* الرياض - غازي القحطاني:
لم يفق المجتمع من الصدمة التي خلفتها قضايا العنف الأسري في الطائف حتى فُجع من جديد بحادثة إنسانية أخرى تحمل بين جنباتها ذات الإطار الذي بات يحاصر نسق البراءة والطفولة الهادئة ويحيلها قسراً إلى صورة مشوهة تعصر بقسوة كيان مدينتنا الإنسانية.
حيث طفت على السطح مؤخراً قضية طفلة وشقيقها شربا من كأس العنف الأسري الذي لم يرحم نظراتهما وإيحاءات دلالتها المتساءلة في صمت: ماذا جنينا؟
فقد عثر أحد رجال الأمن على طفل (10 سنوات) وشقيقته (13 سنة) وهما نائمان في إحدى الحدائق العامة بداخل كوخ بنياه بأنفسهما، فقام على الفور باستدعاء ولي أمرهما وتم تسليمه أبناءه بموجب محضر رسمي سجل فيه الواقعة.
وبالاستقصاء الذي قامت به (الجزيرة) من مصادر قريبة من الطفلين أفادت بأنهما يعيشان مع والدهم وزوجته حيث اتضح أنه قد قام بتطليق أمهم التي تزوجت بشخص آخر.
وأبان المصدر أن القصة بدأت عندما تلقى مركز الأمن مكالمة هاتفية عند السادسة والربع مساء تفيد بهروب الطفلين من منزلهما الواقع في أحد المجمعات السكنية الحكومية على طريق الملك فهد بحي المحمدية.
وعلى الفور بدأ البحث عنهما ولم يدم طويلاً حيث توقف عند الثامنة مساءً بعد تدخل الوالد مفيداً أن الطفلين موجودان بمنزل أحد الأقارب.
الحقيقة
لكن الحقيقة تكشفت في بداية الأسبوع عندما لاحظت المرشدة على الطالبات في مدرسة الطفلة التي تقع بداخل المجمع السكني وجود كدمات حول عين الطالبة فقامت على الفور بالاتصال بزوجة الأب للحديث معها حول وضع الطالبة، فانفجرت زوجة الأب قائلة إن زوجي مشغول دائماً في العمل ولا يدري ما يدور في المنزل.
أثارت هذه الكلمات شكوك المرشدة فقامت باستدعاء الطالبة وبعد محاصرتها بالأسئلة اعترفت بأن الكدمات حول عينها ناتجة عن ضرب تلقته من زوجة والدها، مشيرة إلى أن الكشف الذي أجري لها في المستشفى أوضح عن وجود تجمع للدم حول العين اليمنى وآثار لكدمة خفيفة.
وأفادت الطفلة بأنها أخذت أخيها وباتا في الحديقة خوفاً من عقاب زوجة أبيهما.
|