب وضعه الصحي- أثار جدلاً بين الأطراف الكويتية ذات العلاقة بهذا الإشكال وبين أعضاء مجلس الأمة، وبين الخبراء الدستوريين الذين أخذوا يجتهدون في تفسير نصوص المواد الدستورية التي تخص هذا الشأن وبخاصة المادتين الثالثة والرابعة، فالمادة الثالثة تتحدث عن الحالات التي تجيز تنحية أمير البلاد، ومن هذه الحالات العجز الصحي الذي يجعل الأمير غير قادر على تأدية دوره في إدارة شؤون الحكم وأنه في حالة التأكد من عجز الأمير تنقل صلاحياته إلى ولي العهد، أي يعزل الأمير وينصب ولي العهد أميراً جديداً للدولة.
ولكن في الحالة الراهنة بدولة الكويت لم يتم اختيار ولي عهد بعد، ولهذا فإن الخبراء الدستوريين يرون في المادة الرابعة من الدستور الكويتي معالجة واستكمالاً للمادة الثالثة حيث تتحدث المادة عن نقل صلاحيات أمير البلاد إلى مجلس الوزراء، وبالتالي رئيس مجلس الوزراء، وهذا يعني اختيار الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أميراً لدولة الكويت وفق تفسير هذا الفريق من الخبراء الدستوريين.
هذه التفسيرات والاجتهادات ستكون أمام أعضاء مجلس الأمة الكويتي الذين سيكونون أمام مهمة تاريخية للخروج بحل ينهي هذه الأزمة السياسية، وهذه المهمة على رغم صعوبتها إلا أنها ليست بمستحيلة الحل خصوصاً بوجود العديد من الحكماء في أسرة الصباح وبين أعضاء مجلس الأمة القادر على أداء دوره، والذي سيسجل إنجازاً ديمقراطياً ودستورياً رائداً ليس في دولة الكويت ومنطقة الخليج فحسب بل في الوطن العربي والدول النامية جمعاء إذا استطاع تخطي هذه الأزمة، وهو قادر على ذلك بإذن الله تعالى.