وصول منتخبنا الوطني لكرة القدم لمونديال ألمانيا للمرة الرابعة على التوالي هو أكبر إشارة إيجابية لمستوى الكرة السعودية.
لكن في المقابل يجب ألا نحمّل هذا المنتخب أكبر من طاقته ولا نطلب منه المستحيل وهو ينازل خلاصة المنتخبات في هذا المونديال، لقد تفاجأت وأنا أقرأ كلاماً غير موضوعي لأحد الكتاب الرياضيين في جريدة الرياض قبل أسبوعين حين قال: (إن مونديال ألمانيا هو نقطة الفيصل في رياضتنا وإما نكون وإما لا نكون على الخارطة الرياضية).
مثل هذا الكلام الذي لا يستند على تحليل واقعي وعلمي وفني ويبتعد عن المنطق الرياضي ولا يستقيم مع العقل البشري، يحمّل اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية أعباء نفسية هم في غنى عنها، وكان يجب على هذا الناقد أن يسأل نفسه أين نحن في تصنيف الاتحاد الدولي حتى يطلب المستحيل، وأين نحن من منتخبات عريقة مثل البرازيل وألمانيا والأرجنتين وإسبانيا وإنجلترا؟
يبدو أن الكاتب ليس لديه أي خلفية عن حجم الحركة الرياضية وقوتها في تلك الدول، ولو أنه كلّف نفسه وتابع الدوري في هذه الدول لأدرك أنه بعيد عن الحقيقة. ولو علم أن البرازيل صدرت وحدها هذا العام 800 لاعب يلعبون في أندية العالم غير اللاعبين الذين وجدوا في الأعوام السابقة لتردد في كتابة المقال.
إن منتخبنا يشارك مع عملاقة الكرة العالمية وعلى الرغم من أمنياتي الصادقة بأن يقدم المنتخب أرقى العروض ومستوى يليق بنا، إلا أننا يجب أن نكون واقعيين ومنصفين في نفس الوقت في تحليلنا للمعطيات، أما إذا تغلبت عواطفنا على عقولنا فسوف نسبح في الخيال. إن الناقد الرياضي في تقديري هو الذي يستطيع تشخيص الحالة الفنية والظرف والمكان بصورة دقيقة فلا يطلب المحال.
أتمنى من جميع الزملاء تبني لغة الواقعية فيما يكتبون وذلك لخدمة منتخبنا الوطني.
الإنفلونزا النصراوية
يرى بعض الجمهور النصراوي أن فريقهم قد أصيب بفيروس من الإنفلونزا تمنعه من الحصول على البطولات ويجزم البعض الآخر من هذا الجمهور الذي قاسى أشد أنواع الصبر أن الداء قد استفحل في الجسد النصراوي ولم يعد يتحمل إلا إجراء العمليات الجراحية وأن المضادات والمسكنات ليس لها أي قيمة.
يخطئ من يعتقد أن الرئيس الجديد يملك عصا سحرية يغيّر بها الحال النصراوي بسرعة البرق، فالأمور لا تبدو بهذه السهولة فأمام هذا الرجل تحديات كبيرة وطويلة وهذه التحديات والصراعات ذات حلقات متصلة لا يمكن فصل الحلقة عن الأخرى، إنها تراكم أزمنة وتصادم تيارات لا تلتقي لمصلحة النادي.
لكن إذا أراد الأمير فيصل بن عبد الرحمن والأمير وليد بن بدر أن يسيرا بالنادي إلى شاطئ الأمان وليس إلى شاطئ البطولات لأن ذلك يحتاج إلى خطة ليست بالقصيرة فعليهما أن يجدا لناديهما الشخصية الكاملة كما كان في الماضي.
إن نظرية الاحتواء المزدوج التي يمارسها بعض رؤساء الأندية الكبيرة لا نريدها أن تمد ذراعها إلى داخل النصر الذي كان في يوم من الأيام محطة مهمة للبطولات وصانعاً للنجوم الدوليين، إذا أقفل النصر هذا الباب الذي يدخل منه الهواء الملوّث فإن ذلك سيكون أولى خطوات الإصلاح للنادي الجماهيري الكبير.
لا شك أن الجمهور النصراوي يعي أيضاً أن المفاهيم الخاطئة التي قد تُمارس أو قد تقبل وتحمل في معانيها الظاهرة الكثير من المغريات والجاذبية لن تخدم مصلحة النادي ومستقبله، فمثل هذه المفاهيم تهدم ولا تبني وفي النهاية تأخذ ولا تعطي.
أخيراً أتمنى من الإدارة النصراوية العمل بمفهوم علمي جماعي يضمن للنادي الوصول إلى أهدافه ويريح جماهيره من الانتظار الذي طال.
ومن يتهيّب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر |
القروني المنقذ المفلس
اتصلت بي صديقتي النصراوية التي تحاكيني بعد كل مباراة وأخبرتني بعد لقاء النصر والهلال بأن المدرب خالد القروني هو المنقذ للقافلة النصراوية وأنه مدرب المرحلة القادمة وأنه سيقود النصر إلى منصات التتويج هذا العام وكرّرت اتصالها بي بعد خروج النصر من البطولة العربية وقالت لي بالحرف الواحد: (أنا ما ادري وين لقوا هذا المدرب المفلس).
بهذه العبارات المتناقضة يقع المدربون ضحية النتائج ويتحملون بمفردهم كل الأخطاء ويدفعون في النهاية الثمن كله.
كنت أتوقع مثل هذه النهاية للأخ الكابتن خالد القروني الذي لم يكن يدرك أبعاد القرار بقبوله مهمة تدريب ناد يمر بأزمات متنوّعة كان على خالد ألا يندفع في قبول العرض. ليس من أجل النصر وجماهيره، بل من أجله وحده.
كاندينيو الحاضر الغائب
كنت قد كتبت في مقال سابق أن باكيتا مدرب بحجم الزعيم وقد أشرت في ذلك المقال إلى أن باكيتا هو امتداد في الأسلوب الفني إلى المدرب القدير كاندينيو وقد قدّر الله أن يذهب باكيتا إلى منتخبنا الوطني ويأتي كاندينيو إلى الهلال مرة أخرى وكان قلمي استشعر الحدث واستبق الزمن، على أي حال المدربان وجهان لعملة واحدة فهم يتشابهان في الأساليب الفنية وفي حبهما لتقديم الوجوه الجديدة.
ما زلت أتذكر كاندينيو حين قدّم نجم الهلال والمنتخب السعودي الكابتن خالد التيماوي في مباراة كأس الملك عندما تغلّب الهلال على شقيقة النصر في جدة 3 -0 كان إصرار كاندينيو على تقديم نجم جديد في مباراة مهمة في حجم ذلك اللقاء يدل على قوة شخصيته ونظرته الفنية في اتخاذ مثل هذا القرار المناسب الذي أكسب الهلال نجماً سطع في سماء الكرة السعودية لمواسم عديدة، لقد أعطت تلك المباراة للتيماوي وقوداً معنوياً جعلته يكسر كل الحواجز النفسية التي ساعدته على المزيد من التألق، ولا ننسى أيضاً المبدع عبد الرحمن التخيفي وغيرهما من النجوم الذين أوجد لهم المفكر كاندينيو أماكن على الخريطة الهلالية وأصبحوا أدوات البطولات.
هذا رأيي
تلقيت في بريدي الإلكتروني عدداً كبيراً من الرسائل بعضها يلومني عندما ذكرت أن الأمير جلوي بن سعود يعد من المجدّدين في الفكر الرياضي السعودي، وذكروا أن الأمير حديث العهد بالرياضة ولم يقدّم ما يجعله أعطيه هذه الأحقية.
وهنا أود أن أؤكَّد أن هذا هو مجرد رأي شخصي ولن أعاتب من يختلف معي في هذا الرأي، على أنني ما زلت أذكّر الجميع بأن سموه هو الذي أقنع الإدارة الحالية بقبول الرئاسة في الظروف الصعبة التي يمر بها النادي وكان لجهوده الشخصية التي لا ينكرها أحد في هذا الجانب أثر بالغ في استقرار النادي إدارياً ودخوله في عالم التنظيم الإداري وهو خطوة في الاتجاه الصحيح كانت مطالب كل الجمهور النصراوي الواعي.
كما أود أن أذكّر الآخرين أن لسموه نشاطات كثيرة في جوانب الألعاب المختلفة في نادي النصر سواء في كرة السلة أو كرة الطائرة. أما على الصعيد الثقافي فأعتقد أن الكثيرين يقدرون دوره في دعوة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله لإلقاء محاضرة في النادي.
ربما البعض وبخاصة القاصرون في الرؤية يرون أن الرياضة مجرد (كرة قدم) (أيضاً هذا رأيهم).
|