|
|
انت في |
|
في الأسبوع الفارط تحدثت بشكل عام عن الرياضة المدرسية متطرقاً في عجالة لإهمال الوزارة، وضعف فاعلية الزملاء معلمي التربية البدنية. ووردني بعده اتصالات متعددة أعرف أصحاب بعضها جيداً وأثق به، ولا أعرف البعض الآخر وبالتالي لا أستطيع الاستناد إلى حديثه مع ثقتي به (في الأصل)، المهم أن الزملاء قالوا لي أن كل المدارس الجديدة تقريباً (وذكروا مدارس بعينها) ليس فيها ملاعب مكشوفة، ناهيك عن الصالات المغطاة والتي من الأحلام أن توجد في كل المدارس، وإن وجدت فبنسبة قليلة منها، كذلك قالوا لي منذ عشر سنوات تقريباً لم تؤمن الوزارة أي احتياجات للمادة مهما كانت قيمتها متدنية، بمعنى أن كرة قدم أو كرة يد أو مضرب تنس (وليس الطاولة)، أو شبكة، لم تؤمنها الوزارة لهؤلاء المساكين الذين راحوا كل هذه السنوات يشترونها من جيوبهم الخاصة (فداء للوطن)، أو من زملائهم المعلمين الآخرين وأحياناً التطفل على أولياء الأمور منطلقين من السماح للمدارس في وقت سابق بأن تقوم بتأمين احتياجاتها (طرارة) من أولياء الأمور في مشروع غير مدروس ويفتقر للمنهجية كغيره من المشاريع الكثيرة التي تعتمد نتيجة اقتراح من فرد أو قسم أو إدارة دون دراسة عميقة، ويعمم دون متابعة لينام (أي التعميم) في ادراج الإدارات والمدارس.. المهم نعود لموضوعنا الأساسي وأسأل المعنيين في وزارة التربية والتعليم ما الجدوى من تضمين الخطة الدراسية مادة تسمى التربية البدنية؟ وما الجدوى من وضع أقسام لها في إدارات التعليم والوزارة يعمل بهذه الأقسام ثلة من المشرفين يمارسون عملهم بين نارين، إن هم أهملوا حوسبوا وإن أرادوا تحريك النشاط فليس لهم وجه على زملائهم المعلمين الذين لم تقدم لهم الوزارة ما يحفظ ماء الوجه.. فهل سنقول لأجيالنا بأن وزارة التربية طمرت ما تملكونه من مهارات رياضية وفنية ومسرحية وغيرها من مهارات الاتصال والإلقاء بهذا الإغفال غير المبرر، بينما أهدر كثير من الجهد والوقت والمال في مشاريع وأنشطة لم تحقق عائداً يذكر ولم يكن لها أصلاً هدف واضح، إلا إذا كانوا يرون أن مسابقات الإلقاء الباقية (بدون روح ونكهة) تكفي لتنمية مهارات الطلاب المتعددة وتلك أيضاً بقاؤها مرهون بدعم المدارس (الأهلية طبعاً)، أما الحكومية فإن شاركت فحباً وإن لم تشارك فلا تسأل، ناهيك عن أسلوب العمل بها والتقييم التقليدي للمشاركين ومستوى المقيمين من بعض المعلمين والمشرفين الذين يفتقرون أصلاً لكثير من تلك المهارات، حيث لا زلنا متأثرين بالمدرسة المصرية المعتمدة على الصراخ والإشارات والتي قد تصل للانحناء بالجذع في أثناء حماسة الإلقاء، وهؤلاء الزاعقون هم الذين يكسبون، وقد قابلت بعض المشاركين من إحدى المدارس قبل المسابقة بيوم واحد واستمعت لإلقائهم وكنت محبطاً من سوء الأداء وتقليديته.. إلا أنني فوجئت بأنهم حققوا المراكز الأولى.. فيا وزارة التربية (نامي فإن لم تشبعي من يقظة فمن المنام) وإلى الأمام ولنا عودة. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |