Al-Jazirah

نوازع نوازع
السمنة عند العرب
د. محمد بن عبد الرحمن البشر

قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - (طعام الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة) وقال - عليه الصلاة والسلام - (سموا إذا أكلتم، واحمدوا إذا فرغتم وكان يلعق أصابعه بعد الطعام).
وقالت العرب: البِطنة تُذهب الفِطنة.
وقال مسلمة بن عبد الملك لملك الروم: ما تعدون الأحمق فيكم؟ قال: الذي يملأ بطنه من كل ما وجد.
وحضر أبو بكرة سفرة معاوية، ومعه ولده عبد الرحمن، فرآه يلتقم لقماً شديداً، فلما كان بالعشي راح إليه أبو أبو بكرة، فقال له معاوية: ما فعل ابنك التلقامة؟ قال: اعتل، قال مثله لا يعدم العِلة.
ورأى أبو الأسود الدؤلي رجلاً يلقم لقماً منكراً، فقال له: كيف اسمك؟ قال: لقمان قال: صدق الذي سمّاك!
ورأى أعرابي رجلاً سميناً، فقال له: أرى عليك قطيفة من نسج أضراسك!
وقعد أعرابي على مائدة المغيرة، فجعل ينهش ويتعرق، فقال المغيرة: يا غلام ناوله سكيناً، قال الأعرابي: كل امرئ سكينه في رأسه.
قال الأعرابي: كنت أشتهي ثريدة دكناء من الفلفل، رقطاء من الحمص، ذات جفافين من اللحم، لها جناحان من العراق، فأضرب فيها كما يضرب ولي السوء في مال اليتيم.
قال أعرابي:

ألا ليت لي خبزاً تسربل رانباً

وخيلا من البرني فرسانها الزبد

فأطلب فيما بينهن شهادة

بموت كريم لا يعد له لحد

(من الطويل)
واصطحب شيخ وحدث من الأعراب في سفر، وكان لهما قرص في كل يوم وكان الشيخ مخلع الأضراس، وكان الحدث يبطش بالقرص ويقعد يشكو العشق، والشيخ يتضور جوعاً، وكان الحدث يسمى جعفراً، فقال الشيخ فيه:

لقد رابني من جعفر ان جعفراً
يبطش بقرصي ثم يبكي على جمل
فقلت له لو مسّك الحب لم تبت
بطينا ونسّاك الهوى شدة الأكل

(من الطويل)
قال الأصمعي: تقول العرب في الرجل الأكول: إنه برم قرون.
البرم: الذي يأكل مع الجماعة ولا يجعل شيئاً. والقرون: الذي يأكل تمرتين ويأكل أصحابه تمرة تمرة. وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن القران. وكان عبد الله بن الزبير إذا قدم التمر إلى أصحابه قال: قال عبد الله بن عمر: إياكم والقران، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عنه.
وقيل لميسرة الأكول: كم تأكل كل يوم؟ قال: من مالي أو من مال غيري؟ قيل له: من مالك: قال: مكوك. قيل: فمن مال غيرك؟ قال: اخبزوا واطرحوا!
وقال رجل من العراق في قينة حفص الكاتب:
قيينة حفص ويلها
فيها خصال عشرة
أولها أن لها
وجهاً قبيح المنظره
ودارها في وهدة
أوسع منها القنطرة
تأكل في قعدتها
ثوراً وتخرى بقره
قال تأبط شراً: ما أحببت شيئاً قط حبي ثلاثة: أكل اللحم، وركوب اللحم، وحك اللحم باللحم.
وقال أبو اليقظان: كان هلال بن الأشعر التميمي أكولاً فيزعمون أنه أكل فصيلاً وأكلت امرأته فصيلاً، فلما أراد أن يجامعها لم يصل إليها، فقالت له: وكيف تصل إلي وبيني وبينك بعيران.