Tuesday 24th January,200612171العددالثلاثاء 24 ,ذو الحجة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"القوى العاملة"

من المحرر من المحرر
كيف يتعامل البعض مع العمالة؟!!
عمرو بن عبدالعزيز الماضي

لا أحد يملك إجابات شافية على تصرف (البعض) السيئ ممن يعمل لديهم عمالة وافدة سواء كانت عمالة منزلية كالسائق أو العاملة المنزلية أو عمالاً في مصنع أو ورشة أو مؤسسة مقاولات، البعض للأسف يمارس سلوكيات سلبية في النقد والتعامل مع مكفوله، إلى درجة أن البعض قد يتأخر أو يماطل في دفع راتب العامل شهوراً طويلة؛ أو حتى يتعامل بتعال مع ذلك العامل المسكين الذي ترك أهله وأولاده وبيته للبحث عن مصدر رزق يضمن له حياة أفضل.
بالأمس القريب حدثني صديق عن موقف مر به يقول صاحبنا (لقد احتجت إلى مبلط لإنجاز بعض الأعمال في منزلي، فاحضر لي أحد الأصدقاء أحد المبلطين الذين عملوا معه سابقاً يقول والكلام لصاحبنا: عندما أردت الاتفاق مع هذا المبلط لم يحدد مبلغاً معيناً بل ترك ذلك لي وقال بالحرف الواحد: (لو عملت معك ولم تعطني ريالاً واحداً فلن أقول شيئاً، حتى لو كان ذلك بالمجان!! وعندما عمل لدي ذلك (المبلط) حاولت أن أعرف منه سبب تقديره وحبه لصاحبي للدرجة التي تجعله يقبل أن ينجز العمل حتى ولو بالمجان تقديراً لصاحبي الذي عرفني به، فعلمت بالمواقف الإنسانية التي وقفها صاحبي مع هذا العامل، لقد ذكر لي العامل أن صاحبنا هذا قد أقرضه أكثر من 5000 ريال بسبب ظرف مر به، وكان تعامله معه في قمة الإنسانية والرجولة والشهامة مما زاد احترامي وتقديري لهذا الصديق، الذي كنت أكن له الكثير من الحب والتقدير.
لقد كان صديقي هذا إنساناً متواضعاً يجلس مع العاملين ويحدثهم ويأكل معهم في طبق واحد، وكان يتفقد أحوالهم ويسأل عن أبنائهم وأسرهم، فعندما نتأمل الفارق بين إنسان متواضع يتبسط مع العاملين معه ويأكل معهم في صحن واحد ومع إنسان متغطرس متعجرف لا يعرف يتعامل إلا بالأوامر والصراخ تجد الفرق شاسعاً وكبيراً.
هناك من يبقى لديه السائق سنوات طويلة وهناك عاملة منزلية تبقى سنوات طويلة ويكون هناك حب وود بسبب أن من يعملون لديهم يعاملونهم كأحد أفراد الأسرة في الاحترام والتقدير، وهناك في المقابل من يبدلون العاملين لديهم من سائقين وعاملات منزليات، كما يبدلون ملابسهم، ومن ثم يذهب الواحد من هؤلاء يشكو لأصدقائه أو معارفه أو أقربائه سوء العمالة الوافدة واحتيالها!!
انظر إلى أي عامل سواء كان سائقاً أو عاملة منزلية أو عاملاً في مزرعة فإذا كان راضياً مرتاحاً، مطمئناً، سعيداً، فإن هذا يعد دليلاً مهماً على أن من يعملون لديهم هؤلاء قمة في الإنسانية، والرقي والنبل.. هناك الكثير من حقوق العمالة أضاعها بعض الكفلاء (هداهم الله).
لقد حدثني بعض هؤلاء عن أناس عملوا لديهم ولم يعطوهم حقوقهم حسب الاتفاق معهم، وبقت هناك مبالغ مالية في ذمة هؤلاء حتى الآن، للدرجة التي سافر فيها بعض العمال دون الحصول على بعض مستحقاتهم!!
وقد سمعت وشاهدت الكثير من الحالات التي بقي فيها العامل شهوراً دون راتب بسبب تصرف بعض الكفلاء.
إن هناك بعضاً من الكفلاء يتأخرون في دفع مرتبات عمالتهم، ويجب على وزارة العمل مراقبة هؤلاء والقيام بزيارات ميدانية عشوائية إلى مقرات العمل للتأكد من أن ذلك لا يحدث، فهذا يؤثر على سمعة المملكة، ويعطي صورة غير مقبولة عنا كسعوديين، خصوصاً أن هذا التصرف لا يقوم به إلا فئة قليلة من الناس، والذي لا يجب أن يوضعوا في قائمة الممنوعين من الاستقدام فقط، بل يطبق عليهم جزاءات أكبر وأكثر كإيقاع الغرامات المالية، والسجن إذا اقتضى الأمر ذلك!!
إن من يضيعون حقوق من يعملون لديهم يظنون أنهم بهذه (الفهلوة) أو الممارسات يسيرون على الطريق الصواب ليوفروا من خلالها بعض المال، ولو لبعض الوقت!! ويعتقدون بأن هذا ذكاء بإنجاز العمل بأقل التكاليف.
لقد سمعت الكثير من القصص التي تعرض فيها من مارس الظلم وأهدر حقوق الآخرين إلى الكثير من المصائب فمنهم من أصابه المرض ومنهم من فقد أبناءه ومنهم من تعرض للإفلاس كل هذا بسبب (دعاء مظلوم) فالله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل، ذلك محاسب أمام الله يوم لا ينفع مال ولا بنون قال تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved