قد يظن البعض أن ظاهرة انتشار المجلات الشعبية ظاهرة صحية تخدم الشعر وأهله وتنهض به إلى القمة والبعض الآخر لهم كلمة أخرى في ضوء ما يرونه من تخبطات ومهاترات وسقطات تحتضنها العشوائية التي تشهدها الساحة الشعبية.
دعونا نغوص قليلاً في أعماق واقع هذه المجلات عندها ربما نصل إلى رأي مقنع للجميع.
نصبح على خبر لإصدار جديد لمجلة شعبية ونضحي على خبر معاودة مجلة ثانية لإصدارها مرة أخرى بعد ما حجبت ونمسي على خبر إغلاق مجلة أخرى.. وهكذا وكأننا نعيش ما بين مد وجزر لصفحات تلك المجلات التي أبطالها ونجومها بعض من الأفراد والمجموعات اتخذوا من هذا (الموروث) سلماً للصعود عليه ليس كما يتصوره البعض للحفاظ عليه والنهضة به بل جعله بوابة للدخول إلى عالم الاستثمار (الربحي) الذين يريدون ومن خلاله وللأسف الثراء.
ولا نلوم هؤلاء في ضوء ما نراه من تخبطات وسقطات والتي تشهدها الساحة الشعبية ومن تلك السقطات هذه المجلات التي ينصب حديثنا عليها الآن (يلومني البعض بوصفها بهذا الاسم ولكن الواقع يشهد ويقر بذلك. فبين الوقت والآخر كما ذكرت آنفاً نسمع (دوامة) ظهور..حجب .. معاودة.. غير ذلك من الشعر الرديء الذي ينشر وينثر في صفحات تلك المجلات والذي ينقصه مقومات الشعر الحقيقي ولا يهمهم ذلك قدر ما يهمهم الانتشار والربح السريع وجذب عدد أكبر من (زبائن الشعر) زد على ذلك وفرة المجاملات والمحاباة والمحسوبيات التي سوقها رائج هناك كل ذلك على حساب الشعر وأهله ولا نتناسى الأمور التي تحدث بين أروقة تلك المجلات وكواليسها.
أحد شعراء المنتديات الشعبية في (الشبكة العنكبوتية) وفي لقاء معه في إحدى القنوات الفضائية قد أشار إلى أن تلك المحسوبيات وهي السائدة في تلك المجلات وقد سرد حادثة أثناء ذلك اللقاء وقعت معه عندما أسدى جميلاً لأحد محرري هذه المجلات وأراد هذا المحرر أن يكافئه على صنعه وذلك بنشر قصائد من قصائده دون معرفته بها ولايهمه إن كانت صالحة للنشر من عدمها.
هذا ربما يكون دليلاً على العشوائية التي تحدث في تلك المجلات.
أعلم أن حديثي هذا قد يغضب البعض ولكن لماذا ندس رؤوسنا في التراب عندما نسمع الحقيقة ونتهرب منها ونتحجج بحجج واهية لقمعها.
لا ننكر أنه يوجد في الساحة الشعبية مجلات شعرية شعبية وبعدد أصابع اليد هي من يهمها مكانة الشعر وأهله والرقي به ولكن المشاهد من تلك (المجلات الربحية) قد يطغى ويحجب على تلك المجلات ( النادرة الوجود) وقد تسلب مكانتها وربما تنقل العدوى إليها.
ولم يكتف أولئك بذلك ولم تشبع رغباتهم بل اتجه البعض إلى الاستثمار الفضائي وذلك بطرح مجلات شعبية فضائية حينها ماذا عسى أن ترى..!
الرياض |