Wednesday 1st February,200612179العددالاربعاء 2 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"متابعة "

خطاب الملك فيصل في زيارته لباكستان عام 1966م خطاب الملك فيصل في زيارته لباكستان عام 1966م
(الإسلام يدعو إلى التآخي ومحبة الإنسان لأخيه ما يحبه لنفسه)

بين مظاهر الاستقبالات الرائعة المعبّرة عن أصدق عواطف الحب ومشاعر التقدير.. في عاصمة باكستان.. ألقى الملك فيصل المعظم هذه الكلمة السامية رداً على خطاب الرئيس محمد أيوب خان الذي ألقاه فخامته ترحيبا بمقدم الملك الفيصل إلى باكستان المسلمة الشقيقة.
صاحب الفخامة الرئيس.. أيها السادة:
يسعدني في هذه اللحظة أن أتقدم بخالص الشكر لما لقيته لدى الرئيس وحكومته وشعبه، إن هذه الحفاوة وهذا الاستقبال إن دل على شيء فإنما يدل على الروح الكريمة الإسلامية التي يتحلى بها الباكستان شعبا وحكومة ورئيساً.
فخامة الرئيس:
إن ما تفضلتم به وشرحتموه عما يربط هذه البلاد ببلادي من أواصر الأخوة والمحبة المنبثقة عن العقيدة الروحية التي هي - أفضل وأسمى عقيدة يمكن أن تربط بين البشر، فهذا يسر علي كثيرا مما كنت أود أن أشرحه، وإنني أؤكد لفخامتكم أن المملكة العربية السعودية شعبا وحكومة تبادلكم هذا الشعور، وهذا الارتباط الذي يوثق كما قلت عقيدة روحية سماوية عليا.. من المشاعر والروابط التي تنبثق عن عقيدة خالصة لا يشوبها المصالح ولا الأهداف الملتوية هي التي تصلح أن تكون أساسا ثابتا ومتينا لما يربط الشعوب والحكومات بعضها ببعض، فإننا في هذه اللحظات يا فخامة الرئيس التي يتعرض الإسلام فيها إلى كثير من الهزات وكثير من التيارات التي تتجاذب المسلمين يمينا وشمالا وغربا وشرقا لأحوج ما نكون إلى الارتباط والتعاون والتكاتف في مواجهة كل المشاكل أو الصعوبات التي تعترض طريقنا كأمة مسلمة توحد الله وتؤمن بالشريعة الإسلامية، وتؤمن بمحمد صلوات الله وسلامه عليه.
طريق الإسلام واضح
إنه مهما شوه المشوهون أو أراد المغرضون أن يلبسوا الدعوة الإسلامية غير ما هي عليه من حقيقة فإن الإسلام واضح وطريقه نير ومستقيم لا يحتاج الى تعديل أو تغيير، فإن معنى الإسلام وما يدعو إليه الاسلام هو التآخي والتعاون والسلام ومحبة الإنسان لأخيه ما يحب لنفسه وأن هذه الهزات وهذه الاعتراضات لن تغير ولن تبدل من قواعد الإسلام ومناهجه، وإنما هو في نفس الوقت الذي ندعو فيه إخواننا المسلمين الى التآخي والتعاون والتقارب فيما بينهم لن نسعى إلى الاعتداء او التعرض للغير بما يسوؤه ما دام هذا الغير لم يعترض سبيلنا.
إننا نسعى الى السلام ونسعى إلى التآخي ونسعى الى التفاهم ولكن ليس معنى هذا أن نضحي بمبادئنا وعقديتنا وإسلامنا في سبيل هذا التآخي، أو هذا التفاهم .
لا نستهدف غرضا
يا فخامة الرئيس:
أيها السادة:
لقد وصفنا ويؤسفني أن أقول: إننا وصفنا من بعض من ينتمون الى الإسلام بأننا نحاول إيجاد أحلاف أو ارتباطات أو علاقات مع غير المسلمين أو مع الدول التي هي ليست ذات ارتباط وثيق بنا ما عدا الارتباطات الدولية المعروفة فإنني أؤكد من هذا الموقف أننا لا نستهدف فيما نسعى إليه أي غرض او مطمع سوى غرض واحد وهو نصرة الإسلام ونصرة دين الله والتقاء المسلمين وتفاهمهم وتعاونهم فيما بينهم، فيما يصلح دينهم ودنياهم.
فإننا مهما تعرضنا له من اعتراضات أو تلبيسات فإننا بحول الله وقوته سائرون في سبيلنا معتصمون بالله راجون المعونة منه سبحانه وتعالى ثم آملون من إخواننا المسلمين أن يفهموا هذه الدعوة على حقيقتها، وألا يلبس عليهم الملبسون بما أرادوا أن يقلبوا الحق إلى باطل، ومع هذا كله فإنني أؤكد اننا نرحب بكل إخواننا في أي قطر إسلامي وأي شعب إسلامي للتعاون فيما بيننا لمصلحة ديننا ولمصلحة شعوبنا ومصلحة العالم أجمع، فإنني لأرجو الله مخلصا أن يوفقنا جميعا، وأقصد بجميعنا جميع المسلمين أن يتبعوا سبيل الحق وان يأخذوا بمبادئ دينهم دين القوة ودين العلم ودين الرقي ودين السلام.
إن في ديننا الحنيف وشريعتنا الإسلامية ما يغنينا عن التقاط او استيراد أي من المذاهب أو الأنظمة الوضعية التي وضعها بنو البشر لأن الشريعة الإسلامية هي شريعة الله، وقد أنزلها على نبيه، وهو سبحانه وتعالى أعلم بمصالح خلقه فوضع لهم هذه الشريعة وهذه التعاليم السماوية ليسعدهم في دنياهم وفي أخراهم. فإنني يا فخامة الرئيس باسم المملكة العربية السعودية شعبا وحكومة لأقدم لفخامتكم عظيم الإجلال وعظيم الشكر على ما لقيناه ونلقاه في هذا البلد الكريم من تعاون وثيق وإخلاص بحول الله وقوته متبادل أرجو أن يدوم على مر السنين والأعوام فإذا كنا يا فخامة الرئيس قد أظهرنا شيئا من التعاون والتآخي مع هذا البلد الاسلامي فإن ذلك ما يفرضه علينا واجبنا وما تفرضه علينا عقيدتنا ما دمنا مخلصين لهذا الواجب ولهذه العقيدة.. إنني لأرجو الله مخلصا لهذا البلد الكريم أن يتقدم وأن يرتقي بقيادتكم الحكيمة وإخلاصكم لأمتكم وإن في ذلك لأكبر مثل يعطي للعالم أجمع ان في المسلمين من يقود الى الخير ويقود الى السلام.
وإنني أكرر شكري لفخامتكم وحكومتكم وللشعب الباكستاني الشقيق لما لقيناه من كرم الضيافة ولمسناه من الروح الإسلامية الحقيقية التي قابلناها منذ هبطنا أرضكم العزيزة، وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا نعمة الإسلام والتمسك بأهداف شريعتنا ويوفقنا جميعا لخدمة أمتنا ووطننا وخدمة الإسلام وخدمة البشرية أجمعين.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved