* كتب - الحميدي الحربي:
مدخل: عبد الله بن علي بن صقيه التميمي - شاعر بنو تميم - يعتبر من القلة
من الشعراء الذين يحسب لهم ألف حساب في كل مجال فهو مثقف ثقافة عالية وإن لم ينل شهادة دراسية كبيرة.. ففي الأنساب هو مرجع.. وفي الشعر فصيحه وعاميّه يعتبر من أجود الرواة.. أما شاعريته فبحر لا ساحل له وقد طرق كل أغراض الشعر بإجادة مشهود له بها، وبين يدي الجزء السابع من ديوانه (ديوان التميمي) وهو على نسق الأجزاء الستة السابقة من حيث التبويب والأغراض الشعرية.
*****
وقفة مع الديوان:
ديوان التميمي جاء في (160) صفحة من القطع المتوسط ضم آخر ما كتبه من قصائد عصماء.. وصور تراثية تهمه واراد أن يطلع القراء عليها أترك الحديث عنها لمن قدر له أن يتصفح الديوان.
وقد قدم للديوان الشاعر السعودي الراحل محمد بن عبد الله المسيطير - رحمه الله - .
سطور من المقدمة:
اطلعت على الديوان السابع من دواوين شاعر تميم عبد الله بن علي بن صقيه.. والشاعر غني عن التعريف والإشادة، فشعره غاية في النضج والتجارب والمعايشة والتصوير الإبداعي في شتى المناحي الشعرية فلا تكاد تقرأ له قصيدة حتى تخرج منها بصورة من الحكم والتجارب والمعاناة المبرحة.. لذا كان له من القراء المتميزين وغيرهم من يقدر له هذه المعاناة في شعره وتصويره استمع إليه يقول:
لا تفشي أسرارك على كل من جاك
احفظ حصانٍ مسرج بين اشافيك
وقوله:
ولا تضم اسلاك في مربط أسلاك
عقبٍ تلامس يالمغفل وتشويك
أبيات من روائع ابن صقيه في ديوانه السابع:
نترك للقارئ إتمام ما كتبه المسيطير - رحمه الله - في مقدمته ونأخذكم في اختيارات من قصائد الديوان:
على الصفحة رقم (9) جاءت معلقة رائعة نختار منها:
دنيا كفى الله شرها كلها أوهام
مسكين من طاربه هيض غرامه
المستحي من حيفها ورده حيام
والمفتري تشرب قراحٍ حيامه
ومن قصيدة جاءت على (ص18)
لا صار عندك مال كل ترجاك
وكلٍّ ولو ما نال مدك يراعيك
لو أنت مثل اللي يعلف تبعناك
نقول لك لو ما تحدثت لبيك
فإن قل مالك دون ذنب بهتناك
نحط فيك من المعايب ما لا فيك
بالسيئة نجزيك عن فعل حسناك
نجحد مرواتك ونجحد حسانيك
ولولا ضيق الحيز لأوردت الكثير من أبيات هذه القصيدة المعبرة لكن أترك للقارئ والمهتم الاطلاع عليها كاملة في الديوان الذي يعتبر كنزا من كنوز الأدب وأنصح كل مهتم بالأدب بالاطلاع عليه ليعرف أن شعرنا الشعبي أكبر مما تحاول بعض أجهزة الإعلام وضعه فيه.
وأخيراً:
لم أمل ولا اعتقد أن القارئ سيمل - إن كان من أهل الذوق الرفيع - لو استعرضت كل الديوان لكنني اكتفي بما أوردت عملاً بالقاعدة القائلة (ما قل ودل) وهذا القليل دليل كثير من المعاني السامية في شعر شاعر تميم الذي ضمه ديوانه السابع، ذلك السفر الجميل الذي لم يعبه إلا كثرة الأخطاء الطباعية التي لن تحول دون المتذوق الواعي وصحة القراءة لكنها لو لم تكن فيه لكان أجمل وأكمل، ليتسنى لكل مطلع عليه قراءته كما يجب.