Friday 27th January,200612174العددالجمعة 27 ,ذو الحجة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"متابعة "

المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني تدرب المعاقين سمعياً المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني تدرب المعاقين سمعياً
وتفتتح قسماً للتقنية الخاصة بكلية الاتصالات والمعلومات

في تجربة علمية فريدة أسست المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني قسماً خاصاً للمعاقين سمعياً واختارت كلية الاتصالات والمعلومات بالرياض لتحتضن هذا القسم الذي يعد الأول من نوعه في بلادنا الذي يتيح للمعاقين سمعياً مواصلة دراستهم بعد المرحلة الثانوية من خلال برنامج تدريبي في الحاسب الآلي يؤهل المتدربين للحصول على دبلوم التطبيقات المكتبية للمعاقين سمعياً .. وللوقوف على هذا الإنجاز المتميز والذي أكمل عامه الأول كان لنا هذا الحوار مع عدد من المسؤولين والمدربين والمتدربين.
استراتيجية المؤسسة تهدف إلى تدريب وتأهيل أبناء وبنات هذا الوطن بلا استثناء
حول مرور عام على قيام المؤسسة بافتتاح قسم التقنية الخاصة في كلية الاتصالات والمعلومات وهي إحدى الكليات التابعة للمؤسسة والمتخصصة في تقنية المعلومات والاتصالات والذي يقدم حالياً برنامجاً تدريبياً لتأهيل المعاق سمعياً للعمل في مجال التطبيقات المكتبية والمجالات المشابهة يقول معالي د. علي بن ناصر الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني إن المؤسسة تسعى لتكون ورشة عمل كبرى للتدريب الشامل وأن تكون سباقة في طرح برامجها وهذا البرنامج يعد الأول من نوعه في المملكة بل وفي العالم العربي ويصب في استراتيجية شاملة للمؤسسة تسعى إلى تدريب وتأهيل أبناء وبنات هذا الوطن بلا استثناء لأننا نعتقد أن المجتمع المتدرب تدريباً صحيحاً هو القادر على حمل بلاده نحو التقدم والازدهار.
وبين معاليه أن فئة المعاقين على اختلاف حاجاتهم هم فئة غالية علينا ويملكون مقومات متميزة ولكنهم بحاجه إلى برامج تأهيليه تيسر لهم استغلال طاقاتهم وما هذا البرنامج إلا بداية والطموح بإذن الله يشمل جميع فئات ذوي الاحتياجات الخاصة من الجنسين ، وقد بدأنا بالمعاقين سمعياً لأنه لا توجد لهم برامج بعد الثانوية في أي من قطاعات التعليم أو التدريب وقد تم اختيار كلية الاتصالات والمعلومات بالرياض لتحتضن التجربة الأولى لهذا البرنامج الذي أكمل عامه الأول ونحن نسعى لافتتاح برامج مشابهة في عدد من مناطق المملكة ومحافظاتها وسيتم ذلك بإذن الله وفق خطة زمنية مدروسة. وحيث إن هذا القسم هو في حقيقته تعليم خاص وتجربة جديدة بحاجة إلى دراسة دقيقة وشاملة لكي تعمم التجربة ويُتوسع في برامجها ، فقد جعلت المؤسسة دراسة هذه التجربة من ضمن أولوياتها البحثية لهذا العام والأعوام القادمة بإذن الله وخصصت منحاً بحثية لهذا الغرض.
وأكد معاليه أن الإعاقات الأخرى محل عناية كبيرة لأن التدريب الشامل هو هدف استراتيجي من أهداف المؤسسة نسعى من خلاله إلى دمج القطاعات التدريبية والتصنيعية بالمملكة وخارجها بما يحقق تدريباً عالياً للكفاءات الوطنية ومن هذا المنطلق نسعى إلى إشراك كافة فئات ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن برامج التدريب المشترك وهو البرنامج الذي تشترك فيه المؤسسة مع صندوق تنمية الموارد البشرية ومجالس الغرف التجارية ويهدف إلى تدريب وتوظيف الأيدي العاملة السعودية.
وفي ختام حديثه قال: نشكر القيادة الحكيمة على ثقتها في المؤسسة.
نشكر المؤسسة على اختيار
كلية الاتصالات والمعلومات لتنفيذ البرنامج
وعن هذه المناسبة الطيبة يقول عميد الكلية د. أحمد بن عبدالله الحامد: إن الكلية تفخر بأن تحتضن البرنامج الجامعي الأول للمعاقين سمعياً والذي يقدم برنامجاً تدريبياً متخصصاً في الحاسب يؤهل المعاق سمعياً للحصول على دبلوم الشهادة الجامعية المتوسطة في مجال التطبيقات المكتبية ويؤهل الخريج للعمل بمسمى أخصائي تطبيقات مكتبية وهذا البرنامج يعكس ما وصلت إليه المؤسسة من شمول في تدريب المجتمع بكافة فئاته.
وذكر سعادته أن البرنامج أعد بطريقة علمية جادة شارك في إعداده فريق عمل من المختصين من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ووزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم ليتمكن الخريج بإذن الله تعالى من كسب ثقة القطاع الخاص والقطاع الحكومي وقد تم تجهيز القسم بالمعامل والتجهيزات المطلوبة كما تم دعمه بالمدربين المؤهلين ومترجمي لغة الإشارة ، ونحن بفضل الله ثم دعم المؤسسة في تطوير مستمر لهذا البرنامج بحيث يكون ركيزة أساسية للتعليم ما بعد الثانوي للصم مما يسهل تعدد هذه التجربة وشمولها في المستقبل القريب بإذن الله.
وعن دمج المتدربين المعاقين سمعياً مع زملائهم قال د. الحامد إن وجود البرنامج داخل أسوار الكلية هو نقطة رئيسية في هذا الدمج وأشار أن اختلاف وسائل إيصال المعلومة يتسبب في صعوبة الدمج داخل القاعة التدريبية لكن برامج الكلية جميعاً هي برامج مشتركة بين الجميع. وعن تعدد التخصصات قال د. الحامد: إن تعدد الخيارات أمام المتدربين هدف نسعى لتحقيقه في المستقبل القريب إن شاء الله.
وعن تقييمه للعام الأول للبرنامج ذكر سعادته أن البرنامج يقيَّم باستمرار ولكن نتائج العام الأول مبشرة لذلك واجهت الكلية تدفقاً كبيراً من المعاقين سمعياً أقبلوا هذا العام على البرنامج و لمحدودية استيعاب الأعداد الكبيرة فقد وجه معالي المحافظ بدراسة إنشاء مباني خاصة لقسم التقنية الخاصة للمعاقين سمعياً وذلك لتوفير تدريب شامل قادر على استيعاب أعداد كبيرة من المتقدمين.
التوسع في البرنامج في عدد من كليات الاتصالات
وحول هذا الموضوع صرح الدكتور ناصر بن علي الموسى المشرف العام على التربية الخاصة قائلاً : بمناسبة مرور عام على افتتاح أول برنامج يتيح للطلاب الصم المعوقين سمعياً إكمال دراستهم الجامعية وأول تجربة لذلك في قسم التقنية الخاصة بكلية الاتصالات والمعلومات بالرياض التابعة للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، فإنه يسعدني ويشرفني أن أتوجه بخالص الشكر، وفائق الامتنان إلى المقام السامي الكريم الذي أصدر موافقته الكريمة على إكمال الطلاب الصم لدراستهم في مؤسسات التعليم العالي، خاصة الكليات التقنية وفق قدراتهم.
والشكر موصول للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وعلى رأسها معالي المحافظ، على مبادرتهم بافتتاح برنامج التطبيقات المكتبية للمعوقين سمعياً، إذ كان لجهود وحماس القائمين على قسم التقنية الخاصة وعميد كلية الاتصالات والمعلومات دور بارز في نجاح هذه التجربة والتغلب على الصعوبات التي واجهتهم وأدت جهودهم إلى هذا النجاح الكبير على الرغم مما يواجه مثل هذه البرامج الجديدة من عقبات وقد لاحظت ذلك بدءًا من افتتاح البرنامج مع بداية العام الدراسي الماضي 1425/1426هـ حيث تشرفت بحضوره بمعية معالي محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الذي أعطى بحماسه دفعة قوية لأعضاء هيئة التدريس والطلاب للتغلب على جميع العقبات والصعوبات وتحويلها إلى نجاحات أثبتتها نتائج الطلاب الملتحقين بهذا البرنامج .
وما أود أن أقوله والتأكيد عليه في مناسبة مرور عام على افتتاح البرنامج أن هذه النجاحات ستكون بإذن الله دافعاً قوياً لاستمرار العطاء وتطوير البرنامج آملاً أن يتم التوسع في افتتاح البرنامج وغيره من البرامج الملائمة لأبنائنا المعوقين سمعياً في عدد من كليات الاتصالات في مختلف أرجاء مملكتنا الحبيبة تعميماً للفائدة وتوفيراً لفرص الدراسة للمعوقين سمعياً قرب مقار إقامتهم .
المؤسسة تصنع التاريخ
من جانبه صرح الدكتور طارق الريس عضو هيئة التدريس بقسم التربية الخاصة، كلية التربية بجامعة الملك سعود بهذه المناسبة وقال : يعتبر برنامج التطبيقات المكتبية التابع لقسم التقنية الخاصة في كلية الاتصالات والمعلومات بالرياض فريداً من نوعه والأول على مستوى العالم العربي الذي يفتح المجال للصم لمواصلة تعليمهم ما بعد الثانوية .
برنامج التطبيقات المكتبية يصنع تاريخاً جديداً ومشرقاً بإذن الله تعالى للصم في المملكة العربية السعودية، إنه البداية الحقيقة لتغيير شامل وكبير في حياة الصم بتوفير كل ما يساعد على إنجاز وتحصيل الصم. لقد مر هذا البرنامج في بداية تأسيسه بالعديد من العقبات إلا أن عزم الرجال القائمين عليه وإيمانهم بقدرات الصم مكّن من التغلب بفضل الله على هذه العقبات ونتطلع لتطوير البرنامج وتوسيعه ونشره على مستوى المملكة لما فيه من مصلحة كبيرة للصم. كما نأمل أن يتم توفير كل ما يساهم في نجاح هذا البرنامج من معامل إضافية أو أجهزة حاسوبية وإيجاد كوادر عاملة من مترجمين أكفاء ومدربين مخلصين لمواجهة الزيادة المتوقعة في أعداد الطلاب الصم إذ إن هذا البرنامج كان حلماً للصم في المملكة وأصبح الآن واقعاً.
أخيراً جزى الله خيراً كل من ساعد وساهم في افتتاح هذا البرنامج وعمل على استمراره ونجاحه وجعله الله في موازين حسناته.
البرنامج يؤهل المتدرب ليدخل عدة مجالات عملية
وقال المشرف على القسم المهندس عبد الرحمن المعمر الحمد لله رب العالمين وبعد فإن برنامج التطبيقات المكتبية للمعاقين سمعياً هو التخصص الأول في قسم التقنية الخاصة في كلية الاتصالات والمعلومات التابعة للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وقد افتتح البرنامج تنفيذاً للأمر السامي بإتاحة الفرصة للطلاب المعاقين سمعياً بإكمال دراستهم الجامعية حيث شكلت لجنة ممثلة في المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ووزارة التربية والتعليم ( الأمانة العامة للتربية الخاصة ) ووزارة التعليم العالي (قسم التربية الخاصة بكلية التربية بجامعة الملك سعود ) و قد عقدت اللجنة عدة اجتماعات تمخضت عن إقرار البرنامج المذكور وإعداد خطة تدريبية مناسبة تم إقرارها من قبل مجلس الكليات التقنية التابعة للمؤسسة.
والخطة المذكورة سميت خطة (دبلوم التطبيقات المكتبية للمعاقين سمعياً ) وهي تتكون من ثلاث وستين ساعة معتمدة يدرسها المتدرب خلال تسع وتسعين ساعة اتصال موزعة على أربعة فصول دراسية وفصل للتدريب التعاوني ويدرس المتدرب خلال الأربعة فصول التدريبية مواد في الحاسب يصل مجموع محاضراتها العلمية إلى ثمان وسبعين ساعة تتضمن مواد ( نظام تشغيل الحاسب ومعالجة النصوص وجداول إلكترونية وتصميم العروض التقديمية ومقدمة في الإنترنت وتصميم صفحات وقواعد البيانات بالإضافة إلى محاضرات تدريبية في الطباعة بنوعيها العربي والإنجليزي ) وأيضاً يدرس المتدرب محاضرات في الثقافة الإسلامية واللغة العربية والرياضيات واللغة الإنجليزية والسلوك الوظيفي تصل ساعاتها إلى إحدى وعشرين ساعة موزعة على الفصول الدراسية الأربعة .
وبعد إنهاء المتدرب الفصول الدراسية الأربعة يلتحق ببرنامج التدريب التعاوني لدى إحدى منشآت القطاع العام أو الخاص في مجال التخصص حيث يعادل أربع ساعات معتمدة من الخطة التدريبية.
وبعد تخرج المتدرب يحصل على الدبلوم المتوسط من كلية الاتصالات والمعلومات والذي نأمل أن يؤهله إلى دخول عدة مجالات عملية منها العمل كمساعد مدرب لمن هم مثل فئته بالإضافة إلى مجالات عديدة منها العمل في إدخال البيانات والطباعة الاحترافية باستخدام الحاسب واستخدام الشبكة العنكبوتية «الانترنت».
وختاماً فإن قسم التقنية الخاصة يأمل التوسع في التخصصات الجديدة منها صيانة الحاسب والجوال ونحوها وكذلك رسومات الحاسب وغيرها من التخصصات المناسبة لهذه الفئة وإني أغتنم الفرصة لتقديم الشكر لحكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده على ما يولونه لذوي الاحتياجات الخاصة من عناية واهتمام وخاصة فئة المعاقين سمعياً. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
المعاقون سمعياً لا يختلفون
عن الناطقين
وحول هذا الموضوع قال المدرب ياسر الراعي أحد أعضاء هيئة التدريب بقسم التقنية الخاصة والذي يتعامل مباشرة مع الصم : إن المعاقين سمعياً لا يختلفون عن الناطقين إلا في طريقة وصول المعلومة ومتى ما وصلت إليهم المعلومة بطريقة صحيحة استوعبوها جيداً كالناطقين تماماً بلا اختلاف وهي تماماً كقيادة السيارة أو غيرها من المهارات وعن التجارب العربية المشابهة قال إنه لا يعرف أن هناك تجارب عربية أخرى وأن تجربة الأردن أتاحت فرصة لهم للدراسة مع الناطقين جنباً إلى جنب وليس برنامجاً خاصاً للتأهيل.
وتحدث المدرب خالد الضباح قائلاً إن المعاق سمعياً شديد الحرص على التعلم و الاستفادة وأن منهم موهوبين وقادرين على الإبداع بل ذكر أن كثيراً من الصم يتفوقون على زملائهم الناطقين واتفق المدربان ياسر الراعي وخالد الضباح على أن البرنامج بحاجة إلى دعم فني كبير عن طريق توفير المؤثرات الضوئية و الرسومية كي يتم تفعيل المتدرب في البرنامج كما ذكر أنه من الضروري توفير برامج حاسوبية وتدريبية وتطويرية عبرCD وغيرها من الوسائط لكي تكون رافداً للتدريب.
( الجزيرة ) ترصد انطباعات عدد من المتدربين
وفي استطلاع لرصد انطباعات عدد من المتدربين بقسم التقنية الخاصة بكلية الاتصالات والمعلومات بالرياض توقع عدد منهم أن يكون برنامجهم نواة لجامعة لهم تشمل عدداً من التخصصات وقالوا إن ما شاهدوه من اهتمام في الكلية يشعرهم بأن هذه التجربة ستكون فريدة على المستوى العربي، و أجمع المتدربون على أن الدارسة في هذا البرنامج تعتبر نقلة نوعية في حياتهم وأنهم يشعرون بالسعادة الغامرة هم وأهاليهم وتمنوا التوسع في هذا ليشمل التخصصات التقنية الأخرى ونشره في الكليات التقنية كافة. ويقولون إن الوقت تأخر لذلك يجب الإسراع في التوسع ودعم البرنامج.
حياتي الآن أفضل وأكثر تنظيماً
ذكر المتدرب محمد بن زيد الحسين أن الدراسة الجامعية كانت حلمه الكبير الذي يتحقق الآن . وقال: كنت أبحث عن الفرص الدراسية في كل مكان وأنا أطمح في دراسة الماجستير والدكتوراه . والكثيرون من زملائي لهم الطموح نفسه وقال إن برنامج الكلية المتكامل جعل ما كان أفكاراً في السابق حقيقة اليوم لكي نحقق آمالنا وأمانينا. وعن سير البرنامج أثنى الحسين على جدية البرنامج وما تقوم به الهيئة التدريبية من جهد في إيصال المعلومة بشكل صحيح وسريع وتوقع أن تتضاعف فاعليه البرنامج إذا تم تجهيزه بشكل كامل.
نشعر بالجدية في الدراسة
المتدرب عبدالقادر السبيعي قال أنا ممن قبلت في السنة الثانية من إتاحة القبول للصم حيث لم أقبل في أول سنة، وقد سعدت لذلك جدا ًفالفرص الوظيفية ما بعد الدبلوم أفضل مما هي بعد الثانوية. وقال إن زملاءه شعروا في البداية بالصعوبة في الدراسة بسبب الأداء الجاد الذي لم يعتادوا عليه بحكم حالتهم الخاصة، ولكنهم استوعبوا سريعاً هذا الأسلوب وقال إن تعلمهم تضاعف مع الجدية. وقال إن الحديث عن الدراسة الجامعية كان حواراً دائماً لزملائه وتعجب أنه طوال هذه السنوات لم تتم الفرصة في العالم العربي كله للدارسة بعد الثانوية وأنه مسرور جداً أن يكون من أوائل من درسوا بعد الثانوية.
المعاق سمعياً يستطيع دراسة أكثر التخصصات الجامعية
وقال المتدرب مرتضى الغشام إن البرنامج حلم تحقق وقال أنه لطالما طمح في دراسة الهندسة ولكنه لم يجد باباً يحقق طموحه ، وقد استبشر خيراً عندما درس في قسم التقنية الخاصة بكلية الاتصالات والمعلومات وتساءل هل سأواصل الدراسة حتى البكالوريوس؟ هذا ما أرجوه ، وقال إن أصحاب الإعاقات السمعية يستطعيون دراسة أكثر التخصصات الجامعية ولا ينقصهم سوى إتاحة الفرصة لهم في دراسة هندسة برمجة الحاسب وأريد أن أكون مهندساً.
أتمنى بشدة إتاحة البكالوريوس لنا المتدرب عبدالعزيز المشعلي عبر عن سعادته الكبيرة لقبوله في الكلية بقوله أنها الفرصة الوحيدة المتاحة لنا بعد الثانوية بالمملكة خصوصًا مع ندرة الوظائف هذه الأيام وقلة المعرفة. وعن رأيه بالطرق المتبعة في التدريب ذكر أن الكلية راعت في التدريس ضرورة وجود مترجم لغةإشارة حتى يسهل فهم المادة بالشكل الصحيح دون نقص أو لبس كما كان يحدث معنا في الثانوية ، والتركيز على ساعات تدريبية أكثر مما له أثر واضح في الاستفادة مما نكتسبه من خلال المناهج. كما أكد المتدرب المشعلي على قدرة الأصم على الدراسة بعد المرحلة الثانوية إذا توافرت التجهيزات اللازمة وتمنى أن تحذو جامعة الملك سعود وجامعة الإمام وغيرها من الجامعات حذو كلية الاتصالات والمعلومات وقال أتمنى بشدة إتاحة البكالوريوس لنا حتى نصبح معلمين لفئة الصم أمثالنا وكذلك نصبح ذوي منفعة متعدية في المجتمع فوق ما نحن عليه الآن.
وبطموح كبير تساءل المتدرب سامي المحياني عن الفرص الوظيفية وقال: إنني أشعر أن المجتمع بحاجة إلى مواهبنا وقدراتنا وإننا على استعداد لخدمة الوطن متى ما أتيحت لنا الفرص الوظيفية ، وقال إن الدراسة شيء رائع ، وتمنى المحياني أن تتعدد الخيارات أمامهم بتنوع الأقسام كي يتاح لنا مستقبل أفضل.
البرنامج دمجنا في المجتمع
وعلق المتدرب سلمان العتيبي على البرنامج حيث قال إن البرنامج ساهم في دمجنا في المجتمع حيث نلتقي بالمدربين والمتدربين الناطقين ونشاركهم مختلف أنشطتهم ووجدنا في هذا الدمج فائدة كبيرة ، وقال العتيبي إن البرنامج يثبت قدرة المعاقين سمعياً على اجتياز الدراسات الجامعية ، وتساءل عن عدد كبير من زملائه في المدن الأخرى والقرى كيف تتاح لهم هذه الفرصة ؟ وهل سيتوسع البرنامج ليشمل مدناً أخرى ؟! .
نحن بحاجة لمباني إضافية
وذكر المتدرب صالح آل عباس أن البرنامج أتاح لهم فرصة ثمينة في إثبات قدراتهم ولكنه تساءل عن المباني وهل هي مناسبة لقسم خاص ؟ وهل هي معدة بطريقة مناسبة ؟ وقال إن التجهيزات الصحيحة تعد أساساً في العملية التعليمية ورغم الجهد الواضح من الإدارة وأعضاء هيئة التدريب والمترجمين إلا أننا نشعر أن محدوديتها تعوق دون تحقيق الطموح .
وقال المتدرب عبدالرحمن الأسمري إنني كنت أفكر كثيراً في مستقبلي ولكن كان تفكيري يقف عند الثانوية وقد سعدت عندما علمت عن البرنامج في الكلية فقد فتح لي آفاقاً كبيرة. شكر الأسمري المسؤولين على النقلة النوعية في حياته هو وزملاؤه وقال إن شعور عائلته تجاهه ازداد فخراً به وتمنى التوسع في البرامج الجامعية للصم.
أتمنى أن نكون رواداً على المستوى العربي
فيما علق المتدرب حمد الغباري على البرنامج بأنه يريد الاطلاع على تجارب الآخرين لكي نكمل المسيرة من حيث انتهى أولئك وقال إن هناك تجربة في أمريكا وكندا للدراسة الجامعية للصم وأنها تقوم على أسس علمية وأبحاث متخصصة وقال أتمنى أن تكون التجربة السعودية المتمثلة في هذا البرنامج هي التجربة الرائدة في المنطقة العربية.
نريد جامعة للصم
وقال المتدرب دهام الشمري إن تحويل القسم إلى جامعة فيها عدد من الكليات المناسبة هو أملنا وقال إن كليات الجامعة من الممكن أن يشرف عليها القطاع الخاص فمثلاً شركة سيارات تشرف على كلية للصيانة وشركة حاسب تشرف على كلية للحاسب وهكذا.
أما المتدرب محمد خمسان فقال: لا أشعر أن هناك تفرقة أبداً بيننا وبين الطلاب الناطقين داخل الكلية ، حتى في الزي الرسمي للكلية نحن سواء وتعاملنا إدارة الكلية كما تعامل الطلاب الناطقين في الأقسام الأخرى..
قال المتدرب صالح الصويلح إنه استفاد من المناهج المطروحة فائدة كبيرة لما فيها من توسع بالمعلومات وكثرة الساعات التي تركز على التخصص دون غيره وكذلك كثرة ساعات التدريب العملي على ما يتم تحصيله من المناهج المطروحة بخلاف المرحلة الثانوية. وقال إنه لا يشعر أن هناك تفرقة بينه وبين الطلاب الناطقين داخل الكلية.
شكر وتقدير
وقد عبر عدد من المتدربين عن شكرهم وتقديرهم لهذه الخطوة الموفقة في مسيرة المؤسسة بافتتاح هذا القسم وقالوا أننا نشعر بالجدية والانضباط والعمل المتقن حيث إن البرنامج يسير وفق برنامج رائع وبشكل منضبط ومتقن وأنهم تعبوا في البداية ولكنهم الآن يشعرون أنهم استوعبوا الرسالة جيداً وأنهم يأملون في المشاركة في البرنامج بعد تخرجهم بصفة موظف ومعلم ويقولون هل يحقق المسؤولون هذه الأمنية ؟
60% تعرفوا على البرنامج من خلال الصحافة
وفي دراسة إحصائية للمتدربين بالقسم اتضح أن 60% منهم تعرفوا على البرنامج من خلال الصحافة بينما 20% عن طريق الإعلان في معهد الصم و 16% عن طريق الإنترنت بينما 4% عن طريق زميل لهم مما يوضح أن 96% من طرق معرفتهم هو القراءة وخصوصاً الصحافة وهم يرون أن الصحافة وسيلة هامة جداً في تواصلهم مع المجتمع وعلى الرغم من ذلك فقد اشتكى الغالبية منهم من ضعف التغطية الإعلامية لهذا الحدث الكبير ودعوا وسائل الإعلام المختلفة إلى إبراز هذا الانجاز وإيصال رسالته إلى الجميع كما دعوا القائمين على برامج الصم إلى الاستفادة من الصحافة والإنترنت في بث رسائلهم للمعاقين سمعياً.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved